إذا كسب المرتزقة الفاشر يعني ذلك وضع حجر أساس دولة العطاوة    قائد السلام    واصل تحضيراته في الطائف..منتخبنا يؤدي حصة تدريبية مسائية ويرتاح اليوم    عيساوي: البيضة والحجر    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    ماذا قال دكتور جبريل إبراهيم عن مشاركته في مؤتمر مجموعة بنك التنمية الإسلامي بالرياض؟    دعم القوات المسلحة عبر المقاومة الشعبية وزيادة معسكرات تدريب المستنفرين.. البرهان يلتقى والى سنار المكلف    انجاز حققته السباحة السودانية فى البطولة الافريقية للكبار فى انغولا – صور    والي الخرطوم يصدر أمر طواريء رقم (2) بتكوين الخلية الامنية    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    شاهد بالفيديو.. في مشهد خطف القلوب.. سيارة المواصلات الشهيرة في أم درمان (مريم الشجاعة) تباشر عملها وسط زفة كبيرة واحتفالات من المواطنين    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء أثيوبية تخطف قلوب جمهور مواقع التواصل بالسودان بعد ظهورها وهي تستعرض جمالها مع إبنها على أنغام أغنية وردي (عمر الزهور عمر الغرام)    في اليوم العالمي لكلمات المرور.. 5 نصائح لحماية بيانات شركتك    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    جبريل: ملاعبنا تحولت إلى مقابر ومعتقلات    موعد مباراة الهلال والنصر في نهائي كأس الملك !    مسؤول أميركي يدعو بكين وموسكو لسيطرة البشر على السلاح النووي    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الخميس    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الخميس    ستغادر للمغرب من جدة والقاهرة وبورتسودان الخميس والجمع    السوداني هاني مختار يصل لمائة مساهمة تهديفية    الغرب "يضغط" على الإمارات واحتمال فرض عقوبات عليها    وزارة الخارجية تنعي السفير عثمان درار    العقاد والمسيح والحب    شاهد بالفيديو.. حسناء السوشيال ميديا السودانية "لوشي" تغني أغنية الفنان محمد حماقي و "اللوايشة" يتغزلون فيها ويشبهونها بالممثلة المصرية ياسمين عبد العزيز    محمد وداعة يكتب: الروس .. فى السودان    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    «الذكاء الاصطناعي» بصياغة أمريكية إماراتية!    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    السودان..اعتقال"آدم إسحق"    فينيسيوس يقود ريال مدريد لتعادل ثمين أمام البايرن    تعويضاً لرجل سبّته امرأة.. 2000 درهم    الحراك الطلابي الأمريكي    أنشيلوتي: لا للانتقام.. وهذا رأيي في توخيل    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    شاهد بالفيديو.. الفنانة ندى القلعة تواصل دعمها للجيش وتحمس الجنود بأغنية جديدة (أمن يا جن) وجمهورها يشيد ويتغزل: (سيدة الغناء ومطربة الوطن الأولى بدون منازع)    شاهد بالصورة.. بعد أن احتلت أغنية "وليد من الشكرية" المركز 35 ضمن أفضل 50 أغنية عربية.. بوادر خلاف بين الفنانة إيمان الشريف والشاعر أحمد كوستي بسبب تعمد الأخير تجاهل المطربة    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وثائق امريكية عن الديقمراطية الثانية (17): شوقي محمد علي
نشر في الراكوبة يوم 20 - 12 - 2014

وثائق امريكية عن الديمقراطية الثانية (17): شوقي محمد علي
الاسلاميون يعرضون صور مذابح الشيوعيين في العراق
الشيوعيون يعرضون صور اعدام عبد الناصر للاسلاميين
اتهامات بتحالف السفارة الامريكية مع الاسلاميين
من هو شوقي محمد علي؟ هل كان عميلا لامريكا؟
-------------------------------------
واشنطن: محمد علي صالح
هذه هي الحلقة رقم 17 من هذا الجزء من هذه الوثائق الامريكية عن التطورات السياسية في السودان، وهي كالأتي:
الديمقراطية الاولى (25 حلقة): رئيس الوزراء اسماعيل الازهري (1954-1956).
الديمقراطية الاولى (22 حلقة): رئيس الوزراء عبد الله خليل (1956-1958).
النظام العسكرى الاول (19 حلقة): الفريق ابراهيم عبود (1958-1964).
النظام العسكري الثاني (38 حلقة): المشير جعفر نميري (1969-1975، اخر سنة كشفت وثائقها).
هذه وثائق الديمقراطية الثانية، بداية بثورة اكتوبر (1964-1969). وستكون 25 حلقة تقريبا:
وهذه عناوين حلقة الاسبوع الماضي:
-- "كررت للصادق المهدي اننا لا نتدخل في جنوب السودان"
-- "ثوار الكونغو اليساريون هم الذين يسببون مشاكل في جنوب السودان"
-- بداية المشاكل بين الصادق المهدي ومحمد احمد محجوب
-- المهدي: "المصريون يروننا عبيدا. لكن، يحب العبيد الديمقراطية اكثر منهم"
--------------------
(تعليق 1:
بعد ثورة اكتوبر سنة 1964 بستة شهور تقريبا، تاسست، رسميا، الديمقراطية الثانية. وذلك بعد الانتخابات التي اكتسحها الحزبان التقليديان (الامة والاتحادي الديمقراطي)، وخسرها الشيوعيون واليساريون (رغم ان هؤلاء اكتسحوا الانتخابات الاضافية الخاصة بخريجي الجامعات).
لكن، منذ بدايتها، واجهت الديمقراطية الثانية مشكلة وحدة السودان. وذلك بسبب ما كان يحدث في جنوب السودان: "الحرب الاهلية" او "التمرد":
اولا: عبارة "الحرب الاهلية" هي وصف هذه الوثائق الامريكية لها. نظرت هذه الوثائق اليها كصراع بين جانبين: في جانب: الشماليون، المسلمون، العرب، الاغلبية، الاقوياء، الاكثر حضارة، الاستعلائيون. وفي الجانب الاخر: الجنوبيون، المسيحيون، الوثنيون، الاقلية، الضعفاء، الاقل حضارة، الفقراء.
ثانيا: كلمة "التمرد" هي وصف الشماليين لها. كما اوضحت الاخبار والمناقشات في الصحف في ذلك الوقت (وحتى وقت قريب). ونقلت الوثائق الامريكية هذا الوصف الشمالي. وعلقت عليه بانه يدل على استعلاء بسبب مختلف انواع قوة الشماليين: دينية، وعددية، وثقافية، وسياسية، واقتصادية، وعسكرية).
----------------
تعليق 2:
كما اوضحت هذه الوثائق، منذ قبل استقلال السودان، كانت العلاقة بين الشماليين والجنوبيين مشكلة كبيرة. وفصلت الوثائق استمرار المشكلة خلال سنوات الديمقراطية الاولى، والنظام العسكري الاول (عبود)، والأن، الديمقراطية الثانية.
تاسست الديمقراطية الثانية بعد ستة شهور من ثورة اكتوبر. وبعد ستة شهور اخرى، ومع الذكرى الاولى لثورة اكتوبر، ظهرت مشكلة اخرى بدات تهدد الديمقراطية الثانية: المواجهة الحادة بين العقائديين اليساريين (بقيادة الحزب الشيوعي السوداني) والعقائديين اليمينيين (بقيادة الاخوان المسلمين).
وطبعا، كما كان (وكما سيكون)، ظلت توجد علاقة قوية بين مشكلة الجنوب وبين المشاكل وسط الشماليين.
---------------
تعليق 3:
حتى قبل ثورة اكتوبر، كانت هناك مواجهات بين الشيوعيين والاسلاميين. لكنها لم تكن واضحة ومنظمة لسببين:
ولا: خلال الديمقراطية الاولى، لم يكن هناك حزب شيوعي رسمي (كانت هناك الجبهة المعادية للاستعمار). ولم يكن هناك حزب اسلامي رسمي (جاءت بعد ذلك جبهة الميثاق).
ثانيا: خلال النظام العسكري الاول (عبود)، تركز المواجهات في الجامعات والمدارس الثانوية، وخاصة في جامعة الخرطوم، ولم تخرج الى الشارع العام، والى الاقاليم.
لهذا، مع تاسيس الديمقراطية الثانية، انفجرت المواجهات، وتطورت حتى وصلت الى حل الحزب الشيوعي سنة 1965.
----------------------
تعليق 4:
لا توجد وثائق اميركية كثيرة منظمة ومفصلة عن تطورات حل الحزب الشيوعي. توجد معلومات متفرقة، جمع بعضها امريكيون، وجمع بعضها سودانيون كانوا يتعاونون معهم).
----------------------
مذابح الشيوعيين:
(7-9-1965)
" ... قالت لنا مصادر سودانية في جامعة الخرطوم ان تنظيم "الاتجاه الاسلامي" وسط طلاب جامعة الخرطوم علق منشورات وصور في نادي اتحاد طلاب الجامعة تحت عنوان "جرائم الموصل: هذه هي الشيوعية!"
تشير هذه الى ما حدث في الموصل، في العراق، قبل ست سنوات، خلال الصراع على الحكم بين الشيوعيين، في جانب، والقوميين العرب، في الجانب الاخر. بينما كان الزعيم العراقي عبد الكريم قاسم، خلال ست سنوات حكم فيها العراق، يلعب على الحبلين.
في ذلك الوقت، تحالف قاسم مع الشيوعيين ضد القوميين العرب. وساعد الشيوعيين على تاسيس عصابات "المقاومة الشعبية" التى انتقمت من القوميين العرب في الموصل، بعد انقلاب عسكري فاشل قام به هؤلاء ضد قاسم. لشهور، ذبح الشيوعيون معارضيهم، وسحلوهم في الشوارع، واغتصبوا النساء والرجال ...
لا نعرف لماذا قرر الطلاب السودانيون الاسلاميون في جامعة الخرطوم وضع الصور البشعة لما قام به الشيوعيون العراقيون قبل ست سنوات. لا نعتقد ان المواجهة بين الشيوعيين ومعارضيهم في السودان ستصل الى ما وصلت اليه في العراق. انها، فقط صارت ساخنة مع اقتراب انتخابات اتحاد طلاب الجامعة، والذي يتصارع الجانبان على قيادته منذ سنوات ...
(تعليق:
حسب "ويكيبيديا"، في سنة 1959، ، كان العقيد الركن عبد الوهاب الشواف حاكما على الموصل. كان ذلك بعد سنة من ثورة العراق التي قضت على النظام الملكي. وكانت قامت بقيادة عبد الكريم قاسم (حليف الشيوعيين) وعبد السلام عارف (حليف القوميين العرب والناصريين). عندما رجحت كفة قاسم والشيوعيين على عارف والقوميين العرب، قاد الشواف، القومي العربي، انقلابا عسكريا. لكنه فشل. وسارع قاسم، ونسق مع كتائب "المقاومة الشعبية" الشيوعية، التي قتلت وسحلت انصار الشواف في شوارع الموصل).
-----------------
سيد قطب:
(8-9-1965)
" ... مع اقتراب انتخابات اتحاد طلاب الخرطوم، زادت حرب الصور البشعة بين الشيوعيين والاسلاميين هناك. وقال لنا مصدر سوداني ان الشيوعيين علقوا، في نادي طلاب الجامعة، صورا ونشرات عن الصراع في مصر بين الرئيس جمال عبد الناصر والاخوان المسلمين ...
كانت هناك صور اعدامات، وجثث معلقة عن هذا الصراع. لكن، ليس مؤكدا انها صور عن الاخوان المسلمين في مصر. ويبدو ان الشيوعيين يريدون الرد على صور مذابح الشيوعيين العراقيين في الموصل، والتي علقها الاسلاميون في نفس نادي الطلاب ..."
(تعليق:
حسب "ويكيبيديا"، في سنة 1954، حاول الاخوان المسلمون في مصر اغتيال الرئيس عبد الناصر (حادث المنشية). وبعد محاكمات عسكرية، اعدم نظام عبد الناصر بعض قادتهم، ومنهم: حسن الهضيبي، محمود عبد اللطيف، يوسف طلعت، ابراهيم الطيب، محمد فرغلي، عبد القادرعودة.
وبعد عشر سنوات تقريبا، في سنة 1965، تكررت المواجهة. واعتقل نظام عبد الناصر بعض قادة الاخوان المسلمين، ومنهم الاخوين: سيد قطب ومحمد قطب. ثم افرج عنهما، وفي سنة 1966، اعتقل سيد قطب مرة اخرى، وهذه المرة اعدم، مع محمد يوسف هواش، وعبد الفتاح اسماعيل).
------------------
انتخابات طلاب جامعة الخرطوم:
22-9-1965
من: السفير، الخرطوم
الى: وزير الخارجية
الموضوع: أنتخابات طلاب جامعة الخرطوم
" ... هذه نتيجة انتخابات اتحاد طلاب جامعة الخرطوم:
-- الاتجاه الاسلامي (الاخوان المسلمون): 12
-- الجبهة الديمقراطية (الشيوعيون): 10
-- الجبهة الاشتراكية (الوسطيون): 9
-- المؤتمر الديمقراطي الاشتراكي (الليبراليون): 7
-- الجبهة الاشتراكية العربية (الناصريون): واحد
-- حزب الامة: واحد ...
وتكونت اللجنة التنفيذية كألاتي:
-- الرئيس: اسماعيل الحاج موسي (الجبهة الاشتراكية)
-- الامين العام: على محمد صديق (المؤتمر)
-- نائب الرئيس للشئون الخارجية: مبارك قسم الله (اسلامي)
-- نائب الرئيس للشئون الاكاديمية: مقبول الحاج محمد (ناصري)
-- نائب الرئيس للشئون الاجتماعية: خالد المبارك (الجبهة الديمقراطية)
-- نائب الامين العام: النور الهادي (اسلامي)
-- امين الشئون الداخلية: احمد يوسف التني (المؤتمر)
-- امين الشئون الرياضية: زكريا عبد النبي (الجبهة الديمقراطية)
-- امين الخزينة: مهدي ابراهيم (اسلامي) ...
رأينا:
اولا: فقد الاسلاميون بعض المقاعد، بالمقارنة مع المرة الماضية عندما حصلوا على 15 مقعدا. كانوا يعتمدون على طلاب السنة الاولى، لكن، بعد تكتيك يساري ناجح، حرم هؤلاء الطلاب من التصويب. ايضا، فقد الاسلاميون اصوات معتدلين لم تعجبهم هجمات الاسلاميين الشرسة على نظام جمال عبد الناصر في مصر (بسبب حملته الدموية ضد الاخوان المسلمين هناك).
ثانيا: مع زيادة عدد الطالبات، وصل تاثيرهن الى المجلس الاربعيني. ومن بين 230 طالبة، دخلت بعضهن المجلس. ويركز الاسلاميون على النساء، في التصويت وفي الترشيح. واستفاد الشيوعيون من فاطمة احمد ابراهيم، الشيوعية، والمرأة الوحيدة في البرلمان السوداني، والتي ذهبت الى الجامعة، وقادت حملة ترشيح وتصويت. وفعلا، دخلت طالبتان شيوعيتان المجلس الاربعيني.
ثالثا: اشادت "الميدان"، صحيفة الحزب الشيوعي السوداني بنتائج الانتخابات في الجامعة، وقالت انها "انتصار للتقدميين."
رابعا: قال دبلوماسي من السفارة، بعد لقاءات مع طلاب في الجامعة، ان الصورة العامة هي ان اغلبية الطلاب يعارضون التطرف الديني للاخوان المسلمين. لكنهم، في نفس الوقت، لا يرفضون التعاون معهم في مواجهة محاولات شيوعية متطرفة ..."
----------------------
السفارة والجامعة
(5-10-1965):
" ... كتب دبلوماسي من السفارة، يعرف عددا من طلاب جامعة الخرطوم، تقريرا قصيرا عن حملة ضدنا في اعقاب انتخابات جامعة الخرطوم. تقود الحملة "الميدان"، صحيفة الحزب الشيوعي السوداني. وتقول اننا تدخلنا في الانتخابات لصالح الاسلاميين. وذلك بألاتي:
اولا: وزعنا "دولارات في مظاريف انيقة" عليهم.
ثانيا: تجسسنا على الشيوعيين لمعرفة مخططاتهم، واعطينا المعلومات للاسلاميين.
ثالثا: تجسسنا على السفارة الروسية في الخرطوم لمعرفة مساعداتهم للشيوعيين.
رابعا: وعدنا قادة الاسلاميين ببعثات دراسية في جامعات امريكية ...
الحقيقة هي ان الشيوعيين شنوا علينا حملات عنيفة من داخل دار الاتحاد. وربطوا هجومهم على الاسلاميين بهجومهم علينا. وبالاضافة الى حملاتهم المستمرة ضد سياستنا في فيتنام، ورسوماتهم الكاريكاتيرية المسيئة، والمقذعة، عنا، صاروا يرسمون كاريكاتيرات فيها نحن نعطى دولارات للاسلاميين ...
وقالوا نحن نتحالف مع الاخوان المسلمين "الرجعيين" في مصر ضد نظام عبد الناصر "الاشتراكي الديمقراطي." ونحن نتحالف مع السعوديين "الرجعيين" ايضا ...
وهنا لابد من توضيح نقطة هامة:
كانت منظمة الشباب الوطني (؟) تتحالف مع الاسلاميين اثناء الحملة الانتخابية. وكنا نحن قدمنا الى هذه المنظمة ملصقات وكتيبات ونشرات عن الحرية والديمقراطية، وعن المجتمع الاميركي، وعن جوانب الحياة الحضارية في امريكا.
الذي حدث هو ان هذه المنظمة اعطت الاسلاميين بعض هذه الملصقات والكتيبات. ومن هنا، يبدو لنا، جاءت اتهامات مساعداتنا للاسلاميين ...
لكن، حسب شهادة الدبلوماسي في سفارتنا، وضع الشيوعيون ملصقات وكتيبات تهاجمنا هجوما قذرا، اعطتها لهم السفارة الروسية في الخرطوم ...
وهكذا، نسى الشيوعيون السودانيون عمالتهم للروس، وقبل ان يقول احد ذلك، سارعوا واتهمونا بالتدخل ... "
-------------------------
شوقي محمد علي:
11-11-1965)
" ... زادت، اول امس، المواجهة بين الشيوعيين والاسلاميين، في حادث صغير، لكن، يبدو ان نتائجه ستكون كبيرة.
البداية ندوة في معهد المعلمين العالي، الذي تموله منظمة اليونسكو لتخريج مدرسين للمدارس الثانوية في السودان، اقامها الاسلاميون هناك. وعنوانها: "المرأة في مفترق الطرق في السودان"، وقدمتها سعاد الفاتح، من قادة الاسلاميات ...
ووقف طالب في المعهد اسمه شوقي محمد علي، وانتقدها، وانتقد ارائها، وانتقد الاسلام. بل شن هجوما عنيفا على الاسلام في بلد مسلم جدا ...
حسب التقارير التي وصلت الينا، قال شوقى الاتي:
اولا: "انا شيوعي وملحد. وافتخر باني شيوعي وملحد. وانى تخلصت من خرافة اسمها "الله"، ولست أسفا على فقدان الحور والولدان المخلدين."
ثانيا: "ليس سجل الاسلام ناصعا في موضوع الدعارة التي يعارضها. كانت هناك دعارة في بيت الرسول، بدليل "حديث الافك".
(تعليق: شرحت الوثيقة الامريكية "حديث الافك" بصورة ساذجة ومعقدة).
كان هذا اول امس . وامس، خرجت مظاهرات في شوارع العاصمة نظمها الاسلاميون. وقالوا ان هجوم شوقي على الاسلام هجوم خطط له مسبقا. ويقف وراء الهجوم الحزب الشيوعي السوداني. ولابد من اعتقال قادة الحزب. ولابد من حل الحزب، لانه حزب "كافر"...
ووصل الينا تقرير بانه، في المساء، قاد ياسين عمر الامام وعثمان جاد الرب، من قادة الاسلاميين، مظاهرة في حي بيت المال في امدرمان، وهجم المتظاهرون على دار الحزب الشيوعي هناك. ودمروا محتوياته، ثم احرقوه، قبل ان تصل الشرطة ...
واليوم، قال احمد المهدي، وزير الداخلية: "سنحمي بالقوة معتقداتنا الاسلامية." ووصف شوقي بانه "شيوعي مسكين"...
وبعد ان كان الشيوعيون يقودون المظاهرات، ويهاجمون معارضيهم، لجأوا الى تكتيك حماية دورهم. تجمعوا داخل وحول دورهم لمواجهة هجوم معارضيهم عليها ... "
--------------------------
من هو شوقي محمد علي؟
(13-11-1965)
" ... حصلنا على معلومات بان شوقي محمد علي جاء الى السودان من مصر، حيث كان يعيش بعد ان انتقل الى هناك من مقر راسه عبري، في شمال السودان على نهر النيل، جنوب الحدود مع مصر ...
وانه كان شيوعيا منذ ان كان يدرس في مدرسة وادي سيدنا الثانوية التي دخلها سنة 1962. وظل شيوعيا عندما اكمل الدراسة هناك، ودخل معهد المعلمين العالي، ليتدرب ليكون مدرسا لمدرسة ثانوية ...
لكن، يبدو انه، في سنة 1964، ترك الحزب الشيوعي السوداني.
وبينما قالت مصادر انه ترك الحزب الشيوعي السوداني، قالت مصادر انه انتقل من الحزب الرئيسي، بقيادة عبد الخالق محجوب، الى الجناح الثوري في الحزب ...
لهذا، يبدو غريبا ان جناح عبد الخالق محجوب قال ان شوقي ليس عضوا في الحزب. ويبدو ان محجوب يريد اخفاء الانقسام داخل حزبه ...
بل ان محجوب نفسه بدا وكانه يعتذر عن ما فعل شوقي. وكانه لا يريد اغضاب معارضي الحزب، ان ليس الاسلاميين، انما قادة الحزبيين التقليديين: الاتحادي الديمقراطي والامة ...
حسب وثائق ارسلناها في الماضي، يختلف الجناح الثوري عن الحزب العام بسبب تركيزه على النضال الثورى. انه الوجه الصيني، لا الروسي، للشيوعية. انه يريد الثورة في الارياف والاقاليم، لا بقيادة برجوازييين يعيشون في المدن. انه حزب الكفاح المسلح، لا حزب الجدلية والحتمية. انه حزب شي جيفارا (مناضل في امريكا الجنوبية)، لا حزب ميكيل سوسولف (منظر روس) ...
في السودان، من قادة الجناح الثوري: يوسف عد المجيد، واحمد شامي ... "
-----------------------
هل شوقي عميل لنا؟:
(14-11-1965)
" ... لم يمر شهران على انتخابات طلاب جامعة الخرطوم، حيث تصاعدت المواجهة بين الشيوعيين والاسلاميين، وحيث اتهمنا الشيوعيون باننا مولنا الاسلاميين، وتجسسنا لصالحهم، وقدمنا لهم ملصقات وكتيبات، حتى ظهرت مشكلة شوقي محمد علي.
وها هم الشيوعيون يتهموننا باننا وراء المظاهرات المعادية لهم بعد ما فعل شوقي. يقولون اننا نمول هذه المظاهرات. بل يقولون ان شوقي عميل لنا.
كيف يكون عميلا لنا وهو الشيوعي الثوري؟
وكيف يكون عميلا لنا وهو اعلن، في الندوة، انه شيوعي وملحد؟
وكيف يكون عميلا لنا، وكاننا طلبنا منه ان يهاجم رسول الاسلام محمد ليقود ذلك الى مظاهرات تريد حل الحزب الشيوعي؟ ...
وهكذا، يمكن ان نضيف هذه الاكاذيب والاتهامات الشيوعية الجديدة لاكاذيب، واتهامات سابقة. لم تبدا هذه الاكاذيب والاتهامات لاننا اعربنا عن قلقنا من ان يسرق الشيوعيون ثورة اكتوبر. بدات خلال حكم الفريق عبود، الذي ساعدنا في مواجهة المخططات الشيوعية في الكونغو، وفي بقية دول المنطقة ...."
===================
الاسبوع القادم: البرلمان يناقش حل الحزب الشيوعي
[email protected]


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.