كثيرا ما يجد الجنوبيين انفسهم امام خيارين لا ثالث لهم اما سلام بلا عدالة واما عدالة بلا سلام لكن للاسف اثبتت التجارب استحالة دوام سلام تفتقر الى عدالة لسبب ان السلام لوحده لا تشفي جراح الحرب في النفوس بل ان العدالة هي التي تزيل المرارات والاحقاد التي تخلفها الحرب فتكون عبارة ان قنابل موقوتة تنتظر اتفه الاسباب لتفنجر حرب جديدة و المتابع للشان الجنوبي منذ اندلاع الحرب تلو الاخر يلاحظ ان اتفاقيات السلام التي وقعت جميعا كانت عبارة ان احتفالات انتهت مفعولها بانتهاء حفل التوقيع و لم تتمكن قط من تحقيق سلام معاش على ارض الواقع وانه من السخرية تسميتها اتفاقيات سلام ولا ادري اي سلام بتحدثون عنه ولم نراه قبل الانفصال ولا بعده السياسيون في جنوب السودان مطالبون بالنظر الى الامور بزاوية اكثر سعة فالشعب الجنوبي في حاجة ماسة الى سلام حقيقي و ليس مجرد فاصل قصير و نعود مجددا الى الحرب و يقتل الناس كالحشرات ثم نجري الى اديس ابابا و نتفاوض ونوقع اتفاقية التي يسمونها اتفاقية السلام ثم نتصافح و نصفق بحرارة و يتم تقاسم المناصب و نقول حققنا السلام و ننسى اولئك الذين قتلوا بدم بارد والذين شردوا من بيوتهم التي اصبحت رماد و ننسى الاطفال اليتامى يهيمون على وجه البسيطة جايعون ا ناهيك ان الذين هجروا واصبحوا لاجئين لدرجة ان مجرد ذكر اسم بلادهم يثير فيهم الرعب ...صحيح السلام امر جوهري يحتاجه جنوب السودان لكن كي يدوم ذلك السلام يجب عدم اعتبار السلام بديل يغني ان حاجتنا الى العدالة كضامن اساسي يساعد في استدامة السلام واذا استمر الجنوبيين في تجاهل العدالة بعد الحرب فلن نستطيع الخروج من مستنقع الحروب البربرية التى اصبحت سمة اساسية يهدد صفة الانسانية فينا فالجرائم التي ارتكبت مؤخرا في جوبا و بور و بانتيو و ملكال هي جرائم تجرد مرتكبيها من صفة الادمية وبالتالي السكوت عن تلك الجرائم و جعلها تمر مرور الكرم جريمة في حق الضحايا الذين هم ابناء و بنات هذا الوطن الغالي فالعدالة ثم العدالة كي يدوم السلام والمصالحة في بلادنا. بقت مكواج انقويك [email protected]