حفلت صحف العاصمة منذ تفجر ازمة الخريف بالخرطوم بالتصريحات المجلجلة من المسئولين والمحفزة للغدد الصماء لإفراز هرمونات الصبر الجميل ،ومما شد انتباهي كثيراً وأنا اطالع تلك الصحف في الأسبوع الماضي التصريح القوي لمعتمد الخرطوم نمر الذي حاول فيه جاهداً ان يبري واليها د.الخضر من مسؤوليته تجاه ما احدثته السيول من قتل و دمار وخراب بالعاصمة القومية وأيضا يبعد عنه ما الصقته به الاحزاب السياسية المعارضة للحكم في الخرطوم والقوي الحية بالمجتمع من تقصير في مسؤولياته تجاه مواطنيه،وجهر امام نواب الشعب "الفضل" بالولاية بأن الوالي صرح لهم بأنه سيستقيل من منصبه إذا "أنقدا البحر من أي جهة في الخرطوم " وبالتالي ستستقيل كل حكومة الولاية ولكن ما يضحك حد البكاء هو ان حكومة ولاية الخرطوم وواليها ونمرها ايضا هم اخر من يعلم بما يحدث فيها فالبحر الذي يتحدثون عنه "انقدا فعلاً " من حيث هم لايدرون ومن حيث لا تدرك اجهزة رصدهم لمعدلات ومناسيب المياه في اطراف العاصمة الناتجة عن السيول والأمطار التي استعصت علي الحواجز الترابية والترسانية وما منطقة "الصالحة" بأ م درمان وما حدث فيها إلا خير دليل علي ان الحكومة نائمة في عسل التصريحات الجوفاء وتنتظر الهبة لنجدة المواطنين بعد الفيضان وليس قبله او اثنائه ولو اكتفي نمر بذكر مجهودات محليته في الجاهزية للسيول لكان خيراً له من ان يدخل في دفاع غير مجدي وجدل بالتأكيد هو وحده من يخرج منه خاسراً وليس الوالي الذي فضحته من قبل ازمة السيول الحالية سيول العام الماضي التي لم يجف مائها من احياء الخرطوم حتى الان إضافة الي قضية التحلل الشهيرة التي وئدت بليل ولم تظهر حقيقتها حتى الان وقضية "بصات الوالي المسكوت عنها" وغيرها من القضايا التي تجعل الخضر يتقدم باستقالته طوعاً واختياراً دون ان ينتظر "بحر الخرطوم حتى ينقد " ولكن هيهات ان يستقيل الخضر او يقال من منصبه ليس لأنه "كفؤ وناجح في منصبه" ولكن لتوازنات سياسية يخبرها الوطني دون غيره برغم ان الخضر فشل فشلاً ذريعاً في إدارة العاصمة كما فشل من قبلها في ولاية القضارف وخرج منها بعد خلافات كبيرة مع رئيس مجلسها التشريعي كرم الله عباس . وبلا شك فإن الاسلوب الحضاري لنواب الخرطوم بالمجلس التشريعي في التصدي لازمة الخريف والأزمات التي تمر بها العاصمة واحدة تلو الاخري والذي احتفت به الصحف والمتمثل في التوبيخ والزجر لحكومة الولاية والتنديد بتقصيرها البائن للعيان وتحميلها المسؤولية عن ماحدث دون ان يحرك احد النواب "ابهامه " بحزم وشدة ليطلب من رئيس المجلس ولو علي سبيل الدعابة سحب الثقة عن حكومة الولاية "وهو اقل قرار يصدر عن نواب يحترمون ناخبين ادلو بأصواتهم لهم ووثقوا فيهم " .. وهذا الاسلوب الحضاري حتماً يستحق من المواطنين الوقوف لخمسين دقيقة "فرحة وانبساطاً" في وسط الامطار والتصفيق الحار للجهاز الرقابي الذي نجح في محاسبة الحكومة وحفظ للمواطنين الضعفاء حقهم في العيش الكريم بين ركام منازلهم المدمرة وبرك مياه الامطار الاسنة . ومما لاشك فيه ان خريف هذا العام كشف حرص المسئولين في الدولة علي صحتنا وكذا عدم معرفتنا نحن كسودانيين بأساليب التغذية الحديثة والصحية وكيفية الاستفادة من ما يجود به الخريف من خيرات وشكر المسئولين عليها بدلاً من كيل الشتائم لهم ونعتهم باسواء الاشياء وتوبيخهم وسبهم فهم احرص منا علي مصلحتنا وما المعلومة الخطيرة التي صرح بها وزير الصحة بولاية الخرطوم د. مامون حميدة بغناء الضفادع بالبروتينات إلا دليل علي ذلك وهي بمثابة وثبه حقيقية لمصلحة المواطن و"جيبه المقدود اصلاً" فبدلاً من ان يتكبد مبلغ (80) جنيها لشراء كيلو لحم او (5) جنيهات لشراء نصف طلب فول للحصول منه علي البروتينات المهمة لصحته وبناء جسمه عليه ان يستغل فرصة عبور مياه الامطار الي فناء داره ويشرع في وضع الشرك لاصطياد الضفادع كي يحصل منها علي البروتينات ولكن اهم شئ لم يذكره لنا د.مامون حميدة في وصفته السحرية للحصول علي البروتينات هو كيفية الحصول عليها من الضفادع هل عن طريق شويها او سلقها او اكلها دون طهي وهو ما نتمنى ان نراه عملياً عبر برنامجه الغير مشاهد بتلفزيون السودان "صحة وعافيه " كي تعم الفائدة جمهور الشعب السوداني "الفضل". [email protected]