في العاشر من يوليو الجاري وقع مجلس الصحوة الذي يتزعمه الشيخ موسى هلال مذكرة تفاهم مع الحركة الشعبية شمال.. الصورة التذكارية للمذكرة شملت رئيس الحركة الشعبية مالك عقار بجانب اسماعيل اغبش مندوب موسى هلال واللواء جقود الذي وقع أنابة عن الحركة الشعبية..قطاع الشمال دشن المذكرة بأقل قدر من الضجيج لان الطرف الاخر المتمثل في الشيخ موسى هلال يحمل معه عدد من الصفات أدناه عضو بالبرلمان السوداني ومستشار بالحكومة السودانية مع دور معروف في تفاصيل يوميات الحرب في دارفور. خطوة التقارب بين شيخ قبيلة المحاميد وقطاع الشمال استفزت بعض النخب الدارفورية المعارضة التي رأت فيها انتهازية لم تراع لمشاعر ضحايا الحرب في دارفور ..في اقل من اسبوع جاء الرد بريطانيا حيث أصدرت وزارة الخزانة البريطانية قرارا بتجميد أرصدة الشيخ موسى هلال بحانب ثلاث اسماء من تيارات اخرى ..التجميد صاحبه قرار اخر بحظر دخول الشيخ هلال الى الاراضي البريطانية.. تلك الخطوة الاولى والتي من الراجح تعميمها على دول الاتحاد الأوربي وفي مرحلة لاحقة الولاياتالمتحدةالامريكية الا ان السؤال من الذي حرك ملف موسى هلال في العواصم الأوربية في هذا التوقيت..شيخ موسى في حالة بيات حربي منذ اشهر طويلة.. بل هو الان اقرب للمعارضة من الحكومة..بل ان اسمه قد تردد من قبل في أروقة المنظمات الدولية باعتباره عنصرا فاعلا في يوميات الحرب الاهلية في دارفور ومع ذلك لم يتم إشهار بطاقة عقاب في وجه ..اغلب الظن ان *النخب الدارفورية الغاضبة نفضت الغبار عن ملف موسى هلال وعبر علاقاتها الواسعة مع صناع القرار ومنظمات المجتمع المدني جعلت الإدانة تسقط على راس الرجل الذي لم يكن تنقصه معركة جديدة. في تقديري ان الإدانة البريطانية لموسى هلال أحرجت قطاع الشمال كثيرا.. وان كانت قد حدثت من قبل لما تجرأت الحركة الشعبية في التواصل مع موسى هلال من حيث المبتدأ ..وذلك لان الخطاب السياسي للحركة الشعبية وكل حركات دارفور العسكرية قائم على تقمص دور الضحية في الحرب الدائرة ..دون مقدمات يجد التحالف الجديد ان عليه ان يدافع عن وجود شخص وكيان يحمل مواصفات موسى هلال المثيرة للجدل. من هنا جاء بيان الاستاذ عبد الواحد محمد نور قائد حركة تحرير السودان ..البيان حمل مفاجاءات وتناقضات..المفاجأة ترحيبه الشديد بالتحالف الجديد بين الحركة الشعبية وموسى هلال..تكمن المفاجأة ان عبد الواحد نور كان المسوق الرسمي لظاهرة الجنجويد و احتلال اراضي القبائل الافريقية المصحوبة بحرق القرى الآمنة تمهيدا لتطوين قبائل عربية زاحفة من غرب افريقيا..في وقت سابق تم ربط كل ذلك بأحكام ومع سبق الإصرار والترصد *بصورة شيخ قبيلة المحاميد موسى هلال. حوي البيان عدد من التناقضات ..بعد الترحيب بمقدم موسى هلال الى صفوف المعارضة المسلحة تم دمغه بانه مارس الابادة الجماعية في دارفور وان محاكمته ستتم لاحقا..ثم إشارة عنصرية غامضة حوت الترحيب بجهد جميع ابناء دارفور في الحكومة ان تحولت بندقيتهم الى صدر الخرطوم مع وعد بالحساب اللاحق الذي لن ترفعه حسن الخاتمة السياسية. في تقديري ان بيان عبدالواحد لم يرضى أحدا.. موسى هلال لن يقبل ان يصبح حصان طراودة يحقق احلام الاخرين في السلطة ثم يذهب الى السجن حبيسا....البيان *اجتمعت فيه العنصرية والانتهازية وسوء التقدير السياسي.. أسوا الساسة هم من يتحدث في الوقت الخطا بحديث غير متماسك آخره يهد اوله.. وهكذا فعل عبد الواحد نور. (التيار) [email protected]