ندد معارضون بالقمع الذي يمارسه النظام ضد حرية الصحافة، ودعوا إلى اسقاط النظام الذي يصادر جميع الحريات، ومن بين هؤلاء القيادي البعثي محمد ضياء الدين الذي وجه عشية مشاركته في ندوة تضامن مع صحيفة الميدان، انتقادات حادة للحكومة أسفرت حتى الآن عن التحقيق مع مقدم البرنامج الذي استضافه بتلفزيون الخرطوم.. وقال المشاركون في الندوة التي اقيمت يوم الخميس بدار الحزب الشيوعي بالخرطوم ( 2) إن الحوار لا يجدي مع النظام وأن السبيل الوحيد للخروج من أزمات البلاد المتعددة لن يكون سوى باسقاط النظام، ودعوا إلى العصيان المدني، مشيرين إلى أن الوقت قد حان للنزول إلى الشارع.. وشارك في الندوة التي اقيمت تحت عنوان " الميدان عصية على التركيع" ممثلون لأحزاب سياسية وصحفيون ونشطاء في منظمات المجتمع المدني، وتحدثت فيها ريئسة تحرير " الميدان" مديحة عبد الله التي قدمت سردا للمضايقات التي تتعرض لها الصحيفة من قبل أجهزة الأمن، ومصادرتها في مطلع يناير الجاري، وأكدت أن ( الميدان) لن تتوقف حتى لا تعطي فرصة للمتربصين بها لايقافها نهائيا مشيرة إلى أن التوقف لمدة ثلاثة أشهر يعني أن الصحيفة عليها أن تبدأ مسيرة الاصدار وكأنها تصدر لأول مرة بكل ما في ذلك من اجراءات قد تطول.. وقالت مديحة، التي تواجه أربع بلاغات جنائية من قبل جهاز الأمن، إن الصحيفة تتابع أداء رسالتها في تغطية أنباء الوطن وهموم المواطن في المدن وفي الاصقاع البعيدة من خلال موقعها على شبكة الانترتنت.. وشكلت الندوة فرصة لاستعراض سريع للمشاكل التي تعاني منها الصحافة بشكل عام، وبصفة خاصة الرقابة اللصيقة التي تفرضها الأجهزة الأمنية عليها، وأوضح الصحفي خالد أبو أحمد أن الصحافة تفشل في كثير من الأحيان في عكس ما يدور في الشارع بسبب تلك القيود، مشيرا بهذا الصدد إلى التغطية المخزية لأحداث سبتمبر، وكيف أن القارئ قد أحبط لعدم وجود صدى لتلك الأحداث بالصورة المطلوبة في الصحف وكأنها تجري في كوكب آخر، كما كشف عن مصاعب جمة يتعرض لها الصحفيون للوفاء بما هو مطلوب منهم كضمير للأمة، وقال أنهم يحرصون على الاستغلال الأمثل لكل ما هو متاح للوصول إلى القارئ بمعلومة مفيدة، مشيرا إلى إن الظروف غير المواتية تتمثل أيضا في الأجور الضيئلة للصحفيين الذين يتلقى بعضهم مرتبات لا تتجاوز 500 ألف جنيه بينما مرتبات بعض رؤساء التحرير تصل إلى 30 مليونا بل وإلى أكثر من ذلك.. ودعا أبو أحمد الأحزاب السياسية إلى التضامن مع الصحافة في محنتها.. وبعيدا عن الندوة وفيما يتصل بالانتقادات الشديدة اللهجة التي وجهها محمد ضياء الدين للنظام فقد جاءت خلال برنامج ( الصالة) الذي يقدمه الإعلامي خالد ساتي بصفة يومية في تلفزيون الخرطوم، وقد تحول البرنامج إلى نقاش حاد بين المسؤول البعثي وضيف البرنامج الآخر الصحفي يوسف عبد المنان حول الانتخابات والحوار الوطني الذي تتضاءل فرصه. وقال ضياء الدين أنه علم قبل وصوله للندوة أنه تم التحقيق مع مقدم البرنامج.. ------------------------ [email protected]