استكمالا لحديثي عن السفارة السودانية بالرياض .. اتصل علي صديق بعد قراءة الجزء الاول وحكي لي تجربته مع السادة موظفي السفارة . حيث اتصل عليهم مستفسرا عن الرقم الوطني فسال الموظف هل من الضروري حضوري شخصيا فرد عليه الموظف بسخرية (لا حا نجيك نحن) وحينما استنكر رده اغلق الخط في وجهه . يومها وانا في السفارة سقط احد الاشخاص وهو شخص تجاوز الستين من عمره . ومنسوبي السفارة جيئة وذهابا لم يكلف احدهم نفسه ليستفسر عن حالة هذا الشخص . تحرك المتواجدون في كل مكان . سألت احد موظفي السفارة هل لديكم طبيب او ملحقية هنا فرد بالنفي وذهب في حاله . اتصل احد الموجودين بالاسعاف فحضرت في دقائق عربة اسعاف واجروا للرجل كل الفحوصات باجهزة ومعدات ادهشتنا ولحقتها بعد دقائق عربة اخري مكتوب عليها الاسعاف المتقدم . فتعجبت من اهتمام وزارة الصحة السعودية بصحة مواطننا وطناش سفارتنا المريب . تتحدث مجالس السودانيين هنا عن كثير من الممارسات التي تتم داخل السفارة وهي اقاويل قد تكون صحيحة الا اني لا استطيع الحديث عنها لاني لا املك دليل عليها . اقلاها تجارة العملة والجبايات التي تذهب لجيوب اناس نافذين داخل السفارة وفي وزارة الخارجية . اضافة للتلميح في نزاهة واخلاقيات عمل الكثير منهم وهو امر مؤسف ان تنهار الثقة بين المغترب وسفارته الي هذا الدرك . من يدخل السفارة يجد مبني صغير لانجاز العديد من المعاملات لعدد ضخم من الناس يقدر بالملايين .. اراضي ، بنوك ، جامعات ،جوازات ، عقود زواج ،توثيقات ، مكتبة .... الخ في مساحة لا تزيد عن 200 متر مكاتب وصالة انتظار . وحينما يقارن الشخص معاملة السفارات الاخري لمنسوبيها يصيبه الاحباط . خاصة عند الحديث عن السفارة الفلبينية التي يتحرك سفيرها شخصيا لاقل مشكلة يتعرض لها احد مواطنيه . لذا تجد الفلبيني هنا في الخليج له وضعه وكل شخص يضع له الف حساب . وضع السودانيين في الخليج هنا متميز لانهم بنوا ثقة وعلاقات وطيدة في هذه المجتمعات ووجدوا احترام وثقة الجميع لتميزهم وحسن معاملتهم للاخرين ، امانتهم ، نزاهتهم . وكفاءتهم . وهذا ارث صعب ان يتم تدميره الا ان سلوك حكومتنا وسفارتها قادر علي ان يدمره في فترة وجيزة . سنقول في الختام كيف يستقيم الظل والعود اعوج . والمثل السوداني يقول خربانه من كبارها ولنا عودة اخري لكثير من شجون ومشاكل المغتربين .