الكثيرون من أهل السودان فقدوا الثقة فى الأحزاب التاريخية القديمه وقد يكن معهم الحق فى ذلك، حيث ظلت هذه الأحزاب تسعى للسلطة حينما تكون (باردة) وسهلة لا تحتاج الى مقاومة وصمود وانما عن طريق صناديق الأنتخابات، لكن ما أن يقفز على مركب السلطه ديكتاتور متغطرس وجاهل فاقد للثقافة والوعى وأدنى درجات الوطنية الا وتجدهم قد تراجعوا وقبلوا به وتوافقوا معه حتى لو أظهروا نوع من المعارضة فى بداية أيامه. رغم ذلك كنا نلوك المر أو كما يقول المصريون (نعصر الليمون) ونقول للأصدقاء الرافضين لقيادات تلك الأحزاب، نحن نقدر عدم ثقتكم فيهم وعدم ضمان مواقفهم ونعلم أن جماهيرتهم قد تدنت كثيرا بسبب تلك السياسات الخاطئة الداعمة لنظام الأنقاذ والتى اطالت من عمره وتركهم للشباب يقتل ويعذب ويرمى فى السجون، لكن ما يجب أن نعترف به هو أن المجتمع الدولى لا يزال يرى بان، أكبر حزبين فى السودان حتى اليوم هما الأمه والأتحادى الديمقراطى – بالطبع دون أى اعتبار لأحزاب الفكه أو الشقق المفروشه – التى تتأسس من خلال (المؤتمر الوطنى) ودعمه. والعالم كله يعلم بأن الحزب الشيوعى مثلا هو حزب الوعى والأستنارة والطبقة المثقفه وله مكانته لكنه يفتقد للجماهيرية الضخمه بسبب التشويش والتضليل الذى ظل يمارسه الأسلاميون على الشعب مستغلين الدين ومنذ زمن بعيد وحتى الأمس القريب بالتصريح الذى صدر من رئيس النظام الذى وصف فيه مزارعى الجزيره الشرفاء بأنهم (شيوعيين) وكأنها سبة وهو يعلم بأن الحزب الشيوعى مسجل رسميا ومن حق اى مواطن أن ينتمى اليه بل من حق ذلك الحزب أن يحكم وأن يصل لأعلى موقع فى الدولة اذا اختاره الشعب وأجريت انتخابات حرة وديمقراطيه. تصريح رئيس النظام (الغبى) ذاك يؤكد بأنه يريد وجود احزاب (ديكوريه) تقنع العالم بممارسة ديمقراطية، لكن ليس من حقها أن تحكم أو حتى أن تعارض. وعلى كل، شئنا أم أبينا فلابد أن نعترف بأن السيد/ الصادق المهدى عضو فاعل ضمن تجمعين كبيرين كان يسوق من خلالهما لرؤيته المؤيدة لنظام المؤتمر الوطنى والرافضة للجبهة الثورية (كاودا)، التجمع الأول هو الذى يضم 100 رئيس جمهورية ورئيس وزراء سابقين فى انظمة ديمقراطية والتجمع الثانى هو ما يسمى بتجمع (الوسطية) الذى يجمع شخصيات اسلامية يظن بأنها وسطية ومعتدله رغم انه يضم شخصية ريديكالية متطرفة مثل (القرضاوى). على كل موقف السيد (الصادق المهدى) الأخير جيد وأفاد المعارضة كثيرا وضيق الخناق على النظام حتى اصبح رئيس النظام يهزئ ويعربد كمجنون لا يعى ما يقول. فماذا لو اتخذ الصادق المهدى ذلك الموقف من زمان ومعه محمد عثمان الميرغنى حتى لو بالبقاء فى الخارج صامتين دون أن يشتركوا مع النظام فى جرائمه؟ على الأقل كان النظام سوف يصبح غير شرعى وانقلابى امام العالم كله وكان التغيير واسقاطه سوف يكون اسهل مما يتصور. والى متى يبقى السيد/ محمد عثمان الميرغنى فى موقفه الأقرب للنظام من شعبه الذى اصبح أكثر شعب يعانى فى الوجود؟ آخر كلام: * ما هو الفرق بين (عمر البشير) و(كمال عمر) شكلا وموضوعا؟ * كيف يفوز (البشير) فى الأنتخابات والشعب السودانى كله يرفضه ويكرهه؟ * قال عثمان بن عفان لواليه (عمرو بن العاص) حينما عزله من ولاية مصر * كيف تحكم قوما وهم لك كارهون؟ تاج السر حسين – [email protected]