فى زيارة رسمية للعاصمة الفرنسية باريس بتكليف من مركز السلام والديمقراطية ومكافحة الإرهاب , إلتقيت بالأخ القائد/ عبد الواحد محمد أحمد النور , رئيس ومؤسس حركة/ جيش تحرير السودان , هذه الزيارة الميمونة عرفتنى عن قرب بهذا الفتى الجسور الذى لا يخشى فى الحق لومة لائم , فهو رجل صادق ذو قيم ومثل وأخلاق فاضلة يعرفها عنه العدو قبل الصديق , ظل فى مواقفه الثابتة والمعهودة ولم يتحرك عنها قيد أنملة , مدافعاً عن مواقفه وحقوق شعبه العادلة وقاوم كل تيارات الإنجراف والإنحناء والتركيع , ورفض كل التسويات الجزئية على حساب شعبه مما أكسبه إحترامهم وتقديرهم , ونال إحترام كل الذين يؤمنون بالتغيير وحتميته. أستطيع أن أقول وبالفم المليان أن عبد الواحد هو قائد سفينة التغيير وخليفة القائد الراحل د/ جون قرنق بما عرف عنه من قيم وأخلاق ومبادىء يعز عليه التنازل عنها مهما كانت المؤامرات والضغوطات الإقليمية والدولية , فهو يرتكز على تأييد جماهيرى عريض من أقصى الجنينة غرباً إلى طوكر شرقاً , ومن بحيرة أبيي جنوباً إلى حلفا شمالاً , فضلاً عن ملايين المشردين فى معسكرات النزوح واللجوء ودول المهجر. هذه الزيارة القصيرة الطويلة تأكد لى بما لا يدع مجالاً للشك بأنه لم ولن يتنازل شبراً عن حقوق شعب السودان وبناء دولة المواطنة المتساوية , والحريات الفردية والجماعية , وحق النازحين فى التعويض الفردى والجماعى ورجوعهم إلى حواكيرهم التى طردوا منها , ومحاكمة الجناة فى المحكمة الجنائية الدولية , والمصالحات بين جميع مكونات الشعب السودانى عامة والمجتمع الدارفورى بصفة خاصة . تأكد لى بأن جزوة نضاله لا تزال متقدة لم تفتر بتقادم السنوات , وهو أكثر حماساً وإصراراً على التغيير الشامل وإسقاط النظام عبر كافة الوسائل العسكرية والمدنية والدبلوماسية , كما إنه مؤمن بضرورة التوحد بين كافة قوى المعارضة السودانية بشقيها العسكرى والمدنى , وهو أكثر إيماناً بدور الشباب والطلاب والمرأة فى دفع عجلة التغيير فى البلاد. خرجت منه أكثر إطمئناناً وثقةً فى النصر والتغيير , ودبّ فى روحى الحماس والفخر والإعزاز بهذا القائد الذى ننتظر منه الكثير , وأن الجبهة الثورية السودانية هى رائدة التغيير بلا منازع لما تمتلكه من سعة أفق وعمل داؤوب فى كافة المحافل ومعارك النضال العسكرية والمدنية والسياسية. نحن فى مركز السلام والديمقراطية ومكافحة الإرهاب نرى بأن الطريق الذى يفضى إلى سودان موحد يسع الجميع وسلام عادل وشامل يبدأ بتوحد القوى السياسية والعسكرية فى الأهداف والوسائل والعمل بروح الفريق الواحد والإبتعاد عن الصراعات الجانبية التى تعطل التغيير , والتوحد مع إرادة الشعب فى التغيير الشامل , وإفساح المجال وأسعاً للشباب والطلاب والمرأة والإتحادات والنقابات الوطنية ومنظمات المجتمع المدنى الشريفة , عبر عمل جماهيرى كبير وعصيان مدنى شامل محمى بالآلة العسكرية للجبهة الثورية السودانية يعجل بسقوط النظام وقيام جكومة إنتقالية يشارك فيها الجميع تؤسس لمؤتمر دستورى يناقش أزمات البلاد وتضع دستوراً دائماً متوافق عليه , وتشرف على الإنتخابات الديمقراطية المراقبة إقليمياً ودولياً لتشرق شمس سوداناً جديداً أكثر أمناً وسلاماً وتسامحاً , ونطوى صفحة الإحتراب إلى الأبد. د/ عبد الباقى شحتو جنيف 9 أغسطس 2014م [email protected]