بعد ان اصبح اعلان او وثيقة (باريس) واقع ملموس و استشفت الانقاذ مدي الخطوره التي يشكلها الاجماع الغير مسبوق من قوي العمل المعارض السودانيه و التجاوب الغير مسبوق من قبل الشارع العام السوداني الذي يعول كثيرا علي مخرجات الاعلان بالاطاحه بنظام البشير الذي اوصل البلاد و العباد الي هذا الدرك الضارب في الانحطاط علي كافة الاصعده ... و كعادة النظام عندما يشتد عليه الخناق يبحث عن بالونات و فقاعات انصرافيه لالتقاط انفاسه المنهكه من اللهث وراء تدمير و سرقة مقدرات البلاد و الاهم من ذلك إذلال السوداني بدنيا و نفسيا علي مدار ربع قرن من الزمان .. و ما زال النظام يمارس تجارته المحببه العبث بالدين محاولا الخروج من الخناق المفروض عليه من كافة الاصعده محليا و دوليا و ذلك بإعلان اقفال المراكز الايرانيه في السودان في محاوله يائسه لايهام المواطن بانه حادب علي امر دينه الذي لوث مفرداته طوال فترة حكمه و توسلا من المجتمع العربي الذي لفظه و الاهم من ذلك خوفا من اسرائيل التي توعدته بضربه ماحقه قد تذلل الطريق للجبهه الثوريه في اجتياح العاصمه بعد ثبوت النظام بالادله الدامغه في تورطه بتسهيل مرور الاسلحه الايرانيه الي حماس و التي يتم تجمعيها في منشئات عسكريه سودانيه ايرانيه في اطراف الخرطوم .. الوجود الايراني الكثيف في المؤسسه العسكريه الخاصه ب(البشير) و الانشاءات التي يقوم بها الايرانين في شمال الخرطوم في منطقة الجيلي بالتحديد و الميناء الجديد في بورتسودان و سلاح الطيران الايراني المتعاون الذي يمثل نقطة تفوق النظام في العمليات الجويه في جبهات القتال في المحاور الثلاثه (دارفور _النيل الازرق _ جبال النوبه) و لاتنس الصناعات التحويليه من نفط و تجميع السيارات و التي لايران القدح المعلي في كوادرها كخبراء في هذه المجالات و تيسير امدادات السلاح بالنسبه للنظام من دول الاتحاد السوفيتي السابق و الكثير غير المعلن مما يجعل في ظل هذه الظروف و المعطيات فك ارتباط (البشير) من ايران ضرب من ضروب الاستحاله .و لا ننسي ان البشير يمارس بعلاقته ب إيران نوع من انواع الابتزاز لدول الخليج و اخرها فتح المياه الاقليميه لاستقبال البوارج الايرانيه باعتبار ان ايران مهدد حقيقي لدول المنطقه و اعطاءها مساحة مناوره جديده في البحر الاحمر و السعي من خلال ذلك لكسب ورقة مناوره و ضغط من قبل النظام علي حكومات المنطقه لتمرير اجندات كلها تدور في فلك الكسب الاقتصادي و المادي من خلال ديون من الصناديق العربيه و التي تصب في جيوب الافراد و التنظيم فقط .... الحديث الصادر من مساعد وزير الخارجيه الايرانيه المختص في الشئون الافريقيه يؤكد متانة العلاقه بين الخرطوم و طهران و ان دور الاشعاع الشيعي تمارس نشاطها بكل اريحيه و سلاسه مما يؤكد ادمان النظام للكذب استنادا لرزانة التصريحات التي يمارسها المسئولين الايرانيين من خلال متابعتنا لملف طهران النووي .البشير ادمن الصفقات الفاشله ابتداء من تسليم كارلوس لباريس و لم ينل المقابل و تسليم قوائم الجماعات المتطرفه و الارهابيه للولايات المتحدهالامريكيه في عهد مدير مخابراته السابق (قوش) و لم تحدث المقاربه المطلوبه و رفع اسم السودان من العقوبات و اخيرا بتر الجنوب و كل الوعودات التي ابرمت في نيفاشا من قبل المجتمع الدولي و الحوافز التي وضعت في طاولة التنازلات من قبل النظام لم تترجم الي ارض الواقع و ضاع الجنوب هباء منثورها .. لذلك بأن يضحي النظام بحليف استراتيجي له ثقل اقليمي و دولي مثل ايران و في هذا التوقيت بعد انهيار المخطط الاخواني العالمي في حكم الرقعه العربيه و السرطان الاقتصادي المزمن الذي يعاني منه السودان و النظام بالاخص يجعل ان التضحيه ب(ايران) اخر كابوس يمكن ان يصيب النظام .. قد تكون محاوله من الانقاذ للالتفاف حول اعلان باريس و الحد من الزخم الدولي الذي صاحب اعلان الوثيقه و التخوف ايضا من قبل الحراك المكوكي من (الصادق المهدي) في المنطقه العربيه و الذي يحظي الاخير بنوع من انواع القبول و الاحترام من قبل المسئوليين في تلك الاقطار مما سوف يزيد الخناق علي النظام و تثبيت العزله مما يدع فرضية السقوط واقع لا محال منه .و اضف الي ذلك البحث عن وحدة جبهه داخليه بعد استنزاف كل كروت الابتزاز العاطفي من هجليج _المحكمه جنائيه_ابكرشولا و كل الفرقعات الاعلاميه التي تعاملت معها الانقاذ كمسكنات مرحليه ...و الان اتجهت الي وترها المحبب الدين في محاوله اخيره لتنفيس الاحتقان في الشارع العام السوداني جراء التراجيدي الاقتصاديه التي تعصف بالمجتمع السوداني و التي تحدث عنها عراب التنظيم (الترابي) في وقت سابق أبأن انفصال الجنوب مبشرا بثورة الجياع التي لن تبقي و لن تذر ... اذا كل الاحتملات مفتوحه و لكن المشهد الاقتصادي هو الابرز في السيناريو لان الانقاذ تستمد قوتها من الاقتصاد الذي بدا يتسرب من يدها كتسرب الرمل مما فرض واقع مظلم للنظام الذي بات يستجدي المعارضه التي اصبحت في موقف اقوي من ما كانت و ارسال الموفدين ك امثال (غازي)و غيرهم الي طاولات التفاوض بحثا عن وقت للمناوره والبحث عن مقويات للاقتصاد حتي الانتهاء من مسرحية الانتخابات المعروفه نتيجتها منذ امد لثبيت و اضفاء شرعيه يجاهد النظام منذ استيلائه علي السلطه لاقرارها ... الانقاذ ان كانت تؤمن بالتحاور او الرائ الاخر لما استولت علي السلطه كاللصوص في بهيم الليل و اجهضت شرعيه منتخبه و لا قتلت في كل ارجاء الوطن بدم بارد او استباحت الحرمات من اعراض و اموال عامه ولا فرطت في وحدة وطن كنا نفاخر بحدوده لذلك الجلوس مع النظام اضاعة وقت و مزيد من الانهيار للوطن و اعطائهم فرصه لترتيب اوراقهم المبعثره .. لذلك خيار الانتفاضه الشعبيه هو الحقيقه الوحيده ... [email protected]