المعادلة الاجتماعية في السودان في طريقه الي التغير في عناصر اللعبة القديمة مما يفضي بإختلاف النتائج عن ما كان إليه الحال في السابق حيث الوعي بالحقوق اصبح واضحا وضوح الشمس في كبد السماء مما يعني اصحبنا امام الامر الواقع الذي فرضه ضرورات التطور البشري علي امتداد الوجود الانساني، و صعود الاجيال الشبابية و محاولات بلورة الفعل الثوري الجزري الذي يفضي بأعادة ترتيب في البنية الاجتماعية عبر تفكيك شروطه القديمة لصالح القيم الانسانية السامية و منجزات الفكر الانساني الحر الخلاق بعيدا عن التقليد الاعمي للشعوب التي تقدمت خطوات في سلم التطور و الحداثة . ظروف الواقع الان حيث القرن الحادي و عشرين لا مجال للقوانين الاجتماعية المقيدة لحرية الانسان و يبقي مسألة إنسانية الانسان هي القيمة السامية غض النظر عن اي تشكلات اجتماعية ذات صبغة تاريخية محددة يضع تصورات ذهنية مسبقة للتعامل مع افراد المجتمع في حالة وعي جمعي يقود المجتمع في شكل قطيع تجاه قيم بالية تجاوزها الانسانية بسنين ضوئية و لا مجال لها وسطنا كأجيال نتطلع لبناء مجتمع سليم و معافي من امراض القرون الوسطي حيث الجهل و التخلف و الازمات النفسية التي تهدر كرامة الانسان . بعد كل هذه الظروف و التطورات التي حدثت في تاريخ الانسانية من المؤسف جدا ان يكون العلاقات الاولية هي مدخل لتشكيل وعي اجتماعي محدد يتمظهر في شكل ترتيب و تفاوت في الوضعية الاجتماعية للانسان الان المشهد الاجتماعي امامنا فيه تقسيمات (نوعية/دينية/عرقية ) هذه هي امراض المجتمعات المتخلفة التي تشكل تصوراتها بناءا علي هذه العلاقات الطبيعية مما انعكس لواقعنا السياسي اليوم بشكل مباشر و جعل معظم احزابنا السياسية مدخلها لتسويق مواقفها هي العلاقات الاولية فبالتالي اصحبت احزابنا القديمة منها و الحديثة التي تدعي التغير و الحداثة منها هي الاخري تشكل خطرا اجتماعيا علي مجتمعنا في الوقت الذي كان عليها دور قيادة عملية التغيير الجزري في مجتمعنا الذي يصنف من ضمن دول ما قبل رأسمالية و فيها يلعب اللاشعور السياسي دور حاسم في كسب المعارك السياسية مع الخصوم . و هي معارك ليست بالضرورة ان يكون لها انعكاساته الايجابية علي تشكل البنية الذهنية و المفاهيمية لمجتمعنا فقط مرتبط بالموقف البرغماتي لاشباه المثقفين المأطرين بسقوف الانتصار للذات علي حساب بسطاء المجتمع في تقديري ادعاء الاحساس بالاستعلاء القائم علي العلاقات الطبيعية و تمظهراته علي الفعل السياسي ادي بناء علي طريق مجهول و لا سبيل لنا للتقدم الا عبر تشكيل علاقة تجاوزية بين الذاتي و الموضوعي لصالح مجتمع قائم علي العلاقات الانسانية بدلا عن العلاقات الطبيعية وهذا لا يمكن ان يحدث إلا عبر جلد الذات من خلال تقديم التجربة الاجتماعية القديمة لاعنف انواع النقد و فتح اللامفكر فيه لتفكير بصوت عالي بعيدا من العاطفة الجياشة الذي ينمي فينا الحنين و الشوق الي الماضي الذاتي. عملية الدعوة الي اعادة تفكيرنا بحيث يستوعب التحولات التي طرأت علي الفاعلين الاجتماعيين ليست دعوة مجانية هي جزء من حقوق الانسان في الحياة الكريمة دون اي تحيزات قائمة علي اساسات غير موضوعية يفضي الي تقسيم المجتمع علي تفاوتات نوعية [email protected]