لا أعرف بماذا أصف ما شاهدناه بالأمس. لم نصدق أن الهلال أدى مباراة كبيرة أمام ما زيمبي العنيد، فإذا بنا نتفاجأ بالأمس للمربع الأول. رأينا بالأمس هلالاً مفكك الأوصال. لا مدرب يضع التشكيلة والتكتيك المناسبين لمباراة كانت في متناول اليد. لا تركيز دفاعي. ولا وسط متمكن من أدواره. ولا هجوم يرعب الخصوم. الزمالك الذي قابله الهلال بالأمس كان من الممكن جداً هزيمته بأرضه بكل سهولة. فقد تجرد الفريق المصري من أهم أسلحته ( الجمهور). لكن تباشير الهزيمة لاحت لنا منذ أول دقيقتين. توقعت شخصياً أن يستحوذ الهلال على الكرة في الدقائق الأولى لتجنب مفاجآت البدايات. فإذا بلاعبينا ومدربهم يبدأون اللقاء بخوف غير مبرر من الزمالك. منذ الوهلة الأولى بدا الهلال متراجعاً وكأن لاعبيه يطلبون من لاعبي الزمالك أن يضغطوا عليهم ويهدفوا في مرماهم. ضغط الزمالك منذ الدقائق الأولى ليسجل هدفاً سريعاً ما كان له أن يلج شباك جمعة لو لا الشرود الذهني والتمركز السيء لمدافعي الهلال. وحتى بعد الهدف لم يظهر الزمالك كفريق مخيف بالدرجة التي تجعل لاعبي الهلال يتراجعون بتلك الصورة المهينة وكأنهم يلاعبون برشلونة في أوج عظمته. لاحت فرصة التعادل من خطأ دفاعي فادح للاعبي الزمالك وسجل كاريكا بعد أن راوغ حارس مرماهم. لكن ذلك لم يدفع لاعبي الهلال وجهازهم الفني لتجويد الأداء والضغط على خصم واهن وضعيف. فجاء هدف الزمالك الثاني بعد أن أضاع بكري وكوليبالي هدفين لا يضيعان. كامبوس لم يكن موفقاً في تشكيلته التي أضاف لها خليفة الذي لا أرى شخصياً سبباً واحداً لبقائه في كشف الفريق حتى يومنا هذا. ثم جاءت التغييرات لتزيد الطين بلة. خرج سيسيه ربما بسبب نيله بطاقة صفراء، ولو أن هذا هو ما دفع كامبوس لتغييره يمكننا أن نتفهم الخطوة. لكن البديل لم يكن مناسباً. كوليبالي استنفد فرصه في الهلال. فقد أشركه النابي كثيراً دون أن يقدم ما يشفع له. وكنا أيضاً في انتظار لحظة مغادرته كشف الفريق، فإذا بنا نراه بديلاً في مباراة كان من المفترض أن يفوز فيها الهلال. الفرصة التي أضاعها كوليبالي بالأمس لا يضيعها لاعب مبتدي. والغريب أنه ( سكن) عكسية كاريكا المحسنة بصورة أكثر من رائعة. لكنه بدلاً من وضع الكرة بكل هدوء في الزاوية اليسري من المرمى هدف في السماء. لا أعرف حتى اللحظة سبب ( تسكين) الكرة طالما أنه أراد أن يهدف في السماء بتلك الهواجة. فالمهاجم عندما يسكن الكرة في مثل ذلك المكان لابد أنه يفعل ذلك لكي يهدف بهدوء لا بطيش. كانت إدارة الجهاز الفني في الهلال للمباراة سيئة للغاية. ولم يكن أداء اللاعبين أفضل حالاً. وباستثناء جمعة أستطيع القول أنه لم ينجح أحد من لاعبي الهلال بالأمس. وبدا وكأننا نشاهد لاعبين غير أولئك الذين خاضوا لقاء مازيمبي. انعدام روح الفوز يعني الهزيمة. وهذا بالضبط ما حدث بالأمس. في مقالين سابقين للمباراة قلت أن آخر ما نتوقعه من الهلال في المباريات الخارجية هو الهزيمة إذا أراد الفريق أن ينافس على اللقب حقيقة. وكان من الممكن أن يكون زمالك الأمس صيداً سهلاً. لكن الهلال أضاع الفرصة. وهي ليست كأي فرصة. كل من يفهم كرة القدم وظروفها يدرك أن منحك الفرصة لفريق هلكان يكون قاب قوسين أو أدنى من الخروج الفرصة لكي يبقى في المنافسة غالباً ما يكون على حسابك. فإما أنك تكون قد أضعت على نفسك فرصة التأهل. أو أنك قد تواجه هذا الفريق الضعيف الذي منحته الفرصة للحياة لتخرج على يديه في مراحل لاحقة. على كامبوس أن يراجع حساباته جيداً. ولابد أن يفهم حقيقة أن اللاعبين الذي يركضون تسعين دقيقة دون أن يقدموا شيئاً ملموساً مكانهم التدريبات وليس المباريات الهامة والكبيرة. ليس منطقياً أن تتهيب فريقاً فاقداً لمعظم أسلحته يا كامبوس. وإن استمريتم على مثل هذا هذا الوضع لن نحلم بمجرد الوصول لدوري الأربعة، دع عنك التفكير في اللقب. فشلتم في تحقيق أول ثلاث نقاط خارجية، وعليكم بالظفر بنقاط مباراة الكونغو أمام فيتا كلوب. وقبل ذلك لابد من استعادة الأداء الجيد، وإلا فسوف يكون مصير الهلال الخروج طال الزمن أم قصر. ليس هناك أي اختلاف بين خروج الهلال في هذا الدور أو الدور الذي يليه. الجديد الوحيد الذي يمكن ان يقدمه الهلال هذا العام هو بلوغ المباراة النهائية والكفاح الحقيقي من أجل اللقب. ومثل هذا الهدف لا يمكن أن يتحقق بالروح كالتي شاهدناه بالأمس، أو بذلك الأداء الباهت والتشكيلة الخاطئة للجهاز الفني. [email protected]