(1) الحديث عن الإنتهازية السياسية في ظل حكومة الانقاذ مرتبطة بأسلوب النخبة الحاكمة التي ترى الإستعانة بالفاقد التربوي لتنفيذ أجندة مجموعة طفيلية صغيرة لا ترى في الحكم سوى اداة و غنيمة وهبها الله لهم فلا يتورعون في تنفيذ ما يودون تحقيقه و ان ادى ذلك الى اغتيال الاشخاص المخلصين الذين يعترضون تنفيذ اجندة خارجة عن الوطنية. فالتدمير الممنهج للادارة الاهلية بتعين زعماء من اصحاب الولاء السياسي ليس لديهم السند القبلي الامر الذي ادى فيما بعد الى تفكيك الادارة الاهلية و ضعف دورها في تحقيق السلام الاجتماعي والادهى و الامر بعض الادارات الاهلية في دارفور اصبحوا تجار حرب ينفذون اجندة المجموعة الحاكمة وبالتالي ضعف الترابط الاجتماعي ومزق النسيج الاجتماعي لاهل دارفور. (2) الانتهازية السياسية في دارفور مرتبطة بصورة خاصة بالفاقد التربوي و المنبوذين إجتماعيا" الذين رأوا في حكومة الانقاذ المنقذ لهم فسعوا الى التسلق في الوظائف السياسية عبر الادوار التي يؤدونها وهي تستق مع العقلية الامنية التي تدير بها الانقاذ البلاد و هي غالبا" ما تكون في شكل إغتيالات في اواسط الساسة و القيادة الاهلية او تعمل على نثر بذور الفتنة بين القبائل و تبني العصابات الإجرامية و المتفلتين و المحكوم عليهم بالإعدام لتنفيذ تلك الاهداف و التستر على الجرائم الكبيرة التي ترتكبها عصابات الجنجويد وقوات الدعم السريع وجل هؤلاء لم يكونوا من مؤسسي ثورة الانقاذ المخلصين بل من الذين تم إستقطابهم في مرحلة من المراحل و اصبح خطابهم إنقاذيا" إسلاميا" ولكن أفعالهم شيطانية يتظاهرون بمخافة الله ولكنهم ابعد الناس الى ذلك سبيلا. هؤلاء الانتهازيين أستغلوا اوضاعهم هذه و التمكين الذي وجدوها من الانقاذ في إقصاء و إبعاد منسوبي الحركة الاسلامية الاصليين من المواقع السياسية و التنفيذية العليا مستخدمين في ذلك كل اساليب التنكيل مثل كتابة التقارير الكاذبة و الملفقة و دبلجة الصور الخليعة لزعماء الاحزاب السياسية حتى يوحون الى الشعب بان المعارضة السياسية في السودان كلهم سكارى و زناة و صعاليك يحبون النساء و ليس لهم برنامج وطني و لو تتذكرون كيف فعلت إعلام الانقاذ في بداية التسعينيات من القرن الماضي دبلجة صور رقص للسيد الصادق المهدي عندما كانوا في التجمع الوطني المعارض و بعد مجئي السيد الصادق المهدي وابرام الصفقة مع النظام اعتذر النظام لذلك الفعل الشنيع ولم يقم بمحاسبة الذين قاموا بذلك من الناحية الاخلاقية و القانوينة. (3) في دارفور قام الانتهازيين و الفاقد التربوي بشن الحرب على العلماء من ابناء دارفور و المفكرين و اصحاب الحكمة و الرأي من الادارة الاهلية حتى تخلو لهم الساحة السياسية و اصبح ذلك متسقا" مع ما يجري في قيادة الدولة. أين اولئك الذين اسسوا الحركة الاسلامية في الانقاذ لذا من الطبيعي ان يستشري الفساد بكل صنوفه في الدولة و يتمكن أولئك الانتهازيين و الفاقد التربوي من تحقيق أمجادا" لأنفسهم ولم يكن ليحلموا به لو لا تلك الادوار التي يؤدونها للإنقاذ فتبوأوا أعلى المناصب فكانوا ولاة" و وزراء مركزين و ولايئين و معتمدين و مستشارين و كونوا لانفسهم ثروات هائلة من الاموال التي نهبوها من خزانة الدولة بمبررات أمنية غير قابلة للمراجعة و المساءلة القانونية و امتلكوا البنيات الشاهقة بالخرطوم و دبي و القاهرة وتركيا و ماليزيا. (4) إذا اردنا ان نسوق مثال لذلك فالامثلة كثيرة على المستوى القوي ودونكم فضائح الاراضي التي كشفتها الصحف مؤخرا" و فضيحة المخدرات بالهاويات و محامي الشيطان الذين لا تقل اتعابهم عن المليار و فقه التحلل و السترة. اما على المستوى الولائي في دارفور فالامثلة كثيرة منهم عثمان يوسف كبر والي شمال دارفور الحالي و الشرتاي جعفر عبدالحكم والي وسط دارفور الحالي. لكننا في هذه السانحة سوف نتطرق الى والي وسط دارفور و من ثم نتطرق الى السلطان كبر في الحلقات القادمة والذي يملك قصورا في مدينة النخيل بدبي كما زعم الشيخ موس هلال. (5) الشرتاي جعفر عبدالحكم والي ولاية وسط دارفور الحالي و لثلاثة دورات متقطعة يعتبر من الانتهازيين السياسيين و من الفاقد التربوي فهو من اكثر الانتهازيين براعة و تطرفا" في القيام بتنفيذ الادوار الخبيثة و الماكرة التي حسب اعتقاده تقربه من دوائر صنع القرار بالخرطوم حيث تمكن من انتزاع لقب رجل الدولة من الانقاذ وسمي بإبن الانقاذ المدلل لا لشيئ سوى انه ينفذ ما تريده الانقاذ بالحرف ذاك اللقب كلفه ان يكون احد المطلوبين الخمسين للمحكمة الجنائية الدولية لما اقترفه من قتل و تشريد لبني جلدته و اهله من الفور. مسيرة الرجل اتسم منذو طفولته بالاضطراب النفسي و الاجرام حيث فصل في المرحلتي الابتدائية و الثانوية بسوء السلوك و تمكن بالكاد من الحصول على الشهادة السودانية بنسبة اقل من 50% ليصبح استاذا" في المرحلة الابتدائية وكان ينتمي للحزب الاتحادي الديمقراطي ولكن بعد مساهمته في القبض على المناضل داؤد بولاد عام 1992م و تسليمه لقيادة الانقاذ وتم اعدامه في جبال سرف ماجن بمحلية مكجر ومنذ ذلك الحين اصبح الشرتاي جعفر عبدالحكم من ابناء الانقاذ يفعل كما يشاء ويخلق الاضطرابات القبلية في دار مساليت ودار ديما و دار كوبرا ولا احد يحاسبه. نواصل المرة القادمة عن السلطان محمد يوسف كبر و القائمة تطول. [email protected]