الحمدلله والصلاة والسلام على رسوله الكريم سيد المرسلين .. أبدأ بالتساؤل إن كنَّا نحن شعب أدمن الفشل؟ وهل فشل الأنظمة الحاكمة التي تعاقبت علينا قد ألقت بظلالها علينا كشعب فاختلطت علينا الأمور ما بين واجب وحق وما بين سخرية واستهزاء وتهكم؟ نجد أنه تمر علينا الأحداث وتداعياتها وهي تتكرر سنويا بصورة طبق الأصل لسابقتها ! وتطالعنا نفس التصريحات والتبريرات في صورة مملة و(ممجوجة) .. وذلك منذ أيام حكم المرحوم نميري ، عندما كنَّا نسمع أيام انقطاع التيار الكهربائي بأن الطين والوحل يعوق حركة المولدات بخزان الروصيرس وأن الهضبة الأثيوبية موعودة بأمطار غزيرة من شأنها أن تجلب الطمي الذي يسد ويغلق تلكم المولدات ... ثم نأتي للفيضانات التي حدثت وتحدث سنويا في الفترة الأخيرة ويأتي لنا من يقول بأن الأمطار أصابتنا على حين غرة و(فاجأتنا) ؟! فتغرق الشوارع وتغلق الطرقات وتتعطل الحركة وتدمر المنازل ويتشرد قاطنوها في مشهد ينفطر له القلب السليم ! و تأتي التصريحات بأن كافة الترتيبات قد اُتخذت لمنع تكرار ذلك ، وأن الوضع تحت السيطرة والولاية والبلاد بصورة عامة جاهزة لاستقبال موسم الأمطار القادم بعد أن أغلقنا كافة الثغرات ! ولكن في الأصل دعونا نتساءل عن كيفية إنشاء الطرق والجسور وشبكات التصريف ؟؟ فالبنية التحتية أساسا منهارة ولم يتم إنشاؤها بالطرق العلمية الصحيحة ، وقامت بذلك شركات ليس لها علاقة بأمور البناء والتشييد ، فنجد شركات خاصة بتجارة السكر تحصل على عطاء بناء طرق وتشييد جسور!! بل نجد أن توزيع بناء تلك الطرق المنتشرة بولاية الخرطوم يتم توزيعها بعطاءات مفصّلة للأصحاب وذوي الفائدة المشتركة مع من يصنعون القرار ، ونلاحظ غياب المنهجية العلمية في إنشاء أي مشروع ، وقد تحدثنا قبلا عن أهمية هذه الأشياء وكيف أن التخطيط والقرارات يجب أن تُبنى على حقائق وبيانات موثوق بها وأرقام وتحليلات لهذه البيانات ومن ثمَّ الحصول على خلاصة حقيقية وقرارات صائبة .. وسنعود لذلك بالتفصيل لاحقا بإذن الله ؛ ولكن دعونا نتأمل حالنا في مجالات أخرى ، ولتكن شيئا مما يعشقه الشعب السوداني وهو رياضة كرة القدم ، وأنظروا معي لمآلات وضعنا فيها ! وغياب التخطيط العلمي وسيادة مبدأ العشوائية ورزق اليوم باليوم .. وإدارات عقيمة نبذت كل ما هو علمي ، وإن تحقق نجاحا أوفوزا هنا أو هناك ، فأقولها بصراحة فإنها تكون ضربة حظ والدليل على ذلك أنه ليس هنالك استمرارية لتلكم النتصارات وهو ما يعرف (Sustainability ) باللغة العلمية ثم ندلف لحال فريق الهلال وهو يصل لدور المجموعات لأكثر من ثمان سنوات ، وأحيانا للدور قبل النهائي ثم يسقط دون تحقيق حلم السنين ، ولكن لم نسمع يوما أن الإدارات المتعاقبة قد جلست يوما لتدرس وتتأمل كيفية الخروج وتشرِّح الأسباب والعوامل التي يمكن أن تكون قادت للغياب عن منصات التتويج ؟ بل نجدهم يثورون عند الخروج وينفعلون ويتم تغيير مدربين ومحترفين وشطب لاعبين ووعد للجماهير بأن العام القادم هو عام النصر وتحقيق الأحلام .. ثم تبدأ الساقية تدور رحاها بنفس الملابسات والسياسات ، وتغييب المنهج العلمي وتجاهل القيام بالبحوث لسبر أغوار العلَّة والسعي لوضع خطة إصلاح نستلهم منها أخطاء الماضي لنستشرف نجاحات المستقبل ؛ ويجدر بنا القول هنا بأننا قد أعددنا دراسات علمية وبحوث منهجية تناولت هذا الأمر علّها تعين في تحقيق الهدف المنشود ، وقد تم تسليمها للعديد من الأدارات المتعاقية على الهلال ، ولكن لم يطرق ذلك جرسا لديهم ... وهذا حال بلادنا في كافة المجالات ولذلك نُلدغ من الجحر الواحد مرات ومرات رغم أحاديث المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام ... اللهم أجعلنا هادين مهتدين وغير ضالين .. حربا لأعدائك وسلما لأوليائك .. نحب بحبك الناس ونعادي بعداوتك من خالفك من خلقك .... والله المستعان من قبل ومن بعد .... وللحديث تتمة .... [email protected]