ان يحتفل السودانيين بالراعى السودانى فهذا احساس مقدر ومبرر من منطلق ان القيم الانسانية الرائعة تجد حظها الوافر من الارتياح وتعيد الثقة فى ان النفس السودانية التى جبلت على الخير مازالت متمسكة به اذا لاغرابة فى مشاعر الفرح التى اعترتنا بل وتجاوزتنا للاخرين الذين تسابقت صفحات اسفايرهم ينشرون كل اللقاءات التى تمت مع الراعى الطيب، ولكن ما يثير الدهشة هو الاهتمام والتهافت من قبل السلطات السودانية التى تتعارض بنية وعئ منتسبيها ومختذناتهم الفكرية مع ما جاء بها الراعى من قيم وخصال وهم الذين مازالون يمارسون ضلالهم ويتقيؤون حضيضهم المسموم. اذ كيف يتجرأ البشير بمنح الراعى نوط الجدارة وذات البشير وسلطته المخبولة ظلوا يمارسون عدائهم على الامانة ويرسخون لمبداء انتهاكها ودونكم سنوات ممتدة من النهب الممنهج والاعتداء السافر على قيم الامانة ، والاختلاسات التى تذكم الجميع عدا مبتدريها ومهندسيها من لصوص السودان وكما ظلت الاخلاق الانسانية والدينية هى النقيض لكل مختلات الكيزان سوف يظل الراعى السودانى متعارضا مع ما فُطر عليه ابالسة القرن العشرين . حينما رفض الراعى الاغراءات المالية عبر عما يتحكره من صدق واخلاص افتقدته سلطة الكيزان منذ مجيئها وعندما بدرت منه عبارات الورع بتلك التلقائية التى شاهدناها فى مقطع الفيديو كانت السلطة التى تتهافت لتكريمة فى اقصى حالة الضلالة والكذب باسم الدين والاخلاق فكيف لم يفتح الباب على مصرعية لاصحاب النفوس الدنيئة يسرقون بلا خجل يشرع فى الاحتفال باصحاب الامانة ؟ الاحتفال بالراعى الطيب يوسف الزين من قبل ابالسة الكيزان لايتجاوز كونه متاجرة رخيصة وقذرة ومحاولة تجميل ملامح قبحهم التى عمت الامكنة وفاحت روائحها فى ارجاء الوطن . التناقض الفاضح بين جاء به الراعى وماظلت تجئ به زمرة الكيزان يعبر عن المسافة بين اخلاق الشعب السودانى المستطاب وبين مغتصبى السلطة ممن لم تتسنى للاخلاق ان تحفهم . شكرا للاخ الطيب وامنياتى له بوافر الصحة وكل العار لتجار الدين الذين جعلوا الحياة فى بلادنا وجعا لايطاق ليكون الطيب متغربا تحفه دعوات الاهل ويتحفنا بجميل الخصال .ومازال سدنة الكيزان فى ضلالهم القديم واساليبهم الموبؤة وطرائق تفكيرهم المختل. محمد عبد الرحمن عبد المعروف [email protected]