لا يستطيع أحد ينكر بأن العديد من منظمات المجتمع المدنى قد لعبت دورا هاما فى عالم اليوم وقضايا الشعوب ، خاصة بعد التحولات التى حدثت خلال العشرين سنة الأخيره فى العالم واصبح لها دور مقدر تقوم به لا يقل عن دور الأحزاب السياسيه خاصة فى الدول التى لا تتمتع بأدنى قدر من (الديمقراطيه) كما هو الحال فى بلدنا أو فى الدول التى تمارس فيها ديمقراطيه (منقوصه) وغير كامله، لكن هذا لا يمنع أن نقول هناك كثير من السلبيات والنواقص فى عمل تلك المنظمات بل أن بعضها يصل للدور (المشبوه) الذى ينفذ اجنده غير مفهومه لا تصب فى مصلحة الشعوب وبلدانهم. على سبيل المثال ما رصدناه عن انحياز كثير من منظمات المجتمع المدنى خاصة ذات السمعه الواسعه مثل (هيومن رايتس وتش) لجماعة (الأخوان المسلمين) فى مصر والحديث عن عدد القتلى فى صفوفهم وصفوف من يؤيدونهم متناسين ارهابهم وفظائعهم وجرائمهم ضد الأبرياء والعزل ورجال الشرطه وبصورة لا يمكن أن يرتكبها بشر خاصة بعد فض اعتصام (رابعه) العدويه، وكأن تلك المنظمات الأنسانية والحقوقيه تشجع الأرهاب والعنف والفوضى والتطرف وكأنها لا تعلم بأن فكر و(منهج) الأخوان المسلمين والإسلام السياسى عامة، يقوم على (الشورى) لا (الديمقراطيه)، والشورى نظام حكم يصلح لمجتمع يحكمه (نبى) و(رسول) لابشر يفسدون ويقتلون ويبيدون ويصيبون ويخطئون فلا ينزل وحى لكى يصححهم. ومن الملاحظات التى تثير دهشتى واستغرابى وعدم ارتياحى، أننى اشعر وكأن (منظمات المجتمع المدنى) خاصة السودانية، ربما هناك جهات (مموله) و(مانحه) تلزمها بأن تلتزم الحياد (السلبى) وغض الطرف و(تمييع) القضايا، فيما لا يمكن التعامل معه بحياد أو غض طرف، على سبيل المثال جرائم الأباده التى وقعت بالملايين فى حق مواطنى جنوب السودان قبل انفصاله عن الشمال ثم تلته جرائم الأبادة والتهجير القسرى فى دارفور وألان اضيفت لتلك الجرائم ما يجرى فى جنوب كردفان وتحديدا ما يحدث لأهلنا فى جبال النوبه. ومن يلتزم (الحياد) مع هذه الجرائم والتهجير القسرى وفقدان ادنى حقوق المواطنه، شخص محتاج لعلاج (ضميره) قبل عقله. اما بخصوص قبيح الأفعال زفر اللسان (نافع على نافع) وعلاقته بهذا المقال، فقد ورد فى أخبار الأمس ((عجز فى ميزانية مجلس البرلمانات الأفريقيه))، فتذكرت مسألة تسبب لى كثير من الغيظ والغضب، وهى هل الحكومات والأحزاب الأفريقيه جاهله ولا تعلم حجم الإرهاب والجرائم التى ارتكبها المدعو (نافع على نافع) وزبانيته فى حق الشعب السودانى والتى تمددت الى خارجه وطالت غير السودانيين ؟ الا تعلم الأحزاب والحكومات الأفريقيه أن المدعو (نافع على نافع) ضالع فى محاولة اغتيال (رئيس) دوله افريقيه فى قلب العاصمه التى يوجد فيها مقر الأتحاد الأفريقى وأنه لم يحاكم حتى اليوم؟ فلماذا لم ترفض منظمات (المجتمع المدنى) السودانيه والأفريقيه والعربيه والدوليه أختيار مجرم بهذا الحجم ليكون (امينا عاما) لمجلس الأحزاب الأفريقيه، الا تخشى على دولها وشعوبها من مكره وامكانية تقديمه للرشاوى لضعفاء النفوس من أجل تنفيذ افعال اجراميه فى دولهم مثل التى حدثت عام 1995 فى أديس ابابا، وهو معروف باجادته لمثل هذا الفساد؟ ثم نأتى الى (رفيقه) محى الدين تيتاوى الذى لا يتمتع بأدنى موهبه تجعله يعمل فى الصحافه، وعلاقته بها بدأت بكتابته ل 5 اسطر من وقت لآخر فى صحيفة (الأيام) وفى القسم الرياضى تحديدا، وبقدرة قادر وعلى طريقة (الأخوان) والإسلاميين (تسلق) العمود حتى وصل الى أن يكون رئيس تحرير صحيفه، وأن يتبوأ مقعد أمين الصحفيين لدول شرق ووسط افريقيا .. سبحان الله! الا تعلم منظمات المجتمع (المدنى السودانيه) فى (حياديتها) التى تلتزمها ، أن وضع الصحافه السودانيه يأتى فى مؤخرة دول العالم وأن الحريات غير متوفره فيها رغم انحياز اغلب تلك الصحف وكتابها (للنظام) .. الا تعلم أن محى الدين تيتاوى هو رئيس اتحاد الصحفيين السودانيين (المعين) من الحكومه حتى لو تم انتخابه، مثله مثل عدد كبير من قادة النقابات والأتحادات الموجوده فى السودان الآن، واذا لم يكن النظام راض عن اؤلئك القادة ولم يأتوا من خلاله وبمباركة منه، فلن تقوم لهم قائمه وأما أن طوردوا وضيق عليهم فى أكل عيشهم حتى يهاجروا ويتركوا وطنهم أو أن يكون مصيرهم السجن ، فكيف صمت الصحفيون (الأفارقه) عن هذا التعيين حتى لو كان مشروعا .. وكيف صمتت منظمات (المجتمع المدنى) السودانية خاصة التى تحصل على اموال طائله ومزايا من أجل خدمة الأنسانيه وقضايا الحريه والديمقراطيه والحق والعدل ولماذا لا تقوم بتنوير الصحفيين فى تلك الدول حتى لا يختاروا مجرمين وقتله وارهابيين أو هم داعمين لهم فى مثل هذه المواقع. الا يعد أنتخاب أو تعيين صحفى مثل (تيتاوى) رغم علاقته المعروفه بالنظام السودانى الأرهابى الشمولى الديكتاتورى فى منصب (أمين اتحاد الصحفيين الأفارقه لوسط وشرق افريقيا) تكريما لذلك النظام وتجاهلا لجرائمه؟ آخر كلام: لا زلت اتساءل وسوف يتواصل السؤال دون كلل أو ملل، عن اسم منظمة مجتمع مدنى (سودانيه) شاركت خلال آخر مؤتمر قمة لدول الأتحاد الأفريقى أنعقد فى أديس ابابا قبل عدة شهور، اشاد بها المجرم القاتل زفر اللسان (نافع على نافع). ما هو اسم تلك المنظمه .. ومن هم قادتها ومن يعملون فيها .. وماذا قالوا فى صالح النظام حتى اشاد بهم المجرم (نافع على نافع)؟ لماذا (تعتم) منظمات المجتمع (السودانيه) ولا تكشف عما يدور فى (ورشها) وسمناراتها وتجمعاتها .. ولماذا لا تنور الشعوب بما يدور داخل تلك الأروقه، اذا كان فى صالحها؟ قناة (فضائيه) لله يا محسنين. تاج السر حسين – [email protected]