بسم الله الرحمن الرحيم هنا طلعت راجل طيب ... يا استاذ عثمان ميرغني الباشمهندس عثمان ميرغني رقم لا يمكن تجاوزه في الصحافة السودانية.. وتحظي موضوعاته المنشورة بأعلى نسبة من التعليقات..حسب إحصاءات الصحف الإليكترونية..اتفاقاً أواختلافاً لا فرق..فالمقصود هنا الحيوية في الطرح والموضوع.. وهو يحسن صنعاً في الإفادة من هذا الجانب ويأتي دوما بما يراه جديداً ..ولا يكف عن الاقتراحات..وهو منحىً يميزه بين الكتاب لانه مهموم بتقديم الحلول والبدائل..بدلاً عن الاكتفاء بتعرية المواقف التي ما عادت تحتاج إلى مزيد من التعرية.. لذلك يهتم الكثيرون بقراءة عموده الراتب وأنا منهم.. (وراجل طيب) الذي أقصده هو ما يعنيه إخوتنا المصريون..وهو ضليع في فهم مغازي كلامهم..كونه درس في مصر..أما ما يجعله طيباً هنا ..فهو اقتراحه الذي ما برح يقدمه ولا يمل تكراره في أكثر من مقال بخصوص الانتخابات النصفية ..ليس لكونه غير معقول ..لأنه عين العقل بنظري..ولكن لأنه يحاول تسويق بضاعة ثمينة .. في سوق لا مشترٍ فيها..ولا زبائن لها ..ودون دراسة لنوع المشترين واقتراحه فيما يلي الحكومة ..ينبني على تنازل الحزب الحاكم عن نصف مقاعد البرلمان ..ليتنافس عليه معارضوها ..كون البرلمان هو جهاز التحكم في الحكومة ..ما يعني أن الحكومة ستكون مقيدة..وبعد عامين .. ستحصد كل مجموعة نتائج أدائها..فاما يعود الحزب الحاكم للسيطرة على البرلمان..أو تسيطر المعارضة علي البقية.. هذا ما يجعلنا نقرر أن الاقتراح مبني على تجاهل حقائق بينه عن الحزب الحاكم وأعضاء البرلمان ..ولن نتحدث عن وزراءه كون الموضوع لا يتعلق بهم..فالاقتراح يفترض أن نواب الحزب الحاكم.. يمثلون أنفسهم ودوائرهم ..ويختلفون عن بعضهم وفقاً لأفكارهم ومصالح من يمثلونهم كما هي العادة في البرلمانات.. التي تتعب الحكومات كثيراً في نيل رضا أغلبية نواب الحزب في أي شأن ..وقد تسقط مشاريع حكومية لعدم نيل التأييد الكافي من أعضاء الحزب في البرلمان..لكن نظرة واحدة لنواب الحزب وطبيعتهم ..ومراجعة واحدة لتصفيق نواب الحزب بإجازة قرارات تثقل كاهل الشعب تبين ذلك.. وليس ذلك لعيوب في النواب بالضرورة.. أو في كفاءتهم العلمية..بل طبيعة التحالف الذي أتى بهم... والوزراء كذلك..فهم نتاج تحالفات للنظام الحاكم مع جهويات وقبليات ..واتفاقات مع حركات مسلحة سابقة ..فأصبح كل الأمر محاصصة..لذا أصبح البرلمان لا يقبل القسمة على إثنين من اساسه.. ببساطة لأن الحزب الحاكم عندها سيكون في مأزق السؤال عن أي الجهات يسقطها من حسابه ..ليقدمها هدية للمعارضة..حزبية كانت أو مسلحة.. ونظرة واحدة في ترشيحات الولاة في مؤتمرات الحزب الحاكم تغني عن البحث أكثر..فكل الولاة..عملوا على استقطاب ولاءات ومجموعات بشتى الوسائل ... فقدموا صورة شوهاء عن الديمقراطية في الحزب .. وأقفلوا أبواب الحديث عن الإصلاح بالضبة والمفتاح.. ولا تخلو المعارضة نفسها من هذا الداء ..فهل كانت الأحزاب التقليدية تقدم غير أبناء النظار والشيوخ أو من هم مرضي عنهم من السادة نوابأ مرشحين؟ وهل اضعف تجمع المعارضة ما هو متجاوز للمحاصصة في دعوات إعادة الهيكلة..خاصة من الاحزاب التقليدية ..لذا يصلح إقتراحك في بلد لا تعاني تكويناته الحزبية من هذا الداء العضال ..أما في حال نظامنا ومعارضتنا الراهنة..فإن مثل هذا الاقتراح..يجعلك مجرد راجل طيب..ولك دوماً الود والتحية.. [email protected]