ليس مقصودا بلدوزر الشرق السيد محمد طاهر حسين القيادى بالمؤتمر الموطنى الذى كان الى قبيل التعديلات الدستورية التى ( أحلت) التعين محل الأنتخابات ، بلدوزر الشرق كان مرشحا محتملا لمنصب والى البحر الأحمر ، قبل سنتين جرى أتهامه ومحاكمته بتهمة أرتكاب الأعمال الفاضحة فى نهار رمضان فخرج منها برئيا طاهرا (كالشعرة من العجين ) ، بعد كل الفضائح تلك عاد الرجل قياديا فى حزب المؤتمر الوطنى منافسا على منصب الوالى ، والبلدوزر ايضآ هنا ليس الماكينة الضخمة المجنزرة والتى تكسح مايعترض طريقها بقوة وعنف ، تجرف التربة و تقتلع الأشجار وتحطم الصخور ، البلدوزر هنا هو البروف مامون حميدة وزير الصحة بولاية الخرطوم فهو لم يرفض اللقب الذى أطلقه علية الرئيس البشير فى حفل أفتتاح مجمع الشيخ ( على بن جبر آل ثانى ) بضاحية كافورى ، حيث أمتدحة الرئيس البشير قائلا ( أقول لأخونا مامون أنت بلدوزر وأنا جبتك عشان توصل الخدمة العلاجية والصحية للمواطنين فى مواقعهم ، ماتسمع أصوات الناس الأخرين ولا ( البكوركو ) ديل ..! ولأن البروف مامون حميدة كان سعيدا بهذا اللقب ( ويحق له ذلك ) ، وبما أن أطلاق اللقب ( البلدوزر) قد أتى من السيد الرئيس دون أى اعتراض من السيد البروف حميدة ،فاننا سنكتب اليوم مطمئنين أن السيد الوزير البلدوزر لن يقتادنا الى النيابات والمحاكم ، فالوضع قانونا أشبه بحالة تعاقدية ، طرف أطلق وصفا ولقبا والطرف الأخر قبل و كان سعيدآ و لم يعترض وهى مظاهر و دلالات القبول ( و السكات رضا ) ، ولامجال لاى أعتبارات تتعلق باشانة السمعة أو أثبات الضرر ، والحق يقال أن الوصف واللقب ليس مبالغة ولكنه كوقع الحافر على الحافر ، أسمآ على مسمى ، ذلك أن سائق البلدوزر لايسمع الا صوت ماكينة الجرار الضخم ، ولايرى ماتحت قدميه من شده الغبار ومع ذلك يتقدم بقوة غير مكترث لما يعترض طريقة ففى كل الأحوال البلدوزر لايتضرروهو ما يتطابق مع اعمال البروف فهو لا يتضرر بل ربما هو المستفيد الاول ، أخر قرارات الوزير البلدوزر اصدر قرارا يقضى بأيلولة جميع المعامل التابعة للوزارة الى أدارة المعامل بالوزارة على أن تصبح أدارة المعامل مسؤولة إداريا وفنيا وماليا عن كل المعامل التابعة للوزارة بما فى ذلك معامل المستشفيات والمراكز الصحية ومعامل الصحة العامة على أن تتبع كل القوى العاملة الخاصة بالمعامل فى إدارة الطب العلاجى والرعاية الصحية الأولية والصحة العامة لادارة المعامل ، هذه خطوة أستكمالية لمسيرة الزحف و للسيطرة على كل المنشأت الصحية و العلاجية ، و أهلا بمرحلة ابعاد الخبرات والتعيين فى الوظائف المؤقتة والمتعاونين ، البلدوزر يمضى ولايسمع ( الكواريك) ، و ربما يينطبق عليه قولآ ( الكلاب تنبح و الجمل ماشى )، الأطباء ينظمون الوقفات الأحتجاجية ، الصيادلة يحتجون ويرفعون المذكرات ، البلدوزر لايسمع ولايستمع وسيزداد عنفا و غلظة بعد ( الأشادة ) الرئاسية ، وأنا ( جبتك ) ، وبعد هذا فيحق للبروف مامون الخروج عن طوع السيد والى الولاية ، دستوريا الوالى هو صاحب الحق فى ( تعيين) وزراءه ولكن ربما لأهمية ولاية الخرطوم باعتبارها عاصمة البلاد راى السيد رئيس الجمهورية ان يتولى شخصيآ مسؤلية تعيين وزراء الولاية ، مالا يعلمه السيد رئيس الجمهورية أن السيد حميدة كان يعمل بلدوزر من قبل هذا الترخيص، ولم يستبقى شيئا ، لاخدمات صحية إنتقلت إلى الأطراف ولاسلمت المنشأت الصحية فى وسط الخرطوم ، بعد هذا سيكمل البروف مابدأه من تدمير شامل للمنشأت الصحية وهنيئا للبروف بهذا اللقب ،