تكملة لما تناولته في العدد السابق تحت مجري التحديات الإجتماعية المتعلقة بالتنشئة الإجتماعية في البيئات المغلقة وإفرازاتها المتمثلة في التقوقع في الذات ونفسية العداء الفطري تجاه الأخر المختلف،من ثم عرجنا لموسسات الزواج وتبعاتها من إزدواجية معايير الغلاء التي رسمت صورة سالبة في مخيلة الشاب/ة الجنوب سوداني ،واصبح يبحث عن البدائل في شتي بقاع العالم إن سنحة له الفرصة وهنالك قلة نالوا مبتغاهم في دول الجوار ودول المهجر أيضا.ورغم رحلة البحث عن البدائل الخارجية بسبب قوة منعطفات التحديات الداخلية المرتبطة بالعديد من الأوجه الإجتماعية،الإقتصادية والسياسية مع إستسلام الكثير من الشباب في خوض معارك التغيير،تظل عقبعات القيود والموروثات السالبة جاثمة في صدور أجيال المستقبل،ومن إحدي التحديات التي تعتبر إنتهال لحقوق المراة مسألة إهدائها لقبيلة أخري إن كان هنالك قاتل ومقتول وتمت التسوية بين الطرفين مقابل دية لأهل القتيل ترفق معها فتاة جميلة من أهل القاتل كنموذج للتعويض!فالسؤال ما ذنب هذه البريئة؟ أوليس من الأجدي إهداء قطيع من الماشية أومبالغ مقدرة من الأموال،أو حتي قطعان من الأراضي السكنية وما يشابهها مثل الذهب والجواهر كي لايضيع مستقبل فتاة هي ليست جزء من جوهر الصراع،والأنكى والأمر أيضا تلك العادة المرتبطة بالسلاطيين وهو زواج العشرات من النساء وهن في أعمار بكريه فكم من سلطان إقتطف أحلام وردية من شاب في عمر الزهور والمني يكد ويجتهد في الخفاء والعلن لتأمين المستقبل لمحبوبتة يضرب بأحلامه عرض الحائط من اصحاب النفوذ والجاه أو (الأنكولات) بصفة خاصة!!إذن المؤشرين أعلاهما يحتاجان لدراسة متانية حتى يتسنى صياغتهما فى قوانين الدولة مع إحترامنا الشديد لحقوق الجميع في تعدد الزيجات من منطلقات عقائدية أو حتي الاسطورية منها, والتي لها شأن أصيل في تاريخ المجتمعات لا إعتراض عليها إن توافقت مع معايير حقوق الإنسان والإنسانية المتفق عليها دوليا, أي لا يأتي من ورائها ضار/ة أو متضرر/ة،لذا أدعوا الناشطين والناشطات من ذوي النفوس الرفيعة الحالمين بواقع أفضل الإلتفات بصورة جادة وجادة جدا لهذة القضايا المتعلقة ببناء الأمة. ثانياً-التحديات الإقتصادية:- أري أن الظروف التي صاحبت الحروب كانت لها القدح المعلي في غياب المشاريع الإنتاجية في جنوب السودان،خصوصا الزراعية والصناعية التي تمولها الدولة بنفسها أو عبر فتح فرص للمستثمرين الأجانب كي يساهموا في نهضة الإقتصاد بالبلاد،لأن جنوب السودان تمتلك معظم مقومات الإستثمار التي تجذب المستثمر الأجنبي،وكثافة الوجود الأجنبي حاليا يؤكد مقصدي هذا،وعلي اقل تقدير هنالك الملايين من الأفدنة الصالحة للزاعة في أراضي تمتاز بنسبة عالية من الخصوبة،وقد تم وصفهها من قبل إحدي الفنانيين (مصطفي سيد أحمد)مغنيا تراب الجنوب (يُقوم دخن لو زرعتوا الحجارة)، كناية لشدة الخصوبة بالإضافة الي العديد من الانهار العذبة التي تصلح لإقامة السدود وتوليد الكهرباء وبناء مسطحات مائية وأحواض سمكية تمكنها من تصدير الاسماك لمعظم الدول،أضف عليها الثروة الحيوانية والغابية المكتظة بالأشجار والبيئة السياحية التي قد تأتي بملايين الدولارات لو وظفت سياحيا،وكل هذا دون المعادن المتنوعة الموجودة في باطن الأرض،والبترول الذي لم يتدفق منه سوي القليل إضافة لمؤشر قلة السكان الذي بموجبه يصب في زيادة النمأ والتطور السريع في البني التحتية للدولة. وفي تقديري أري أن كل هذة الموارد المهولة تم تغييبها في السابق بصورة متعمدة من حكومات المركز التي تعاقبة علي سدة السلطة في السودان،وهذا أمرٌ غير عادل مما أسفر ثورة مسلحة أنتجت جنوب السودان،وفوق هذا يظل السؤال في مطرحه لماذا تغيب مشاريع التنمية عمدا حتي تاريخ اللحظة؟علما بان الأسباب السابقة قد تجلت بمهر الملايين من أرواح الشهداء واراملهم اللئيء تولين المسؤولية من بعدهم ولم يزلن يرضعن من ثدي المعاناة حتي الأن.!؟وبصورة أخري تستمر الأمهات مرغمات في دفع فاتورة الإستشهاد مما تبقي من أبنائهن وعلي مضت دون أدني إستحياء من الحكام.أما الذين سلموا من الشباب نجدهم منغمزين جبرا في قطارات الفقر والعطالة المقننة،يشاهدون الأجانب يعملون في بلدهم ليلا ونهاراً وهم في الدرك الأسفل من مستنقع العطالة،والدليل علي ذلك كم من الشباب يجلسون علي قارعة الطرقات لفترات طويلة وبصورة مستمرة،وكم من الشباب/ة يملؤن فراغهم بلعب الليدو والكتشينة أمام اغلب البيوتات النائية والحزينة،بالإضافة الي الذين سئموا وملوا الروتين الدائم وشرعوا في تناول الكحول والمسكرات بصورة مفرطة افقدهم التوازن فى السير،فتجدهم مرتميين في الأزقة والأرصفة تحت وهج الشمس الملتهبة غير مباليين!والأدهي والأمر هم حملة الشهادات والتقدميين أصحاب التخصصات تجدهم دائما بعيدين عن مؤسسات الدولة وإن سألتهم يقولوا ليك( البلد دي ما بشهادات كما تغني الفنان/قرنق تينج ولايمكن أن ندار من قبل الأميين بالبنية والشلوت في مؤسسات الدولة, ونحنا ذاتو سئمنا الوضع لأنو حتي ستات الشاي صحباتنا دبرسن مننا لأنو بنقعد لساعات طويلة والموضوع ده بيأثر في دخلهن نسبة لمحدودية كراسي الرزق تبعن.وعشان كده بدينا نفكر في الهجرة عسي ولعل نتخلص من الأزمة الخلت الواحد يكره نفسو ووطنو)هذه مقولة لأحد الشباب المتضجرين من الوضع. وعلي الصعيد اعلاه تجد نفسك مجبرا للتعاطف مع هؤلاء الشباب وأعيينهم تجتر مرارة الواقع العصيب ومدلولاته في معظم الأصعدة،ولكن الإكتفاء بالضجر والإشمزاز من الواقع المأزوم وتكتيف الأيدي في إنتظار الحُلم لايجدي نفعا ولايغير شيئاً إن لم يزيد المتورطين تورطا والعابثين عبثا،!لأن الذين حققوا إستقلال هذا الوطن ومعظمهم من الشباب علي راسهم العملاق الفذ الدكتور/جون قرنق دمبيور لم ينحنوا أو ينثنوا للواقع الأكثر مرارة من الأن،بل نفضوا غبار السنين من أجسادهم ثم تواثقوا علي إسترداد حقوقهم بعزيمة قوية ورددوا قائلين لاينال المجد إلا طالب المجد وقد نالوا ذلك مع إن الكثيرين منهم لم يتهنوا بثمار نضالاتهم وعلي رأسهم قائد ثورة التحرير مانديلا السودان د/جون قرنق رغم رحليه المأسف لكنه يرقد بسلام في تراب الوطن الذي حمل السلاح من أجله،وهو ليس نادما علي مجهوداته الجبارة التي قدمها لأبناء وطنه رغم انه كان يأمل تكملة المشوار! بتحقيق الرفاه والإستقرار لشعبه ووطنه،وهذا ديدن الثائرين والثوار في جبة الزمان.إذ نجد الأسلاف الذين مضوا قد أنجزوا نسبة عالية من أدوارهم،وما تبقي هو مسؤلية الشباب جيل اليوم المتربعيين لإعتلاف الجاهز،أو المتنافسين في تقسيم الكعكة دون بذل أدني جهد!وهذا لايستقيم مع منطق الاشياء, ومطلوب من الشباب التحرك بعجالة تجاه نهضة أنفسهم ونهضة وطنهم،عبر الإنخراط في المشاريع الإنتاجية وإن صُعب توفرها, يجب الإنخراط في إستثمار (الذهب الأخضر)أي الزراعة وأغلب المواطنيين يمتلكون أقساط مقدرة من الأراضي يمكن زراعتها بمحاصيل عديدة طالما الأمطار متوفرة علي مدار العام،وهذا وحده يضمن تأمين المستقبل ويوفر للشباب مقومات التغيير الذي ينشدونة،وكذلك يوفر للمواطن والدولة عناء الإستحياء والخجل في إستيراد الطماطم والشطة الخضراء من يوغندا بالإضافة لإستخفاف الأخرين بشعب جنوب السودان ووصفهم بالكسالي وغير المنتجين، على حسب المقولة (من لايملك قوته لا يملك قراره) ومن هنا تكمن ضرورة كسر هذه القائدة التي لا تناسب الشعب،وعلي هذه الشاكلة نتساءل لماذا يتحمل الشباب الإضطهاد من الأسرة الممتدة،والمجتمع والدولة؟والإجابة قد تبدو واضحة أي بسبب الفقر وعدم العمل وهذا ما يدخل الإنسان في الإستكانة والمذلة!وأعتقد أن هذأ الأمر إنتهاكا لخصوصية الشباب،وصبرك علي الحال العوج ماببقي حل إذن عوجك تعدلوا بي إيديك فما ضيرنا إن عقدنا العزم وشددنا الوثاق وحملنا فؤؤسنا كي نحتطب من أجل مستقبل أفضل وزاهر لنا وللإنسانية جمعا. بقلم/صالح مهاجر خلف الستار 30.10.2014 [email protected]