طمأن أعضاء اللجنة القومية لمناصرة الزعيم السياسي ابراهيم الشيخ، من سأل عنهم أنهم وصلوا بسلام إلى مدينة النهود في ولاية غرب كردفان.. ولكن.. ولكن حال وصولهم تم اعتقال الصحفية عائشة السماني التي كانت ترافق الوفد،ووفقا لأحد أعضاء اللجنة فقد تم تفادي اعتقال عائشة بموجب أورنيك 6 وهو اورنيك سيئ الصيت ومشهور في تلك الانحاء، وإلا تم اعتقالها لستة أشهر.. وقال عضو اللجنة الطاهر مكي الذي كان يتحدث أمس في مؤتمر صحفي في الخرطوم عن زيارة لجنة مناصرة ابراهيم الشيخ رئيس حزب المؤتمر السوداني، أنه عندما تحدث إلى أحد مسؤولي الأمن عن هذه السلطة المتعدية التي يتمتع بها هذا الأورنيك أبلغه المسؤول: " هذه النهود وليست الخرطوم، والحال هنا يختلف عما يدور هناك".. وبصفة عامة فقد أجمع المتحدثون في ذلك المؤتمر الصحفي الذي استضافته يوم الأحد 7يونيو " طيبة برس" على فوضى قانونية ضاربة اطنابها خارج العاصمة, وأشار المحامي محمد عبد الله الدومة إلى وضع مريع لحقوق الانسان في الاقاليم بسبب الجهل وبسبب غياب الحد الأدنى من الثقافة القانونية، ودعا الدومة إلى أهمية الانتباه إلى وضع حقوق الانسان في الأقاليم، وأوضح أن مظاهر الفوضى تتمثل في بلاوي أورنيك 6 الذي يتيح لأي شرطي احتجاز المواطن لمدة ستة أشهر، لافتا إلى أن الأورنيك جاهز وموقع من الوالي.. وقال الدومة أنهم وجدوا ابراهيم الشيخ بخير وبمعنويات عالية وأنه قال لهم " لن ننكسر ولو سجنونا مائة عام".. مشيرا إلى أن هناك محاولات من السلطة لكسر ارادة المعتقلين، وأن ذلك يؤكد ضرورة التضامن معهم.. وبهذا الصدد فقد أشار جلال مصطفى عضو اللجنة إلى أن اعتقال الصحفي حسن اسحق قد تم من قبل شرطي مرور بموجب " أورنيك 6" أيضا، كما أرسل ذات الأورنيك طالب جامعي إلى السجن لأنه حلق شعر رأسه بطريقة غريبة، ويبدو أننا أمام " أورنيك" ينطوى على امكانيات هائلة.. " ليست واحدة فقط ولا اثنتان بل أكثر من ثلاثة"، كما يقول أحد الاعلانات.. ومن جانبه قال مكي الطاهر عضو هيئة الدفاع عن ابراهيم الشيخ أن ممارسات السلطة تجاه حزب المؤتمر السوداني لا تستند إلى مسوغات قانونية، وقال أنه لا يوجد هناك ما يدين ابراهيم الشيخ وبقية أعضاء الحزب المعتقلين حاليا بالنهود وبارا والأبيض والفولة، ودعا إلى اطلاق سراحهم.. وكشف عضو اللجنة شمس الدين ضو البيت أنهم التقوا في سجن الأبيض بالقيادي في حزب المؤتمر السوداني الدكتور صديق نورين كما التقوا حسن اسحق مشيرا إلى أنه لا يزال يعاني من الصداع الحاد، ويذكر ان الصحفي حسن اسحق قد تم تعذيبه في النهود، وأن آثار ذلك لا تزال بادية عليه.. وأعرب ضو البيت عن الأسف أن سبب اعتقال هؤلاء وآخرين كان مجرد اشتراكهم في ندوة، بينما تم اعتقال صديق نورين لأنه كان يجند أناسا للحزب!! ودعا صديق يوسف الناطق بلسان الحزب الشيوعي وعضو لجنة المناصرة إلى المزيد من التضامن مع المعتقلين، وكشف، من جانب آخر عن استحالة رفع قضايا شهداء سبتمبر للقضاء بسبب تعطيل الاجراءات الطبية الخاصة بأسباب الوفاة وغيرها، لكنه أكد من جانب آخر أنهم سيستأنفون الحكم الصادر بشأن قضية سارة عبد الباقي، وقال أن 12 شخصا أكدوا وجود المتهم في موقع الحادث، لكن المتهم وحده أنكر ذلك. وأعلن الدكتور محمد جلال هاشم عضو لجنة المناصرة في معرض رده على اسئلة الصحفيين عن تكوين لجنة دولية من السودانيين في الخارج لمناصرة ابراهيم الشيخ وبقية المعتقلين السياسيين وأن هذه اللجنة ذات امتدادات دولية وأفريقية Pan African . وردا على سؤال حول احتمالات تعرض ابراهيم الشيخ في معتقله لأية مؤامرة، خاصة وأن بيانا للحزب أفصح عن مخاوف بهذا الصدد، قال الدكتور محمد جلال هاشم أنه لا يستبعد ذلك وأن سجل الجنجويد في التفلتات معروف، وأنهم في يوم من الأيام هاجموا سجنا في دارفور وأفرجوا عن مدانين، وقال أن اللجنة تضع تلك المخاوف في الاعتبار وأن الزيارة التي قامت بها إلى النهود كانت من أجل ذلك فضلا عن اظهار التضامن والمناصرة.. أما نائبة رئيس حزب الأمة الدكتورة مريم الصادق، فقد تلقت التهاني من المتحدثين بالمنصب الجديد في حزبها، وأشادت خلال سرد لتجربتها في اللجنة وزيارة النهود، بنساء تلك المدينة وقدمت كنموذج لهن سامية كير، وقالت أنها ممرضة وتعول حوالي ستة أطفال بعضهم مصاب بأمراض مزمنة، وهي إلى جانب ذلك قيادية في حزب المؤتمر السوداني، وقالت أنها تم اعتقالها بموجب " أورنيك 6" أيضا.. وأعربت الدكتورة مريم عن تقديرها الشديد لعمل لجنة مناصرة ابراهيم الشيخ، وقالت" إننا نحتفي بهذا التواصل المجتمعي لما ينطوي عليه من معان جميلة" وأنه " يا هو ده السودان".. ودون أن نبرح ساحة حزب الأمة نشير إلى تأكيد ابراهيم الأمين منسق القوى السياسية بلجنة مناصرة المعتقلين، إلى ضرورة التصدي لأي عمل من شأنه المساس بالحريات، وقال إن الأمن لا يتحقق إلا في ظل نظام حر وفي ظل التنمية الشاملة، وقال أن الأمن بمعناه الكامل يمس جميع نواحي حياة المواطن، وقال إننا حاليا نفتقر لكل أوجه الأمن، وقال إن زيارة اللجنة للنهود تعبر عن التضامن مع ابراهيم الشيخ وبقية المعتقلين، وأن التعبير عن ذلك مطلوب من الجميع.. عبد الرحمن زروق [email protected]