تكوين المجتمع السوداني العاطفي في كل شئ و الذي يهتز طربا عندما تصدر كلمة حق اصيل في شخصه بصورة اعجاب من اي شخص او كاتب او شخصيه اجتماعيه علي المستوي الاقليمي او العربي و تتشكل عندئذا نوع من انواع العاطفه تجاه الشخصيه او الكاتب يحفها الكثير من التبجيل و نبتدئ حينها نبحث عن الجمال القابع في دواخلنا و الذي غيبه قبح الساسه و دوامة الظروف و نجتر ماضي تليد و نتحاشي التفكر في المستقبل قانعين بما سلف من ماضي باذخ و نترجف من نشوة طبطة الاخرين السابغ عليها صفة العطف و المجامله لا اكثر.... الشخصيه السودانيه المثيره للجدل كما وصفها (حميد ابوعشر)قائلا غضبك جميل زي بسمتك ....هي اساس سلوك تشبعنا به جميعا و لا ننكر هي ما يميزنا عن جميع شعوب البريه قاطبه . عندما قال الراحل قرنق ان ما يستطيع تجميع قلوب و افئدة الجميع هي السودانيه ولا شئ غيرها احتوت تلك الجمله علي نوع الحكمه الرصينه و التي يجب علي مدوني سفر التاريخ السوداني ان يحسنوا تدوينها لما تحتويه من علاج لحالة السقم المزمن الذي نعاني منه... لم نحسن استلهام ماضينا في مجابهة حاضرنا و آثرنا ان تعركنا الظروف و كل النظم الاستبداديه و هي تجاهد في طمس هويتنا و سلبنا هم عامل من عوامل النجاح ثقتنا بانفسنا...؟ ان تكون محط اعجاب لدي الاخرين ليس كمن يسدل عليك عطفه فالاعجاب مقرون بالعمل و المواقف ام العطف فهو استناد لماضي او سلوك انساني غريزي فرضته عوامل الالفه و حميمية جغرافيا وللاسف هذا المنظور للشخصيه السودانيه المعاصره.... وهذا يأتي ايضا في صياغ تعاطينا للامور حتي علي مستوي تفاعلنا مع الاحداث و الاخبار من خلال الكم الهائل من رد الجميل المفرط تجاه كل قلم يكتب و غالبا ما تسوقه الغريزه الذكوريه في حالة ان كان القلم انثوي محلي او اقليمي بغض النظر عن المحتوي او المكنون الذي تحتويه السطور .... ليس من حق اي شخص مصادرة فكر او رائ الاخر و هذا الذي ندعوا له و نحارب من اجله الانقاذ و كل الشموليه و لكن ليكن التريث في حكمنا و استنطاقنا لبواطن الامور هو اساس تعاملنا وليس العاطفه وحدها ... نحن امه متفرده ان آحسنت ترجمة سلوكها الفطري علي ارض الواقع و قادره علي انتزاع احترام الجميع و تقديرهم بقليل من العمليه ... صيغة الكسل و كل الاسفاف المروج له علي مستوي الخليج و المصدر معلوم؟؟؟ تأتي ضمن الحرب النفسيه المنظمه تجاه السوداني لمعرفة الجميع بمقدراته وللاسف هذا يؤكد جهلنا بامكانياتنا و قدرة الاخرين علي رؤية ذلك و نحن في سبات طابعه اليأس و الاحباط من مستقبل مجهول و استكانه غير مبرره يغلب عليها روح التسامح التي لا ترد الحقوق المبعثره .... ان اردنا ازاحة كابوس الانقاذ ليس بالتدثر فقط بكتاباتنا التي يملؤها التفاؤل في سقوط النظام او كيل السباب و الوعيد و لكن بالعمل في محيطنا الشخصي بما اصطحبه التاريخ من تجارب و التفكير الي ما سوف يؤول اليه المستقبل .. ابتعادنا عن الانصرافيه و التركيز علي قضايا الوطن و نكران الذات في دفع ضريبة السودان و اعادة هيبتنا هي اساس التغيير .. الكثير من رواد المواقع الاسفيريه خدمتهم الظروف ببعدهم عن الوطن المكلؤم علي الرغم من تجرعهم لمرارات غربه نرزخ في طياتها و لكن مردودهم تجاه الوطن ضعيف ... الاكتفاء بالردود والتعليق و حتي كتابة المقالات لايكفي و لكن عندما تعلن عن نفسك داخل محيطك مستغل حيز الحريات الذي كفلته لك الجغرافيا المقيم بها و تعريفك عن قضايا وطنك لا لكسب التعاطف وحده و لكن لتعريف العالم عن السوداني و ما يكتنزه من ارث تاريخي ضارب في باطن الارض و فكر متقدم عصري .. اين هي الندوات التي تعرف بالسودان و اناسه و مشاكله ؟اين هم المفكرون اين العمل المعارض و النشرات التي توزع علي الجاليات لربطهم بما يدور في وطنهم و لحماية ابنائهم من الاستلاب الفكري و الحد من تنصلهم من هويتهم .. الاقتتال و الاحتراب من اجل المناصب الاسميه لا يفيد و نقل سيناريو الوطن الي الخارج يضر و يؤخر عملية التغيير و يضعف سماتنا التي نحب ان نسمعها من الاخريين... اذا لم نسستفق و نمارس التغيير المنظم الذي يفضي الي ثورة علي كل المناحي سنظل نستسقي الاطراء و العطف من الاخريين مكتفين بمخدر عاطفي ياتينا عبر البحار من اقلام لا تستطيع ان تغير واقعها لذلك لن تستطيع تغيير واقع و حاضر السودان ... ليكن حبنا للسودان كحب المحجوب في وطنيته و صلاح احمد ابراهيم و خليل فرح في عاطفتهم و حب من سقطوا في هبة سبتمبر الذين هم اشرف و اطهر منا جميعاو هم يسكبون دمائهم غير باكين علي شبابهم... انتزعوا احترامكم بعملكم من اجل وطنكم لان من يحترم و يقدس وطنه يحترمه الجميع........... كمبال عبد الواحد كمبال [email protected]