والي الخرطوم يصدر أمر طواريء رقم (2) بتكوين الخلية الامنية    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    شاهد بالفيديو.. في مشهد خطف القلوب.. سيارة المواصلات الشهيرة في أم درمان (مريم الشجاعة) تباشر عملها وسط زفة كبيرة واحتفالات من المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    لم يعد سراً أن مليشيا التمرد السريع قد استشعرت الهزيمة النكراء علي المدي الطويل    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    عائشة الماجدي: (الحساب ولد)    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    تحديد زمان ومكان مباراتي صقور الجديان في تصفيات كاس العالم    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    شهود عيان يؤكدون عبور مئات السيارات للعاصمة أنجمينا قادمة من الكاميرون ومتجهة نحو غرب دارفور – فيديو    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    أول حكم على ترامب في قضية "الممثلة الإباحية"    بعد اتهام أطباء بوفاته.. تقرير طبي يفجر مفاجأة عن مارادونا    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ورقه بعنواو:مشروع دولة الولايات المتحده السودانيه


تقديم:-
إننا في هذا الموضوعة سنتناول موضوع هو شائك بلا شك ، و هام بلا جدال ، و محوري بلا أدني ريبة ، فموضوع الحكم في دولة السودان ، أو ما تبقي منه ، و نعني هنا السودان الشمالي ، و كيفية إدارة الدولة و مسايستها لهو أمر في غاية الخطورة و الأهمية. فمسألة إدارة الدولة و مسايرة أمور الحكم يجب ان يكون واضحا وجليا لا لبس فية ولامراء داخل تفاصيله ، لان ادارة امور الدولة يجب ان يكون واضح وضوح الشمس فى كبد السماء .
سنحاول ان نعالج مسألة دار حولها الكثير من الجدل والحوار الطويل منذ سنين خلت ،على مدار سنوات ما بعد العام 1956م الذي شهد استقلال السودان من الحكم الانجليزي – المصرى. فمرة يتحدث المفكرون عن الحكم المركزى ، ومرة ثانية يتحدثون عن الحكم اللامركزى ، ثم جاءت فكرة الفيدرالية فى سنين حكم الانقاذ التى انقلبت على الحكم الديمقراطى فى العام 1989م. فأى نظام هو المناسب لادارة شنون الحكم فى السوان ؟ وماهو الحل للترهل الادارى والتكلفة العلية الموهقة السودان ترايا ومواطنين وحكومة ؟ على حلحلة مشاكلنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية ؟ وما هو الحل لمنشاط البلد على مستوى توزيع السلطة ؟ اهو الحكم المركزى القابض بيد من حديد ام هو الحكم الفيدرالى ؟وهل الى سبيل من ارجاع السودان لسابق عهد مليون ميل مربع ولو فى اطار دولة كونفدرالية؟ سنحاول الاجابة عن هذه التساؤلات وغيرها فى هذه الموضوع . مشروع دولة الولايات المتحدة السوانية ، الذى نراه الحل الجزرى لمشاكلنا الفكرية والاقتصادية والسياسية والحل الامثل لادارة دولة بحجم السودان الكبير فى المساحة والقليل فى عدد السكان نقول ان هذه المشروع هو الحل الامثل لمشاكل البلاد لعدة اسباب اولها انة الحل الواقعى الذى يمكن ان يعالج كل القضايا المتعلقة بالحكم وادارة الدولة وثانيها لأنها الطريقة التي نري انها المثلى لادارة التنوع الثقافى فى السودان. وعندها نقول الثقافى فاننا نعنى الكل المركب من العادات والتقاليد والاديان واللغات ( اللهجات ) . فهذا التنوع الثقافى هو مصدر قوة السودان تراباً و مواطنين ، ان هذا التنوع الثقافي الاثني و القبلي و اللغوي لهو مصدر ثراء ضخم يقود لا محالة الي الوحدة المبنية علي التنوع ( الوحدة في التنوع ). هذا التنوع هو المصدر الحقيقي لوحدة السودان و وحدته ، تلك التي فجعنا بإنفصال جزء عزيز منه في 9 يوليو من العام 2011م بإنفصال جنوب السودان الذي قاد الي تكوين دولة جنوب السودان.
إننا ستحاول في هذه الموضوعة ان نحلل المتشابك في تعقيدات مسائل الحكم علي مسنوي السودان.
مدخل:-
يعتبر السودان كبيراً في مساحته علي مستوي الاراضي الشاسعة الخصبة و الغير مستثمرة في معظمها ، القليل في عدد سكانه ، فإننا نحتاج اي مائة مليون مواطن أو اكثرلكي تستعمر هذه الاراضي الضخمة في الوطن السوداني و من الممكن بعد ذلك ان تكون مع هذا الكثير من المساحات الغير مستثمرة. أن بلداً بهذه الساحة الضخمة لا بد أن تكون فيه إشكالية متعلقة بيكيفية إدارة هذه الدولة الضخمة في مساحتها ، و الثرية في أمكانياتها الطبيعية من أراضي زراعية خصبة و معادن و بترول و ثروة حيوانية ضخمة. إذ لا بد من أن يكون هناك نظام حكم مرن و منظم و حي و ديناميكي يعمل علي إدارة شئون الدولة السودانية.
إننا سنحاول في هذه الموضوعة التي هي مشروع دولة الولايات المتحدة السودانية أن نكون واقعيين الي اقصي حد ممكن ، و متفهمين بجدية لحجم مشاكل السودان علي مستويات عديدة هي:-
1- الهوية.
2- الدستور.
3- الديمقراطية.
4- الحكم الفيدرالي.
5- الاقتصاد.
6- الاستثمار بشقيه الداخلي الوطني و الخارجي و الاجنبي.
7- دولة الولايات المتحدة السودانية كحل واقعي و ضروري لمشاكل السودان الادارية و الاقتصادية و السياسية و شتي شئون الحكم المعقدة.
لقد ظل السودانيين منذ ما قبل الاستقلال عن الاستعمار الانجليزي – المصري، و حتي ما بعد هذا الاستقلال العظيم في حيرة حقيقية عن كيفية إدارة السودان بمساحته الضخمة و موارده الكبيرة اللامحدودة في سائر المجالات ، لذلك لم تكن هنالك رؤية واضحة لشكل الحكم في البلاد ، و حتي الافكار التي انبثقت من أذهان المفكرين و الساسة السودانيين اصحاب الفكر الديمقراطي ثم وأدها علي أيدي الحكومات الانقلابية العسكريةالثلاث في الاعوام 1985م (عبود) ، و 1969م (جعفر نميري) ، و أخيرا في العام 1989م (عمر حسن أحمد البشير). لذا لم يكن هنالك إمكانية لتنزيل تلكم الافكار النيرة عن كيفية حكم السودان علي أرض الواقع ، لأن الفترات التي حكم بها السودان وفقاً لنظام ديمقراطي تعددي كانت صغيرة في زمنها ( أكتوبر 1964م ، أبريل 1985م ) و قبلهما ديمقراطية ما بعد العام 1956م و التي وأدها إنقلاب الفريق عبود في العام 1958م.
لذا عاش السودان تراباً و مواطنين في حيرة و تخبط علي مدار سائر سنين ما بعد الاستقلال ، فلا الحكم الديمقراطي استمر لترسيخ العملية الديمقراطية ، و العمل علي تطويرها كماً و كيفاً ، و بالتالي خلق نوع من الاستقرار السياسي و الاقتصادي كأنعكاس للثبات الفكري الثر للنخب السياسية الديمقراطية السودانية , و لا قدمت الحكومات العسكرية الحلول المقنعة لحل مشاكل السودان فكرياً و سياسياً و اقتصادياً فيهي لا تملك عصا موسي عليه السلام السحرية ، و أيضاً فاقد الشئ لا يعطيه.
لذا كان النتاج الواقعي لكل هذا هو الفشل و الخيبة علي سائر المستويات : فكرياً ، و سياسياً ، و اقتصادياً. لذلك كان لزاماً علينا أن نطرح فكراً جديداً يعمل علي حل كل مشاكل السودان المتعلقة بكيفية الحكم ، و طريقة أدارة الدولة السودانية المثلي التي تعمل علي حلحلة كل مشاكل السودان فكرياً ، و سياسيا ، و اقتصادياً. و نحن نزعم أنه بغير هذا الطرح سيظل السودانيين يتامى علي سائر المستويات ، يتامى في الفكر ، يتامى في السياسة ، يتامى إقتصادياً. لأن أي حل لمشاكل السودان علي سائر هذه المستويات لابد ان يكون نابعاً من أفكارنا الوطنية السودانية، الحل ليس من خارج السودان ، بل الحل يكمن فينا نحن كسودانيين ، الحل ينبع من إرادتنا الوطنية ، الحل يكمن في مقدرتنا علي الابداع ، الابداع علي سائر المستويات ، علي المستوي الفكري ، علي المستوي الاقتصادي ، علي المستوي السياسي . و نحن علي ثقة كاملة بالله سبحانه و تعالي أولاً و اخيراً ، ثم من بعد ذلك واثقون من انفسنا و قدراتنا الفكرية الثرة كسودانيين ، متكئين علي تجربتنا السياسية منذ عشرات السنين و علي مقدرتنا علي ابتداع كل الوسائل الممكنة التي تفتح لنا دروب المستقبل ، ذلك المستقبل الذي نظن بأننا قادرون علي تشكيل ملامحه و تأطير أبعاده الفكرية المبنية علي حسم مسألة الهوية التي نقول فيها أننا يجب أن نؤمن بالقومية السودانية بأبعادها الثقافية المتمثلة في الكل المركب من العادات و التقاليد و كريم الاديان و المعتقدات و الفلكلور و غيرها من المكونات الأثنية التي يذخر بها السودان.
لقد ظل السودانيون في حالة صراع مرير منذ ما بعد الاستقلال في 1/1/1956م حول مسائل عديدة ، و قد آن لهم أن يتوحدوا تحت راية السودان الواحد الموحد ، الممتلئ بقيم الحرية و الديمقراطية و العدالة و المساواة و الإخاء وفقاً لنظام ديمقراطي تعددي يعمل فيه الجميع علي إحترامك الآخر بآرآئه و معتقداته و أفكاره ، بل يجب أن يحيا الناس في السودان أجمعين وهم يتنسمون عبق الحرية ، الحرية الفكرية ، و الحرية السياسية ، و حرية التنقل و حرية المعتقد ، حتي نبدع في وطننا السودان ، و نعمل علي الرقي به الي الامام علي الدوام.
البعد الفكري:-
لا بد لنا أن نشير و نحن نتناول البعد الفكري لمشروع دولة الولايات المتحدة السودانية الي ان الانسان تحركه الفكرة علي الدوام ، فالفكرة هي الباعث الاساسي للانسان في هذه الحياة . فبلا فكرة لا يساوي الانسان شيئاً ، علي الرغم من تأكيدنا علي الكرامة التي وهبها الله سبحانه و تعالي للانسان. فالانسان لابد ان يعيش عزيزاً مكرماً يتمتع بكل حقوقه كأنسان في المقام الاول . غير ان الفكرة هي البدء لمشروع انسان السودان و مسيره نحو آفاق بعيدة في التطور و النمو و الازدهار وفقاً لنظام حكم ديمقراطي تعددي يعمل علي التداول السلمي للسلطة ، فلا قهر و لا ظلم ، و لا ديكتاتورية و لا ظلم.
أننا عندما نتناول الأبعاد الفكرية لمشروع دولة الولايات المتحدة السودانية فإننا لابد أن نتكئ علي علي أرض صلبة من المعاني السامية التي تنبع من هذا الشعب السوداني العظيم بثقافاته المتعددة و أيضاً ببيئته الفكرية الخصبة التي يمتلئ بها السودانيين حتي النخاع . إننا عندما نتناول الفكرة الأساسية لمشروع دولة الولايات المتحدة السودانية فأنه لابد لنا علي أن نؤكد انه الطريق الوحيد الذي يمكن أن يكون الحل الواقعي لمشاكل السودان الثقافية و السياسية و الاجتماعية ، و ما ذاك إلا لأنه ينبني علي علي فكرة أساسية منشأها الأنسان السوداني ذاته ، و منبعها الثقافة السودانية و غايتها القومية السودانية و نعني بالقومية السودانية الوحدة في التنوع ، و نعني بها أن تجد كل هذه الثقافات المتعددة بتنوعها الحرية الكاملة حتي تبدع و تنتج لنا علي سائر المستويات ، سواء كان فكراً ، أو ديناً ، أو غناءاً ، أو زراعة ، أو رعي للثروة الحيوانية ، أو التنقيب عن المعادن التي يحتوي السودان علي الكثير منها ، هذا الأبداع الثقافي في ظل الحرية الكاملة الغير منقوصة هو الذي سيقود الي بلورة القومية السودانية بمفاهيمها الواسعة . لقد آن للسودان تراباً و مواطنين أن يتلمسوا دروب هويتهم الذاتية ، و الذهاب بذواتهم بعيداً نحو تحقيق غايات سامية تتمثل في بلورة الأنتماء للذات ، الأنتماء الي القومية السودانية بكل ما تعنيه هذه الكلمة من معاني ، فهي ذات أبعاد عظيمة تتمثل في تحقيق الفهم القومي و إيجاد البعد الفكري لبداية الطريق نحو تحقيق الغايات العليا لكل السودانيين. فكل السودانيين سواسية ، هذا هو المبدأ ، سواسية أمام الله سبحانه و تعالي ، و سواسية فيما بينهم في الحقوق و الواجبات ، تجمعهم الفكرة التي تقول أن السودان للسودانيين ، و أن السودان وطن يسع الجميع بمختلف قبائلهم و أعراقهم و ثقافاتهم . هذا هو الذي يجب أن يكون عليه الناسفي السودان أحراراً في بلدهم ، عزيزين في موطنهم ، اصليين في ذواتهم .
أننا عندما نتناول الفكرة التي نبني عليها أساس مفهوم دولة الولايات المتحدة السودانية ، فأننا نود أن نرجع السلطة للشعب ، هذا الشعب السوداني العظيم الغني بثقافاته المتعددة ، الممتلئ حتي النخاع بحب هذا الوطن الذي جمع سائر الناس بمختلف عاداتهم و و تقاليدهم و أديانهم و لغاتهم ، لذا لابد من التأكيدعلي أن هذا التنوع الموجود في السودان هو مصدر قوة لا منبع ضعف ، بل هو القوة الحقيقية التي ينبني عليها الوطن السوداني . إن مصدر قوتنا الحقيقي يكمن في مدى تراثنا الأثني، والتعدد القبلي واختلاف اللغات واللهجات، واختلاف الواننا وتنوع ثقافاتنا. هذا الكم الهائل من التعدد الثقافي هو القوة الحقيقيةب التي نبني عليها أساس القومية السودانية والتي حتماً هي اللبنة الأولى في بناء دولة الولايات المتحدة السودانية تلك الدولة التي تحترم التعدد، لا بل وتعمل على رعايته وانماءه واثراءه وتوفير الحرية الكاملة له حتى يصل الى حالة الابداع على سائر المستويات.
لقد مضى زمن القهر باسم ثقافة واحدة، وتعني ها هنا بالثقافة الاسلاموعربية تلك سعت في السودان الى اعتبار ان السودان هو بلداً عربياً، مسلماً، ونحن لا نشك في وجود الثقافة الاسلامية العربية في السودان، غير اننا لا نقبل لهذه الثقافة ان تعمل على قهر الثقافات الاخرى فهنالك في السودان من هو افريقي ومسيحي ويهودي وغيرها من كريم المعتدقات التي توجد في السودان، لذا فان محاولة ثقافة معينة الهيمنة على الثقافات الاخرى والعمل على استلابها هو امر مرفوض تمام الرفض، لذا يجب على دولة الولايات المتحدة السودانية ان تحترم كل الثقافات، عربية كانت أم نوبية أم افريقية، وعليها ان تحترم الاديان كلها سواءاً كان اسلام او مسيحية او كريم المعتقدات الافريقية الاخرى.
إن الفكرة الاساسية لمفهوم دولة الولايات المتحدة السودانية مبنية على الحرية، فالحرية لا تعطى جزءاً بل تعطي كاملة غير منقوصة، الحرية يجب ان تكون كاملة او لا حرية. الحرية في الفكر، الحرية في الاعتقاد، الحرية في العمل السياسي، الحرية في النشاط الاقتصادي، الحرية في التملك، الحرية في التنقل، الحرية في كل شئ. يجب ان نتنهفس الحرية بعبها الطيب، يجب ان نصحو وننام على ايقاع الحرية، فبلا حرية لن يكون هناك ابداع حقيقي وبلا حرية لن يكون هنالك انتاج فكري، وانتاج علي المستوى الاقتصادي ولن تكون هنالك حياة كريمة على الاطلاق، بل سيكون هنالك الكبت والقهر والظلم لا بل الاظلام في سائر مناحي الحياة، ستكون حياة الذل وحياة الزيف والنفاق.
إننا اذ نضع اللبنات الاولى لمشروع دولة الولايات المتحدة السودانية لا بد ان نضع في اعتبارنا ان هنالك مفاهيم اساسية تتمثل ي ان هذا السودان يحتاج منا الى تفجير الطاقات بمختلف انواعها وشتى اشكالها، نحتاج الى توحيد الجهود وتكاتفها من جميع القوى المؤمنة بالديمقراطية كي يجمع شملها، وتتوحد قواها، لان هذه القوى الخيرة هي التي ينبني عليها هذا المشروع الهام، ذو الابعاد الحيوية من اجل نهضة السودان ووحدته وتنميته والمسير به الى الامام على الدوام.
اذا فالفكرة الرئيسية لدولة الولايات المتحدة السودانية ينبني على الحرية والديمقراطية والمساواة والاخوة الصادقة بين جميع السودانيين، المساواة في الحقوق والواجبات في وطن يسوده العدل وضمان وكفالة حقوق الانسان على حسب الاديان السماوية الكريمة والاعراف والاعلان العالمي لحقوق الانسان.
البعد الثقافي:
ونعني بالثقافة هنا الكّل المركب من العادات والتقاليد والاديان واللغات واللهجات واللباس والزي والنشاطات الاقتصادية من زراعة ورعي وصناعة فهذه كلها تحتويها مفردة الثقافة. فالثقافة مفردة جامعة تحتوي على كامل حياة الانسان. فاذا اجرينا مسحاً يمكن ان تسميه بالمسح الثقافي على واقع السودان، نجد أن في هذا السودان مختلف الثقافات شمالاً وجنوباً، وشرقا وغرباً وهي متمايزة في عاداتها وتقاليدها لا بل وفي اديانها، هذا التنوع هو الركيزة الاساسية في انشاء دولة الولايات المتحدة السودانية، لا بل هو الاساس المتين الذي يقوم عليه بناء الدولة السودانية، لاننا نود ان نؤكد على ان تكون هنالك وحدة في تنوع، تنوع يعمل على اثراء الابعاد الحياتية المختلفة في السودان، لان هذا التنوع هو الذي يتقوم عليه الحياة، فالله سبحانه وتعالى خلق الناس مختلفين في سائر صفاتهم خلقهم مختلفين في اشكالهم والوانهم واديانهم ولغاتهم، وجعل لهم مختلف الانشطة الاقتصادية التي يعيش بها الناس ويكسبون قوت حياتهم من زراعة ورعي وصناعة..الخ.
اننا عندما نتحدث عن الثقافة فاننا نعني الحياة بشتى مناحيها، ونشاطاتها، انها حياة كاملة يحياها الانسان بمختلف نشاطاته التي يقوم بها، بحركته الدؤوبة لكسب سبل العيش من زراعة ورعي وصناعة من لبس ودين ولغة، انها الحياة بكامل مكوناتها، اذاً الثقافة هي فن صناعة الحياة هي فن الممكن الذي يحيا وفقاً لها الانسان. على وجه الارض، وفيما يلي السودان نجد أن الثقافة هي محور حياته الانسانية على سائر النواحي، فالنشاطات المختلفة التي يحيا بها الانسان في السودان هي تعتبر ثقافة او شكل من اشكال الثقافة.
لقد آن لنا في وطننا السودان ان نعلي من شأن الثقافة، فالرقص يمثل لدى الكثير من قبائل السودان ثقافة لا بل نظام حياة كامل يحيا بها أفراد القبيلة، اللغة بحد ذاتها شكل من اشكال الثقافة، اللباس والزي انعكاس لنوع الثقافة التي يحي بها الناس، ان الثقافة هي الحياة كما اسلفنا، فلنعمل على الترويج لهذه الفكرة داخل دولة الولايات المتحدة السودانية، فلنعمل على انشاء دولة الثقافة، تلك الدولة التي تُعلى من شأن الثقافة، تعلي من شأن الانسان فالانسان هو محور الكون الذي خلق الله سبحانه وتعالى هذه الحياة الدنيا من اجله، فلا بد من ان يحيا هذا الانسان حياة كريمة تليق بالكرامة التي اعطاها الله سبحانه وتعالى له، اذ قال جل شأنه: (ولقد كرمنا بني ادم وحملناهم في البر والبحر وزرقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا). صدق الله العظيم.
ان من الكرامة التي يمتاز بها الانسان في هذه الحياة الدنيا هي ان يعيش حراً وكريماً وابياً، وفقا للثقافة التي ينتمي لها، والعادات والتقاليد التي تربي عليها، وفقا لاعتقاده الديني الخاص به، هكذا يكون الانسان حراً وكريماً في وطنه، محترم في داخل اطار الدولة السودانية الجديدة فدولة الولايات المتحدة السودانية تعمل على احترام حقوق الانسان كماً وكيفاً فالانسان يحيا مكرماً بين اهله يعيش سعيداً وفقا للثقافة الصغيرة التي ينتمي اليها (القبيلة) ويعيش سعيداً داخل اطار الثقافة الكبيرة التي ينتمي اليها (الدولة) او كما سُمي من قبيل بالانتماء البسيط كما في حالة القبيلة، والانتماء المركب كما في حالة القومية السودانية الجامعة.
اننا في دولة الولايات المحدة السودانية سنعمل على اعلاء شأن الثقافة، لأن في ذلك اعلاء لشأن الانسان، فانسان بلا ثقافة هو انسان بلا حياة ذات معنى ومدلول سامي والانسان في السودان بلا اعتبار لكينونته الثقافية يعتبر مهضوم الحقوق، ضائع الملامح غير مستقر الوجدان، مشتت الافكار غير منتج علي المستوى الاقتصادي هو بلا ثقافة يعتبر بلا هوية identity ويعتبر ايضاً بلا احترام للذات واحترام للحقوق.
اننا ننادي بضرورة اعطاء جميع السودانيين حقوقهم الثقافية المتمثلة في التعبير عن ثقافاتهم الذاتية بمختلف سحناتهم وقبائلهم، ولغاتهم ولهجاتهم، وان يكون هذا التعبير الثقافي مكفولاً في الدستور الدائم لدولة الولايات المتحدة السودانية باعتباره ابو القوانين، ويجب الا يتعارض اي قانون في الدولة مع هذا الحق الدستوري الهام والضروري والحيوي الذي يقود الى الاستقرار الثقافي الذي هو حالة الابداع الثقافي المعني به الانتاج الاقتصادي زراعياً رعوياً وصناعياً، يعني اللغة وتضمينها ضمن اللغات الرسمية للدولة، يعني الرقص والغناء ويستمر الابداع في جميع افراد الشعب السوداني حتى يصل الى تحقيق الحضارة السودانية والقومية السودانية.
ان البعد الثقافي لمشروع دولة الولايات المتحدة السودانية يعتبر جوهريا في ارساء الاساس المتين الذي تقوم عليه الدولة لان الثقافة هي الحياة بكل نشاطاتها كما اسلفنا، فبلا ثقافة ينحدر الانسان الى الدرك الاسفل من الانحطاط وبلا ثقافة تصير الحياة بلا لون وطعم، تصبح مرة علقم لا يكلا يستسيقه المجبول على الحرية في حياته كلها.
ان محورية الثقافة في ارساء معالم الطريق الذي يقود لا محالة الى حالة الاستقرار، وابتداع الجميل من وسائل الحياة الكريمة لافراد الشعب السوداني اجمعين رجالاً ونساءا صبياناً واطفالا، وشبابا وشيوخاً، انه يقود الى العيش بكرامة تلك الكرامة التي اعطاها الله سبحانه وتعالى للبشر، والسودانيين احق بالعيش بكرامة في وطنهم الحبيب السودان.
البعد المعرفي:
اننا عندما نتناول البعد المعرفي الدولة الولايات المتحدة السودانية فانما نعني الابعاد المعرفية التي ينبني عليها مشروع هذه الدولة فالبعد المعرفي هام وحيوي من اجل ارساء دولة على منهج معرفي سوداني قومي واصيل.. اننا لا بد ان نؤسس دولية الولايات المتحدة السودانية على اساس معرفي متين واصيل وهو يستمد متانته واصالته من هذا الشعب السوداني العظيم والكريم والابي المتنطلع على الدوام الى الاستفادة على مستوى الوعي القومي للامة السودانية.
ان البعد المعرفي لمشروع دولة الولايات المتحدة السودانية هو يستمد منهجه من التراث والثقافة السودانية الثرة بكل ما فيها من ارث ومعرفة وابعاد متجذرة في تربة التاريخ السوداني الممتد الى ما قبل 7 آلاف سنة قبل الميلاد للسيد المسيح عليه السلام انها حضارة النوبة التي عاشت في السودان لقرون طويلة بما تحتويه من تقدم ورقي فاق ناس ذاك الزمان من الامم الاخرى، هذه الحضارة الانسانية الرائعة ذات الجذور الضاربة في التاريخ ان المعرفة التي ورثها السودانيون عن جدودهم لهي جد خطيرة وما اخلاق اهل السودان وكرمهم الاصيل الا نتاج طبيعي ووريث شرعي لتلك الحضارة النوبية التليدة، ثم جاء العرب ومن بعدهم جاء الاسلام بعد اتفاقية البقط الشهيرة فعمل على اثراء المفاهيم المعرفية لاهل السودان بما فيه من تعاليم سمحاء جاء بها النبي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
فعمل هذا المزيج الفريد من نوعه على خلق بيئة معرفية سودانية ذات ابعاد جد كبيرة في محتواها هي الثقافة السودانية ذات هذا التفرد في التنوع الكمي والكيفي على مستوى مختلف القبائل السودانية شمالاً، وجنوباً شرقا وغربا وفي الوسط، هذه العادات والتقاليد السودانية هي نتاج تفاعل معرفي وثقافي امتد لالاف السنين، كما كان النوبة في قديم الزمان انهم المعرفي التليد الزاخر بالكثير من العادات والتقاليد وشتى سبل كسب العيش من زراعة ورعي وصناعة استعمر بها النوبة في قديم الزمان ثم جاء العرب بعاداتهم وتقاليدهم ومن ثم جاء الدين الاسلام ببعده المعرفي القوي والمؤثر، هذا مع الاخذ في الاعتبار انه كانت هنالك ممالك مسيحية في السودان قديماً ايضا عملت هي الاخرى على اضافة ابعاد معرفية اخرى في مجرى التاريخ المعرفي السوداني.
اننا ونحن نعمل على تأسيس دولة الولايات المتحدة السودانية لا بد لنا ان نستلهم هذا الناتج المعرفي لهذا التاريخ الكبير في معناه والثر في محتواه الثقافي، فنحن ورثة حضارة عريقة ضاربة بجذورها في تربة التاريخ السوداني، فنوبة وعرب عملوا على تشكيل ملامح الشخصية السودانية وهذا البعد المعرفي الكبير هو بحد ذاته واضح الملامح نير السمات، فانى ذهبت في ارض السودان الواسعة نجد عبق التاريخ وتجد المعرفة الثرة اني شرقت او غربت تجد هذا العبق السوداني الرائع.
ان الابعاد المعرفية لدولة الولايات المتحدة السودانية هي سودانية في الصميم، فالدستور الذي يجب ان يحكم هذه الدولة على سبيل المثال لا بد ان يستلهم في محتواه هذا العبق الثقافي السوداني من اديان سماوية وافريقية وعادات وتقاليد وطنية محضة تمثل التفاعل المعرفي الوطني السوداني، لقد آن لنا ان نضع في اعتبارنا الفكري ان هذا السودان بل متعدد الثقافات وكثير اللغات ومتعدد الديانات لذا لا بد ان نعمل على استيعاب هذا التنوع في حياتنا في اعلامنا المرئي والمسموع على سبيل المثال لا بد من ان تكون هنالك عدة لغات يتعامل بها التلفزيون ومختلف الاذاعات حتى تخاطب مختلف السودانيين بلغاتهم التي يتكلمون بها، هكذا يكون هنالك تناغ7م في الديناميكية الحركية للشعب السوداني كله جميعاً، فالجميع يجد نفسه ممثلاً بثقافته في مختلف اجهزة الاعلام، يخاطب باللغة يتحدث بها ويفهمها.
اننا ونحن نتحدث عن البعد المعرفي لدولة الولايات المتحدة السودانية لا بد لنا ان نستلهم تراثنا، ذلك التراث الذي نعتقد جازمين انه السبيل الوحيد لريادة الفكر السوداني الاصيل، فمن هذا التراث وهذه الثقافة نجد الدين واللغة والعادات والتقاليد والاعراف السمحة وهي بحد ذاتها ذات ابعاد معرفية عميقة الغور، ولا بد لنا ان نستلهم المرئي والمسموع هذا هو المستقبل المستقبل الذي نريده لسوداننا الحبيب، هذا التنوع المعرفي هو سفينة نوح التي ستقود البلاد الى بر الامان، والى المستقبل الرائع، حيث يجد ابنائنا واحفادنا بلداً ملئ بالمعرفة، غني بالثقافة، مستقر اقتصادياً.
من هنا سننطلق بهذا السودان، من معرفتنا بذواتنا، بفكرنا، بثقافاتنا، بتراثنا، ومن هنا سننتطلق نحو بر الأمان، نحو المستقبل المشرق والغد الزاهر بمشيئه الله ومن ثم بعقول ابناء السودان المخلصين الذي يمتلكون ناصية العلم والمعرفة والوعي والتجربة.
البعد الجغرافي:
ان هذا السودان بمختلف اقاليمه يعتبر حتى بعد انفصال الجنوب عنه في 9/9/2011م كبيرا في مساحته مع وجود القليل من السكان، ان الموقع الجغرافي للسودان لهو بلا ادنى شك استراتيجي في موقعه على القارة الافريقية، وهو تحده سبع دول من كل الجهات وهذه الدولة يوجد بين شعوبها وشعب السودان تداخل هو امر طبيعي، بل هو من سنة الاشياء، فهذه الحدود الجغرافية جاءت من صنع المستعمر الذي هكذا عمل على تقسيم القارة الافريقية على هذه الكيفية للدول المكونة للقارة الافريقية، وهكذا جاء موقع السودان مطلاً على البحر الاحمر شرقا وتحده اريتريا واثيوبيا شرقاً، ودولة جنوب السودان جنوباً وافريقيا الوسطى وتشاط وليبيا غرباً وفي اقصى الشمال الغربي وجمهورية مصر العربية شمالا تجري فيه عشرات الانهار لتلتقي في النيلين الابيض والازرق اللذان يلتقيان في الخرطوم ليشكلا معاً نهر النيل العظيم.
ان هذا الموقع الجغرافي بابعاده الخطيرة ذات المدلول الواضح يشير الى مدى اهمية موقع السودان هذا، ان البعد الجغرافي للسودان يقود ولا محالة الى ان تتركز انظار العالم اليه، خاصة الدول الكبرى، وهذا لان السودان يحتوي على موارد كثيرة ومتعددة ابتداءاً من المياه الوفيرة في الانهار او الجوفية منها والاراضي الخصبة التي تعد بملايين الافدنة الصالحة للزراعة والبترول وبقية المعادن التي تحتويها ارض السودان الزاخرة بالكثير من المعادن التي ان تم استثمارها بصورة جيدة سيكون للسودان ترابا ومواطنين لخطط مفكرينا الكثر في شتى المجالات وفقا لدولة ديمقراطية مدنية هي دولة الولايات المتحدة السودانية.
ان جغرافية الدولة السودانية غنية الثراء بمختلف انواع الطقس من الممطر الى الجاف وتعتبر التربة الموجودة في السودان من اخصب انواع التربة على مستوى العالم، مع توفر المياه بكثرة وبالتخطيط السليم حتماً سيقود السودان الى انتاج ضخم على المستوى الزراعي يكفي اهله ويفيض على العالم أجمع مما سيعمل على توفير العملة الصعبة من اجل نهضة البلاد ورقيها ودفعة شأنها والسير بها في ركب الامم المتدقمة.
لقد آن لنا أن نستفيد من جغرافية السودان لفتح الباب واسعاً امام الاستثمار الخارجي، والسعي نحو تطوير السياحة ففي دولة الولايات المتحدة السودانية تتواجد آثار الحضارة النوبية القديمة، وهنالك البحر الاحمر، والنيل ذلك النهر العظيم هناك جبل مرة وحظيرة الدندر، والكثير من المواقع السياحية التي يمكن ان تجتذب اليها من السياح الاجانب مما سيعمل على الدفع بالاقتصاد الى الامام.
اننا عندما نتناول الموقع الجغرافي للسودان بأبعاده الكلية سنجد أننا ملتزمون في دولة الولايات المتحدة السودانية بالعمل على خلق علاقات اخاء طيبة مع كل جيران السودان، وان نسعى لخلق التكامل الافريقي والعربي من اجل تمام وتطور كل شعوب المنطقة والاقليم هذه الشعوب التي يرطبها باهل السودان صلات الدم والقرابة لا بد لنا ان نلتحم معها باخاء وصداقة وعلاقات جوار اقوى ونشاط اقتصادي وتجاري ثر من اجل مصلحة الشعب السوداني ومصلحة شعوب المنطقة.
لقد آن لنا ونحن نستشرق هذه الحقبة من تاريخ السودان ان نعمل على التبشير بسودان مسالم ذو رسالة تتمثل في السلام الدائم داخل مكوناته، والسلام الدائم مع جيرانه، هذا هو الذي سيعمل على رفعة البلاد تراباً ومواطنين.
البعد الاقتصادي:
يعتبر السودان من أغنى دول العالم بالموارد المختلفة. ففيه مصادر المياه الهائلة، والتربة الخصبة والمعادن، والغابات فالخير الموجود في دولة الولايات المتحدة السودانية لهو بلا أدنى شك خير كثير فوق الارض وتحتها، ولكن يبقى السؤال الشرعي هو بأي صيغة يدار اقتصاد البلاد. فالنظام الرأسمالي والخصخصة أم وفقاً لنظام اشتراكي تعمل الدولة فيه بتبني حياة المواطن كاملة في الصحة والتعليم وبقية الخدمات التي لا غني عنها للحياة الكريمة.
في اعتقادنا، ونسبة لان نسبة كبيرة من الشعب السوداني تعيش تحت خط الفقر، وهذه حقيقة اثبتتها حتى احصاءات المنظمة الدولية المتمثلة في الامم المتحدة، يجب ان يكون للدولة دور محوري تعمل على توفير الخدمات الضرورية التي لا غني للحياة عنها، لا بد للدولة ان تعمل على توفير مجانية العلاج والتعليم، لان الاستثمار الحقيقي هو الاستثمار في الانسان ذاته، وذلك بالاعتناء بصحته وسلامته الصحية، وبتوفير النظام التعليمي المجاني في كل المراحل الدراسية. هذا هو الذي سيعمل على خلق اجيال قادمة صحيحة في البدن في صحتها وعافيتها، وصحيحة في تربيتها وتعليمها، وبالتالي العمل على توفير الكادر القوي المتعلم الكفؤ الذي يمكن له ان يقود السودان الى المستقبل الزاهر والحياة الكريمة التي من غيرها تصير الحياة جحيماً لا يطاق.
اننا ننادي وبشدة الى تبني نظام اشتراكو-رأسمالي يعمل على توفير الفرص المتكافئة للتنافس الحر في السوق والتجارة والزراعة والثروة الحيوانية ولكننا في ذات الوقت لا بد للدولة السودانية من أن تستثمر في مواطنها وترعاه منذ ان يكون طفلاً وحتى ان يشيب ومن ثم ينتقل الى الدار الاخرة بالموت، ان هذا النظام الاشتراكو-رأسمالي هو نظرية جديدة تعمل على وضع الخطوط العامة لها ونترك لمتخصصين في مجال الاقتصاد ان يعملوا على تأطيرها على المستوى النظري وايضا على مستوى التطبيق العملي لها على ارض الواقع اليومي المعاش.
ان النظام الاشتراكو-رأسمالي هو خليط بين رعاية الدولة لمواطنيها بتوفير الخدمات الاساسية من صحة وتعليم ومياه نقية وكهرباء وايضا يعمل ذات النظام على اعطاء هامش مرن للسوق الحر الرأسمالي، بحيث ان تكون هنالك موازنة بين احتياجات المواطن الاساسية وبين اعطاء الفرصة للجميع بأن يتنافسوا وفقا لمعطيات السوق اليومي على حسب نظرية العرض والطلب، ان مثل هذا النظام الاشتراكو-راسمالي كفيل بخلق توازن هام وحيوي في حركة المجتمع وتطوره الى الامام على الدوام.
اننا يجب الا نترك التجار وحدهم هم من يعملون على تحديد آلية الاسعار في السوق، فهذا سيقود الى الاحتكار والجشع، وغلاء الاسعار وبالتالي ستصبح حياة المواطن جحيم لا يطاق، لذا لا بد للدولة من دعم السلع الاساسية التي يدخل في حياة المواطن بحيث يصبح من الممكن للفئات الضعيفة على المستوى الاقتصادي من العيش برفاهية معقولة تصبح الحياة في السودان ممكنة ومتاحة للجميع، للفقير والغني في ذات الوقت، هذا هو الحل الامثل الذي نرى إمكانية تطبيقه على ارض الواقع الاقتصادي، وبالتالي هو حتماً سيقود الى ازدهار الحياة في السودان، ان توفير الدعم والتأمين الاجتماعي والتأمين الصحي هو الذي سيجعل المواطن في دولة الولايات المتحدة السودانية عزيزاً وابياً وكريماً ويعيش بكرامة، تلك الكرامة التي وهبها له الله سبحانه وتعالى.
ان النظام الاقتصادي لاي دولة هو الذي يحدد مدى التزام تلك الدولة بمسئوليتها تجاه مواطنيها، وهذه المسئولية هي مسئولية اخلاقية في المقام الأول، مسئولية امام الله سبحانه وتعالى، اولاً وامام الشعب بمختلف مكوناته ثانياً، وامام المجتمع الدولي في ظل العولمة وان العالم صار اصغر من قرية صغيرة، هي المسئولية اذاً التي لا بد لنا من حملها كاملة غير منقوصة حتى نعبر بشعبنا السوداني الى بر الأمان، والى الاستقرار والتقدم والرقي والسير باقتصاده الى الامام على الدوام.
دولة الولايات المتحدة السودانية أو الفدرالية:
نعتقد جازمين أن افضل نظام لحكم السودان هو النظام الفيدرالي، بحيث يكون كل اقليم له قانونه ودستوره الخاص به الذي لا يتعارض مع الدستور القومي الذي يمثل فيها الحكم الفيدرالي اساس نظام الحكم على سائر المستويات. فالحكومة الفيدرالية (أي المركزية) تعمل على نظام رئاسي برلماني بمجلسيه مجلس النواب ومجلس الشيوخ، هذا هو النظام الذي نعتقد جازمين بأنه الاصلح لحكم البلاد، من اجل بسط الحريات على سائر المستويات فالحكومة المركزية او الفيدرالية لديها سلطات محددة وفقا للدستور المتفق عليه بين الجميع، والدستور هو ابو القوانين، فكل قانون يجب ان تكون بنوده متوائمة مع الدستور، وأي قانون يتعارض مع الدستور هو قانون باطل تماماً.
اننا عندما نتحدث عن الحكم الفيدرالي، فاننا نعني بالطبع لا مركزية الدولة، بما تمتاز به من توزيع واسع للسلطات ومرونة في اتخاذ القرار، فالحكم الفيدرالي من ميزاته انه يعمل على توسيع السلطات ما بين الحكومة الفيدرالية او المركزية وما بين الحكومات الاقليمية، ومن ثم ننتقل القرارات ما بين المركز والهامش اذا صح التعبير ويتم تداول سلمي للسلطة على المستوى الفيدرالي والمستوى الاقليمي بانتخابات حرة ونزيهة لانتخاب الرئيس والبرلمان القومي والبرلمانات الاقليمية وحكام الاقاليم، وهكذا تتم العملية بكل يسر وسهولة عبر الشعب بالشعب هو صاحب السلطة والديمقراطية هي حكم الشعب بالشعب بلا اي ادنى تزييف لأدارة الجماهير وقرار الشعب، فالشعب هو وحده من يختار الذي يحكمه لا غيره فلا وصاية على ارادة الشعب.
فالشعب هو أولاً واخيراً من يحدد مصير السودان تراباً ومواطنين. هو صاحب السلطة بيده القرار، لذا لا بد من العمل على توعية الشعب السوداني الواعي اصلا باهمية تسلمه للسلطة وصناعة القرار، نعم اننا نعلم جيدا بان النخب هي التي تقود الشعب الى بر الامان، غير ان هذه النخب انما يأتي بها الشعب وحده عبر تفويضها لهم بالحكم في السلطة.
اننا في دولة الولايات المتحدة السودانية لا بد لنا أن نعمل جاهدين على فيدرلة الحكم في السودان، فالحكم الفيدرالي او اللامركزي من ميزاته الواضحة تتمثل في اعطاء السلطة للشعب فارادة الشعب هي وحدها التي تعطي الشرعية للحكومة. اذاً السلطة هي بيد الشعب وحده، هو الذي ينتخب من يحكمه على المستوى الرئاسي والبرلماني المركزي والاقليمي.
إننا لا بد لنا أن نقولها وبالصوت العالي ان زمان الدكتاتورية قد ولى، فالشعب هو مصدر السلطة هو الذي يوهبها لمن يشاء وترضاه عبر الانتخاب الحر المباشر عبر صناديق الاقتراع، الشعب له الارادة الكاملة التي يستطيع من خلالها اعطاء الشرعية للحاكم ولنواب البرلمان القومي والبرلمانات الاقليمية، ان شرعية الشعب لا تعلو عليها أية ارادة بشرية لانها هي الخلاقة التي اعطاها الله سبحانه وتعالى للانسان خليفته على وجه الارض، وبمقتضى هذه الخلافة يسعى الناس الى التحكم بقراره الذاتي الوطني الحر الذي لا يشترى او يباع بالمال.
لقد آن الاوان كيما نعمل جاهدين على بسط الحرية والديمقراطية على سائر المستويات، لا بد من نشر مفاهيم الديمقراطية على سائر المستويات على المستوى الاعلمي بكافة اشكاله سواءا المرئي او المسموع او المقروءة، نعم لا بد من نشر ثقافة الديمقراطية، فالحرية منتصرة لا محالة في نهاية الامر، لانها مناط التكليف الانساني، ولانها البيئة النقية السليمة، التي يحيا بها الانسان في السودان لذا لا بد لنا في دولة الولايات المتحدة السودانية من ان نعلي من حقوق الانسان الاساسية ابتداءا من حقه في الحياة والصحة والتعليم والعمل والعيش بكرامة تامة، وبغير هذا الوضع هي الحرب والاقتتال لا محالة، هي الصراع وربما الصراع المسلح ربما من اجل الوصول الى السلطة والحكم في السودان بلا فيدرالية لن يكون هناك ديمقراطية او سلام او تنمية او رفاه اقتصادي واستقرار اجتماعي الفيدرالية هي وحدها الطريقة المثلى التي يمكن ان يحكم بها السودان على نهج الديمقراطية هذا هو الخيار الوحيد الذي يعطي السلطة للشعب ويعمل على خلق الاستقرار الداخلي والتطور السياسي والنماء الاقتصادي والازدهار على مستوى افراد الشعب وبهذا يكون المستقبل الزاهر لابناء السودان.
السودان الجديد:
هي تلك الرؤية التي حلمنا بها أجمعين السودان الجديد، سودان الحرية والديمقراطية والحكم الفيدرالي وحقوق الانسان السودان الذي يضع في اعتباره حقوق الطفل وحقوق المرأة، وحقوق ذوي الاحتياجات الخاصة والاهتمام بالشباب والطلاب، اننا ننادي بقيام دولة الولايات المتحدة السودانية دولة السودان الجديد هذا السودان الذي يحترم الانسان ايما احترام، والسعي نحو اقامة دولة العدل، دولة الانسانية، دولة الحقوق والواجبات دولة القومية السودانية.
ان مفهوم السودان الجديد لا بد ان يلتزم التزاماً تاماً بحرية العقيدة والاعتقاد، فلا اكراه في الدين والدين لله والوطن للجميع، معاً نشيد دولة التعدد الثقافي والاثني معاً من اجل وطن يسع الجميع بمختلف افكارهم وارائهم ومعتقداتهم الدينية اننا ونحن ذاهبون الى دولة السودان الجديد لا بد ان نستلهم الماضي لاخذ العبر منه ونتأمل حاضرنا فاحصين مكوناتنا الذاتية مستشرفين المستقبل الزاهر والواعد باذن الله تعالى.
هذا المستقبل سيكون لنا نحن الشعب السوداني، نحن ابناء تهراقا وبعانخي والامام محمد احمد المهدي عليه السلام، نحن احفاد السلطان علي دينار واماني شخيتو، سنظل نحفر في جدار الصمت، سنظل نبني في اساس دولة الولايات المتحدة السودانية، دولة السودان الجديد سنظل نحلم بدولة تعمل على احترام الانسان ونقوم بالاستثمار فيه صحة وتعليماً ومياه نقية وكهرباءوطرق مسفلتة وسكة حديد حديثة وسريعة، وسنسعى لتحقيق هذا الحلم بكل الوسائل الممكنة التي هي في استطاعة البشر، بالنضال اليومي من اجل تحقيق دولة المواطنة الحقة، وان جميع الناس سواسية امام القانون مهما كانت مرتباتهم ومقاماتهم هم اجمعين امام القانون سواء لا فرق بين احد منهم عن الاخر ولا فضل لاحد على الاخر.
اننا نتطلع على الدوام لتحقيق دولة الولايات المتحدة السودانية، دولة ترعى مواطنيها ايما رعاية، دولة الحق والعدل الاجتماعي، دولة الضمان الاجتماعي دولة المواطنة كما اسلفنا، لقد آن أوان الثورة ضد الظلم وضد الدكتاتورية وقبر القهر والكبت، ضد الاظلام الفكري وضد حكم الفرد، ان زمان الحرية جاء.
وللحرية الحمراء باب.
بكل يدٍ مضرجة يُدقّ.
ان زمان دولة السودان الجديد قد جاء، وأن أوان الحرية الكاملة غير المنقوصة قد حل، فليستبشر الناس وليعلوا اجمعين على السير في طريق النضال، النضال من اجل احقاق الحق، النضال من اجل استرداد الحقوق المدنية للشعب، النضال من أجل استرداد كرامة الشعب، والنضال من اجل عودة الحياة النيابية الديمقراطية الى الوطن السوداني تحت لافتة دولة الولايات المتحدة السودانية.
اننا نقترح ان يقسّم السودان الى سبعة اقاليم على النحو التالي:
1) اقليم الخرطوم (الاقليم الفيدرالي) العاصمة الفدرالية.
2) الاقليم الاوسط.
3) الاقليم الشمالي.
4) اقليم كردفان.
5) اقليم دارفور.
6) اقليم الشرق.
7) اقليم الجنوب.
وان يكون الحكم فيدرالي السمات حيث اللامركزية التي تعطي الصلاحيات واسعة للهامش، فلا مركز قابض بل يعمل على تنظيم الحكم الفيدرالي وفقا للدستور القومي المتفق عليه بين جميع مكوننات الشعب السودان.
أما بعد:
فقد سعينا في هذه الموضوعة على وضع النقاط على الحروف فيما يلي انشاء وتكوين دولة الولايات المتحدة السودانية، قتلنا الموضوع بحثاً وفقاً لرؤيتنا المتواضعة تجاه قضايانا الوطنية السودانية الحديثة. لقد ظللنا نقول طوال السنين الفائتة ان الثورة السودانية مشروع مستمر ولا بد ان ينجز بجهودنا الوطنية المخلصة، بتفجير طاقاتنا الذاتية بالنضال ضد الدكتاتورية من اجل تحقيق الحرية الكاملة لشعبنا السوداني.
والعمل على تحقيق دولة الرفاهية والخدمات الاساسية للشعب السوداني العظيم.
ان امال الشعب السوداني الابي المناضل والحر نحو تحقيق دولة المواطنة حيث تتساوي جميع الحقوق والواجبات لهي امال عريضة، وسيتم تحقيقها باذن الله لان هذه هي مشيئة الله وتلك الارض نورثها لعبادنا الصالحين، وسيظل نضال امتنا السودانية قائما على قدم وساق حتى تحقيق النصر واقامة دولة العدل والحق والخير والجمال.
سنظل نرفع رايات النضال عالية خفاقة حتى نلتمس لشعبنا طريقاً نحو الديمقراطية والحرية ودولة الرفاهية وما تلك الا دولة الولايات المتحدة السودانية.
سيد أحمد الشيخ الطيب مالك
الخرطوم بحري- الصافية
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.