بقلم: الدكتور نائِل اليعقوبابي *( الإنسان أحوج إلى تجنب ما يضره منه إلى تناول ما ينفعه!..). - جالينوس- .. يكاد عقلي يطق ويطرشق مما أرى وأنظر وأشوف. كل من يصفّ الصواني يقول أنا حَلَوَاني، وكل من يشتغل في الإغاثة ويسرق نصفها يقول لك أنا ثوري، ولما يبدأ بالمزاودة يستطيع تحويل أكبر المناضلين إلى فأر انتهازي، ويطلع هو الأولَ والأخير في عالم النضال... والأدهى من هذا كله، كل واحد يشفط سيجارتين حشيش- في آخر الزمن- يقول لك ومناخيره في السماء: أنا حشاش من النوع أبو كديس!.. وأنا أقول لهؤلاء جميعهم: اتقوا الله، وتواضعوا، وحاجة بقى منفخة وكضب! البارحة، ما لكم علي يمين، من كثرة ما حششنا أنا والشباب (موسى هردبيس وهمفر والكجل والقنوب وأيمن الكاو و توم كُمش وود أبدقلة ونور الدائم أبيض، حسيت الدخنة دايرة تطلع من كل فتحات جسمي، والنشوة صارت تشيلني وترفعني لفوق، لمحل ما بتطير الطيارة، فوق الغمام، وتُفلتني، ووقتها سرحت بتفكيري، وبشعوري، وسلطنت، لحد ما سمعت صديقنا "وليد همبر" يقول: - أسمعوا يا مساطيل يا وهم أنا عاوز أبايع الخليفة أبو بكر البغدادي!!!.. فحسيت حالي مثل الاستك الداخلي (الجُوبْ) لما يجيه مسمار، ويطق، ويفشّ. وبعدين هويت ووقعت على الأرض مثل شوال الدخن.. وسمعت حالي قاعد أصيح: آخ يا يوماااااه، أنا ولدك، انقتلت! وجدعت السيجارة على الأرض، مع أنها ما تزال في وسطها، وووقفت وجدعت حالي فوق صديقي أبو الهنفابر، وشديت على خوانيقه وقلت له: - أسمع.. هووي العبارة دي ما داير أسمعها منك. يا حيوان يا طشمة كيف تبايع واحد لا تعرف عنه أي شي؟.. وكيف تبايع واحد ما بيسمح لك تدخن برنجي، فكيف دايرو يسمح لك تحشش؟ تملص وليد أبو الهنفابر من قبضتي، وابتعد قليلاً إلى الوراء، وقال: - أولاً، ما في داعي تتحِّيوان، وتمد يدك عليّ. خلينا نقعد نتناقش بهدوء. وثانياً أنت واحد بهيمة، لأنك لو كنت تعرف فضائل مبايعة الخليفة البغدادي كنت بتركب على ظهر أقرب ناقة أو حمارة أو دبابة وبتروح إلى الرقة أو الموصل وبتبايعه على الغميضة.. أدهشني هذا الحكي. قلت له: - أنت بتتتكلم بجد؟ قال: طبعاً. أسمع يا أصلي هؤلاء الناس قادمون ليخلصونا من تعقيدات الحياة المتأوربة المتأمركة التي تتدخل في أدق تفاصيل حياتنا. يعني، بعدما يحكمونا عشر سنين من الزمان، ما عاد تشوف في البلد سيارة قاعدة تشفط ولا ولد مسؤول عامل فيها جاكي شان ولا واحد ود أم زَقَدَة عامل فيها جنتمان، ولا راح يبقى إشارات مرور، وبالتالي ما راح يبقى فيه تلوث بيئة، وخزينة بيت مال المسلمين تبقى مليانة دنانير ودراهم، لأن المصروفات التي ما لها طعمة التي تصرفها الدول لقاء قيمة كهرباء وإنترنت وعمولات مصرفية سوف تزول، وكذلك النفقات التي تصرف على تعليم الأشياء الدنيوية الزائلة، وبالنسبة لصناعة القمصان سوف تتطور.. ألم ترَ إلى الموضة الغربية المتفرنجة التي تصنع القميص الذي يغطي أحد كتفي المرأة، فتبرز إغراءات جمال كتفها الآخر؟ نحن سنصنع قمصاناً رجالية بكم واحد، لأن معظم أفراد الرعية سوف تقطعُ أيديهم، لأنهم حرامية حاشاك. ثم إن هناك اختراعاً خاصاً بدولة مولانا الخليفة ربما لا يستطيع أن يتخيله عقل قاصر مثل عقلك. قلت: ما هو؟ قال: بدلاً أن نبني سداً لتوليد الكهرباء التي لا تلزم لنا أصلاً سوف نبني ما يسمى (المِرْجَمَة). وشرح لي أن (المِرْجَمَة) هي مكان خاص لرجم نساء المسلمين الزانيات. فلما قلت له إن ديننا الحنيف قد جعل إثبات وقوع الزنا عملية معقدة، قال لي: أيوة هي بسيطة أكثر مما تتخيل. إذ يكفي أن يعترف واحد من الشباب المتأمّرين بأنه زنى معها سوف تحال إلى (المِرْجَمَة)، باعتبار أن الاعتراف سيد الأدلة. بقي صاحبي "أبو الهنفابر" أكثر من نصف ساعة وهو يعدد لي مزايا مبايعة الخليفة البغدادي، حتى فاجأته بالسؤال: - طيب البنغو والحشيش؟ يعني ما راح يكون ممنوع؟ ففاجأني بالقول: يمكن يكون ممنوع. لكن أكيد مولانا راح يكون عنده أولويات في الحكم. يعني إذا جاؤوه بحضرتك وأنت محشش ومسطول وجاؤوه بزانية تحتاج إلى رجم. معقول يتركها ويضيع وقته بجلد؟ ثم على بين ما يرجموها، بتكون أنت صحيت من السطلة.. وتحلف له يمين أنك مو محشش. شغل عقلك يا زول.. خليك حربي يا أصلي. [email protected]