بسم الله الرحمن الرحيم قارئ قارئ لاحظ أنني في ما كتبته عن أحمد محمد صالح عزوت إلى الشابي ما كان من شوقي وذلك حين حدثت عن تغنينا بالقول: أن الحرية حمراء ولها باب ...الخ . هذه الملاحظة ساقتني إلى ان ادقق في القافية وأعادني ذلك لأن اتذكر ان لشوقي قصيدة رائعة بكى فيها نكبة دمشق ، مطلعها : سلام من صبا بردى أرق **** ودمع لا يكفكف يا دمشق ....................... وللمستعمرين وإن ألانوا**** قلوب كالحجارة لا ترق رماك بطيشه ورمى فرنسا **** أخو حرب به صلف وحمق هذه القصيدة كانت تطربني ويروقني فيها اعتذار شوقي لليراعة والقوافي ف" جلال الرزء عن وصف يدق " . في سوق الذكريات ... من المسؤول عن الخلط؟ عواطف تتعرض لشيئ من الإنفعال ثم تعود" إلى شيئ من الراحة والرضى عن النفس "؟ ام هي هذه الذاكرة ... تعفوها السنون ؟ الثمانون يوم بلغها ذلك الشاعر الجاهلي اعتذر انها قد احوجت سمعه الى ترجمان . ترى! ماذا هي فاعلة بمن جاوزها بكثير ؟ ومهما يكن ، هوالشابي من كنا نستعيد قوله: ان الشعب لوأراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر ، وان الليل لا بد له ان ينجلي ،وان القيد لابد له ان ينكسر ، وأن من يخش صعود الجبال يعش أبدا بين الحفر. وعود لشوقي، فقد توفي سنة 1932 . بالضرورة هو يتحدث عما كان قبل موته ، يوافق ذلك ، إن دمشق كانت في دائرة نفوذ فرنسا يوم قسم اتفاق سايس بيكوبعد الحرب العالمية الأولى بلاد الهلال الخصيب إلى دوائر نفوذ بين دول الاستعمار. بالموازاة ، فإن أحمد محمد صالح يقول : ضربوك لا متعففين سفافة *** لم تأت إثما يا دمشق يداك ورماك جبار يتيه بحوله *** شلت يمين العلج حين رماك وهو حين يدعو دمشق لأن تصبر, ويخبرأن كل طرف باك ، ويصف ما كان في عمان وربا صنعاء وفي الخرطوم ....الخ من تداع لما لقيت دمشق وينتهي بتذكيرفرنسا أن الدهر دوار مع الأفلاك ، ويؤكد لها أنها لولا الإنجليز وحلفهم لذهبت غير حميدة ذكراها احمد محمد صالح في ما يقول - إنما يشير إلى الحلف بين بريطانياوفرنسا بإزاء النازية وهتلر ، وإلى ما انتهى إليه هتلر من غزو لفرنسا سنة 1940 ، وإلى ما وفره الحلف من تحرير لفرنسا سنة 44/1945 . فما تحدث عنه احمد محمد صالح وحديثه ، كان في أربعينات القرن الماضي. شوقي وأحمد محمد صالح يتحدثان عن نكبة دمشق في تاريخين متباعدين، فهل نكبت دمشق مرتين، وفي تاريخين مختلفين ؟ فإن لم يكن ذلك كذلك ، وإنما هي مرة واحدة ، وبما أن شوقي كان اسبق فهل رأى أحمد محمد صالح بأخرة ان يألم لدمشق كما تألم شوقي من قبله ؟( وما حدش أحسن من حد ) إذ الثابت أن أحمد محمد صالح إنما يكتب بعد احتلال فرنسا وتحريرها من ربقة الاحتلال الألماني في منتصف اربعينات القرن الماضي ، وشوقي يكتب قبل ذلك بأكثر من عقد من الزمان . هل من دارس تأريخ او كاتب محقق يعين على الفهم ؟ ومهما يكن، فإني اخطئ ان ظننت انه " كلو عند العرب صابون " . وإلى د. عبد الله علي ابراهيم ، تحية وشكرا على الشهادة . " غاب وجاب " تذكرني قصة في بيتين من شعر الدوبيت ، شكى قائلهما من سوء الحال فقال : يوما كربتيت ويوما عشانا ربيت **** ويوما نسف التابا وعليها نبيت ثم اعلن عزمه على الغياب ووضع لنفسه واحدا من خيارين : إما جبت مالا فرح أم سوميت **** وإما انجدع في جبال تقلي وماجيت وبالقياس إن أنا غبت فأنا جيت وجبت ، وأنت شاهدي . وأما ام سوميت فماعادت تهم ، ويكفي أنه نصر وإن كان من غير جرتق . صالح فرح، أبوظبي في : 20/11/2014