مخطئ من يظن أن أفراد وعناصر قوات الشعب المسلحة , يمثلون بالضرورة الحزب الحاكم , أو ينتمون لكيانه , على الأقل الغالبية العظمى منهم , سيما أولئك البسطاء أصحاب الرتب الدنيا , والذين دائما ما يكونون الطعم والضحية التي يلقي بها الكبار على هيئة ( أوامر وتعليمات ) بينما يمارسون هم رغد العيش ورفاهيته خلف مكاتب وثيرة , تزينها صور الأنواط والنياشين .. كثير من الاخوة في المعارضة يهللون ويكبرون بانتصارات الجيش الشعبي ( الشمال ) على الجيش الحكومي , بل ويتمنون تدميره حتى الرمق الأخير , فقط حبا في خسران الحكومة وكسر شوكتها .. حسنأ .. جميعنا يجزم أن الانقاذ أفقرت الوطن والمواطن ماديا ومعنويا واجتماعيا , وكلنا يدرك وييقن أن من يدير أمور بلادنا اليوم , هم أسوأ من يمكنه القيام بذلك دون شك .. وان الوطن الجريح لن يستقيم عوده الا بمغادرة من يتولون أمره بلا رجعة الى مزابل التاريخ .. نعم, نحن وأنتم نتفق ان هذا هو الواقع المر , بلادنا تسير نحو هاوية سحيقة , ان لم تكن على حافتها بالفعل , بينما مجالس الحزب الحاكم تغرق في الهناء والرفاهية , وتجعل من ابناءنا اكباش الفداء حين يحتدم الوغى ,, فيهلك المئات ساعة بعد ساعة , والساقية تدور .. اسماء جديدة وضحايا أَخر يتم انتقائهم .. يرمى بهم ثم يهلكون وهكذا دواليك .. الصيف الحاسم .. كان عبوسا قمطريرا على الوطن والمواطن , بعكس ما توقع وزير الدفاع بالنظر والذي كان يتمنى ان يسحق فيه التمرد ويكسر شوكته , ولكن هيهات , تدفقت فيه عبرات الثكالى واليتامى بما اقترفت يد الوزير وحاشيته .. المئات من شباب الوطن وشيبه , تم زجهم بحرب خاسرة منهم من عاد فارا .. ومنهم من عاد اشلاء في نعش مهترئ ومنهم من لم يعرف له طريق ولا سبيل .. فناحت الأسر وبكت المقل على وطن يتهاوى ويتهادى , قبل ان تزرف الدموع مجددا على فلذات اكبادها .. على عصابة الانقاذ أن تعي أن الارواح التي تزهق هنا وهناك هي مسئولة عنها اولا وأخيرا , وعلى وزير الدفاع ان يدرك ان تلكم الارواح البريئة ستلاحقه يوم لا ينفع بشير ولا سواه , عليهم ان يدركوا انهم بعنادهم وعنجهيتهم سيجردون البلاد من انسانها بحثا عن استقرار كراسيهم التي ستسقط بهم حتما يوما ما .. ثم عليهم ان يعوا ان الشمس ستشرق على الوطن فتبرئ آلامه لينتفض باحثا عن كبريائه المسلوب بارادته وقوة شكيمة شعب أعياه الظلم وأنهكته الحروب .. انتظروا معنا الصبح .. اليس الصبح بقريب .. [email protected]