بعد ضغوط دوليه واستنكار محلي تم اطلاق سراح الاخت المسيحيه مريم يحي باعلان براءتها من قبل محكمة الاستئناف وحقيقة لم اطلع على حيثيات القرار ولهذا لا اعرف ان كانت البراءه لمريم باعتبارها مسيحيه اتهمت خطأ بالاسلام ام ان المحكمه اقتنعت بان دين الاسلام دين حرية الاعتقاد وله مبدأ (ومن شاء قليؤمن ومن شاء قليكفر) ام ان المساله ببساطه هي خضوع دعاة الاسلام السياسي امام الضغوط الدوليه كما اسلفنا _ان مشكلتنا الحقيقيه هي في ان دعاة الاسلام السياسي لم يتعلمو دروسهم المهمه بالرغم من تجاربهم الكثيره والمتعددة الفشل ذلك لان باب الاجتهاد مازال مغلقا منذ القرن الرابع الهجري وبقي التراث الاسلامي اسيرا لكتابات شيوخ بينهم وبين عصرنا اكثر من الف عام وبين معاصرين يتركون جوهر سماحة ديننا ويجرون وراء احكام شاذة شارده انتجتها عصور الفكر الظلامي ويغلقون حواسهم كلها عن رياح واعاصير عصرنا فلماذا يتجاهل (مفكرو) الاسلام السياسي كل قرون التقدم والتطور الحضاري والذي ساهم فيه كل البشر بمختلف دياناتهم واجناسهم من اجل خير وتقدم الانسانيه وخاصة في مجال الحريات الدينيه والعامه والحقوق المدنيه وتطور شكل الدوله المدنيه الحديثه ودور الدين كمرشد روحي وانساني يترك شؤون الحياة المتغيره لعوامل التجربه البشريه والتى هم صناعها بحيث يبقى ماينفع الناس وكيف يتجاهل (مفكرو) الاسلاميين وهو يقيمون في اوروبا وامريكا هاربون من اضطهاد ابناء دينهم ونيران انظمة القمع الدموي ببلاد المسلمين الى حيث جنان الرفاهيه وحرية الاديان ببلاد الكفر والالحاد وكيف لايستفيدون مما يشاهدونه امامهم كل يوم من رقي وتحضر ووضع للعلم في خدمة الانسانيه وبالرغم من ان تلك البلدان هي غير مصنفة كبلاد مسلمين الا ان قيم الاسلام متوفرة فيها من عدل وامانة وصدق واخلاق حميده وحريات عامه الخ الخ حيث تشمخ ماذن المسلمين ترفع الاذان وبقربها كنائس المسيحيين تدق اجراسها وكنيس اليهود يحرق بخوره ومعابد الهندوس والبوذيين وكافة المعتقدات تعيش وتنمو وتتمدد بكل حريه ايا كان مصدرها وكيفما كان شكل اتباعها فكيف يعيش مشايخ التطرف في تلك المجتمعات ثم تمر على عقولهم المتخلفة رياح الحضارة والتقدم مر النسيم على جلامد الصخور ويعودون الينا بلحاهم يجترون اساطير مشائخ ارهقها غبار السنون حتى اختفى تحتها اوكاد جوهر ديننا االسمح الجميل وهو السباق الى قيم الخير والجمال قبل ان يحتكر الحديث باسمه الدواعش والبواشق والقواعد ثم لماذا ونحن اتباع دين يقول رسوله الكريم (ص) ان المؤمن لايلدغ من الجحر مرتين ومرتان لان الاولى يمكن ان تكون مصادفة اما الثانيه فهي غباء بكا تأكيد وامامنا الاسئله __ لماذا لم نستفد من تجربة دول الامويين والعباسيين والفاطميين وغيرهم قديما؟؟ __لماذا اهملنا دروس واقعتي الجمل وصفين حتى عادتا امام اعيننا مذابح في سوريا وايران واليمن والعراق؟؟؟ __-لماذا اهملنا تجارب الخوارج التكفيريه وتركناها حتى انبعثت الان تكفيرا ينشر الخراب امام اعيننا؟؟؟ __ لماذا تجاهلنا ذبح المفكرين والعلماء لمجرد اختلافهم مع الحكام حيث اصبح التكفير سلاحا قتل محمود محمد طه قي ايامنا هذه ثم كاد ان يطيح برأس مريم يحي لولا خوف جماعتنا من بأس الخواجات؟؟؟؟ __- لماذا اغلقنا باب الاجتهاد حتى تخلفنا عن ركب العصر..؟؟؟؟ __لماذا تركنا تجربة طالبان السوداء بدون دراسه جتى دهتنا داهية داعش واكلي قلوب الشباب ؟؟؟؟ __ ولماذا لم ندرس تجربة قوانين نميري السبتمبريه وانتظرنا حتى كرت السبحه علينا في الانقاذ وما ادراك ماخراب الانقاذ حيث اعاد نفس اصحاب قوانين سبتمبر تجربة مشروعهم فينا فكان الخراب داهما وقاتلا نتقلب على جحيمه يوميا ؟؟؟؟ ان المشاكل تزيد والقضايا تتراكم والاسئله لاتجد اجابات وعجلة التقدم تمضي ونحن نتخلف ونقول لمريم ان امرك متروك لربك مسيحية كنت ام مسلمة غيرت دينها ونرجوك اذا ذهبت الى العالم الحر الا تنسي ان في بلاد السودان قوم احترمو خيارك فالحساب على العقيده هو شأن الهي لادخل للبشر في التنقيب داخل عقول بعضهم فيه وستعلمين ان عاجلا او اجلا ان عصور المسيحية السوداء ذات تاريخ بعيد قد شهدت محاكم التفتيش في عقول البشر بحثا عن اسرار عقائدهم مما جعل من خيرة مفكري تلك العصور ان يذهبو طعاما للنيران التى اشعلها الرهبان ثم تراجعت الكنيسه وعادت الى شعار السيد المسيح عليه السلام ((((( اتركو مالقيصر لقيصر واتركو ما لله لله)))))) فارتاحت الكنيسه واراحت وحكمت الدوله العلمانيه فازدهرت تعاليم السيد المسيح وعادت الكنيسه تؤدى رسالتها الانسانيه واستمرت دولة الحريات المدنيه وعاد البابا راعيا ووالدا لاحاكما وحارقا ولتعلمي عزيزتي د مريم ان الام المخاض قد تكون قاسيه ولكن لاشيئ يساوى جمال ابتسامة مولود معافى يضحك في وجه الجميع ___________وليتنا نستفيد من هذه التجربه حتى لاتعود لدينا مريم اخرى_______