شتان ما بين "إعلامي" يمارس الاستربتيز (Striptease)على الهواء،ويفتقد للكياسة والفطنة،ويبدي سذاجة وهو يسخر من صغير فاز ب"القروش" في برنامج "الكابوس" ،و"أغوات"يتميزون بالعفة والزهد والنظافة بثيابهم البيضاء،ورغم ما عرف عنهم من «خصي» إلا أنهم جديرون بالاحترام والتقدير. لاعب الاستربتيز،يخدم سادته،ويجنح إلى الإثارة،والتهكم من الآخرين، ويمارس الاستعلاء الأجوف،ويتجرد من أي فضيلة وقيمة،ولا يلجم لسانه بفضيلة السكوت ، إلا أن من يسخر منهم يتجملون بحكمة إمام الأئمة وحبر الأمة،الإمام الشافعي:" اعرض عن الجاهل السفيه فكل ما قال فهو فيه ". مثل هذه "الوقواقة" إن حملت عليه "يلهث" وإن تركته "يلهث"! فهو مهذار، ميزته الضعف، طبعه الإحراج، وكثرة الكلام، وفاقد الاحترام، فالمشاغب لا يردعه إلا الزجر، ومن يعوي تلقمه حجرا فيسكت، ومن يتطاول على الأخر، ترد إليه بضاعته البائرة والبادئ اظلم ! الحط من قدر الكرام،سلوك اللئام لا يجبره اعتذار، فلكل المهن – حتى الوضيعة منها – قواعد سلوك وأخلاقيات، ومبادئ مهنية يراعيها حتى الناشئة، لكن البعض يدوس عليها،ويتصرف وكأنه من يتعامل معهم صغارا لا يستحقون أي اعتبار . "التفاعل" بين طرفين سنامه الاحترام المتبادل، وليس محاولة الاستعلاء الاجوف،والحط من مكانة الأخر "سقطة مهنية" لا تغتفر، ترتد إلى نحر من يظن انه نجم النجوم، كالدخان يعلو بنفسه وهو "وضيع" ،ويصبح مكروها ومذموما. مشهد تمزيق ورقة ورميها خلف الظهر وعلى الهواء مباشرة، سيظل ماركة مسجلة لفشل "فضائية" قدمت أسوأ نموذج في إهدار الكرامة،والخطأ المهني الفادح، يحتم على القائمين على أمرها الاعتذار "علنا" وإبداء "الأسف" ،واتخاذ الإجراء المناسب حيال "أجيرها" وضيفيه وهما يضحكان في مشهد "هزلي" ينم عن ضحالة مهنية. الأداء النظيف والمهنية ، والذوق السليم ، واحترام الجمهور، من مطلوبات الجودة "الغائبة" في سلوكنا وتعاملنا ومؤسساتنا، في الغرب احترام للإنسان، يعلون من شانه، ولا يحطون من قدره، ولا يزدرونه أو يحقرونه،ومن يقع في المحظور يعاقب بالقانون،إذ تم معاقبة جمهور إحدى الفرق الرياضية بدرت منه إشارة تجاه لاعب اعتبرت مسيئة،فمن يعاقب من يسيء للأخر على الهواء؟ الخفة تفقد الإنسان الحكمة، والمزاح مدعاة لقلة المقدار وعدم الاحترام، فالصمت زينة والسكوت سلامة، فهذا التعيس لا خيل له يهديها ولا مال ،فليسعد النطق إن لم يسعد الحال. [email protected]