فجأة تدفقت نكات المساطيل أو «المحششين» في فضاءات مواقع التواصل الإجتماعي وخاصة الواتساب، هذا الدفق اللعين يؤكد إننا أصبحنا أمة من المساطيل والله المستعان، على فكرة مثل هذا الغثاء كان غائبا عن ذاكرة الوعي الجمعي السوداني، لأن إستخدام المخدارت من أصله لم يكن ثقافة مزاجية في السودان، كما كان مستخدمي السموم ومغيبات العقل من الناس « اللي تحت « لكن منذ أكثر من ثلاثين عاما أو تزيد سطعت على سطح الأحداث في عموم السودان، إستخدام المخدرات بكافة أنماطها ، وبرزت في واقعنا البائس انواع من مغيبات العقل لم تكن معروفة على الاطلاق، مثل الكوكائيين والحشيش والمورفين وحقن الماكسفتون والحبوب بكافة أنماطها مثل الزنكال وأخواتها ، والمفارقة العجيبة والتي تجعل المسطول يكركر حتى تتكسر أسنانه وأضرسه من الضحك الهستيري أن المخدرات النوعية المتمثلة في الكوكائيين وغيره من مذيبات العقل تجد طريقها للنخب من الأكاديميين والأطباء والفنانين وطلاب وطالبات الجامعات ودقي يا مزيكا لحن « إنتي يا مسطوله وللا ما مسؤوله «، بينما نجد البنقو الذي كان يتسيد بورصة سوق المساطيل تواري خجلا وأصيب بالكبكابة جراء دخول الأنواع المستودرة ، عموما تشير حيثيات ضبطيات المخدرات إلى أنه من بين خمسة طلاب جامعيين يوجد طالب واحد يستخدم مغيبات العقل، وأتصور أن هذه النسبة نمت وترعرت خلال السنوات الماضية، كما تشير وقائع الضبطيات إلى أن أبناء المغتربين في الجامعات السودانية هدفا يسيل له اللعاب من قبل المروجين والذي منه ، وأن هناك نسبة لا يستهان بها من رؤس الاموال السائبة في السودان مصدرها تهريب وترويج المخدرات اللعينة، أقول قولي هذا لأن حدونا يا جماعة الخير مفتوحة على البحري والقبلي، ويزيد الطين بله أبو بله كمان أن عدم إستقرار الحدود بين السودان ودولة جنوب السودان يساهم في تهريب المخدرات إلى فضاءاتنا ، فضلا عن المروجين والمهربين التقليديين في مناطق النيل الأزرق ودارفور وكردفان الغره، كما أن حيثيات القانون وبنوده لا توجد بها مواد تقطع دابر المروجين والمتعاطين وتجار السموم أولاد اللذين ، عموما دعوني أقول بصريح العبارة أن تفشي نكت المساطيل عبر مواقع التواصل وفقا للخبراء والمختصين تعد وسيلة لترويج المخدرات بطريقة غير مباشرة، يوووووووه يخرب بيوت أهاليكم، المهم ربما يعترض رجل أحمق أو إمرأة شريرة على هذه المعلومة، لكن صدقوني أن تلك النكات المسطولة التي تقدم المحشش على أنه إنسان خفيف الظل وسريع البديهة وبإمكانه نثر الفرح والبهجة في نفوس المحيطين به هي أساس البلاوي الزرقاء ، ولأنني أحد الذين يؤمنون بنظرية « المؤامرة « أتصور أن تجار السموم ومروجيها والمستفيدين من هذا الغسيل القذر هم أساس ترويج مثل هذه النكات على مواقع التواصل الإجتماعي ،مرة أخرى أجزم وأحلق شنبي المنتف لو لم يكن تجار السموم هم الذين يروجون لنكات المساطيل، إذن المطلوب وضع مثل هذه النكات على قائمة الجرائم الإلكترونية لعل وعسى نوقف نزيف « إنتي يا مسطوله « يووووووه .. جاتكم سطله من أبو كديس .