يعرض مهرجان دبي السينمائي الدولي المقام في الفترة من 11-17 ديسمبر 2014م الفيلم الانساني "على إيقاع الانتنوف" ، الفائز بجائزة الجمهور لأفضل فيلم وثائقي في الدورة الأخيرة من "مهرجان تورنتو السينمائي" 2014م. فيلم "على إيقاع الأنتنوف" مدته 68 دقيقة من اخراج الشابين حجوج كوكو وخالد شامص من جبال النوبه، والفيلم يوثق حياة شعب "النيل الأزرق" و"جبال النوبة" في المناطق المحررة، ويرصد الأوضاع المعيشية والحياة اليومية في ظل الحرب التي تشنها حكومة الخرطوم منذ العام 2010م. ففي الوقت الذي تتضامن معه الشعوب في مختلف أنحاء المعمورة مع الأزمة الأنسانية بجبال النوبة والنيل الأزرق وعدالة قضيتهم، يبدو أن نظام البشير في حالة من الصمم وتبلد الضمير، ويتجه للسلام بقنابل الأنتنوف وسلاح التجويع والمهوسين دينياً من مليشيات الدفاع الشعبي، فالبشير يرفض حتي الان التوصل الي اتفاق سلام مع الحركة الشعبية تحرير السودان والجبهة الثورية ويرفض دخول المساعدات الانسانية لجبال النوبة والنيل الأزرق، وأعلن عن فتح باب التجنيد لمليشيات الدفاع الشعبي، كرد فعل هستيري لتوقيع نداء السودان ووصف الموقعين عليه من المعارضه بالخونه والخائنين وتوعدهم بالمحكمات والسجن. وثيقة نداء السودان تقر وتضمن الحكم الذاتي لجبال النوبة والنيل الأزرق كحل للأزمة الأنسانية وتحقيق تطلعات المواطنين السياسية والاجتماعية في المستقبل، ولم يكتفي بمهاجمة هذة الفرصة التي يؤيدها النوبة بل بداء التجهيز للحرب من جديد لمواصلة تكريس معاناة مواطني جبال النوبة والنيل الأزرق، وماذال المواطنين يتعرضون للقصف العشوائي كل يوم بالقنابل وبراميل الأنتنوف التي تنسف المؤسسات المدنية ولم تسلم منها حتي الحيوانات، وبلغ عدد القنابل الملقاءه علي روؤس المدنيين 200.000 قنبلة، وهو عدد يفوق عدد القنابل التي ألقيت علي برلين في الحرب العالمية الثانية، وجماعة الهوس الديني ولصوص النظام تقود حملة مسعورة للأستيلاء علي الكنائس ودور العبادة في الخرطوم بالهدم والتعدي لأنشاء مشاريع تجارية بدعوي تشجيع الأستثمار، لتحرم النوبة المسيحين من حقوقهم المدنية والدستورية بأداء الشعائر الدينية كأقلية مسيحية، والتضيق علي النشطاء بالاعتقالات العشوائية لابناء جبال النوبة والتي تتم بصورة متكررة وعشوائية أصبحت جزء من الحياة اليومية للنوبة بالخرطوم وبقية المدن السودانية لمجرد الأشتباه بالانتماء لقطاع الشمال، والتهديد بالقتل والأختطاف والاغتصاب لأقارب وأسر ونساء واطفال المناصرين وأعضاء الحركة الشعبية قطاع الشمال والجيش الشعبي الموجودين بالخرطوم والاقاليم. حكومة البشير تمنح لنفسها من جديد وسام شهادة الأخفاق بامتياز في ادارة البلاد وقتل شعبها، ولم تكتفي بذلك بل تكرر نفس الجرائم الانسانية والابادة الجماعية التي ارتكبها نظام الأنقاذ في دارفور بجبال النوبة والنيل الازرق، وأستخدام سلاح القتل والتجويع والتهجير كسلاح لتحقيق النصر بمليشيات تحمل مقدار كبيراً من الحقد والكراهية الذي مارسته بحق الجنوبين في القرن الماضي وولد غبناً اجتماعياً جعلهم يقررون الأنفصال في عهد البشير العنصري. الفيلم السوداني الأنساني "علي أيقاع الانتنوف" ليس مجرد مشاهدة ممتعه وإتقان لحركة الكميراءات والأضاءة للسير في البساط الأحمر للمهرجانات الدولية وتبادل التحايا وحصد الجوائز، بل نجاح كبير للتضامن الاجتماعي الدولي والجهود الدولية للأستجابة للاحتياجات الانسانية بجبال النوبة والنيل الازرق التي أمتنع نظام البشير في تقديمها، ولأيقاف تحليق الطيران الحكومي والقصف العشوائي الحكومي للمدنيين والمؤسسات المدنية لمنح الحق في الحياة للنساء والاطفال والعجزة الجياع في جبال النوبة والنيل الازرق، وفرصة حقيقية لشباب مؤمن بعدالة قضيته وسيحققون مستقبل زاهر لجبال النوبة والنيل الازرق، عندما يتم وضع حد لهذا لجنون النظام والهوس الديني لانصار ولصوص نظام الرئيس عمر البشير. [email protected]