عندما بدات مسرحية الحوار منذ الوثبة الاولي من العام المنصرم 2014 ودعوة نيرون السودان (البشير)للاحزاب التقليدية الشكل و المضمون للحوار و الية 7+7 و كل السخف الذي مؤرس باسم السياسية و الوطن ...كنا علي قناعة تامة بان كل هذا العبث يقود الي نتيجة حتمية واحدة هي ان الجبهة الاسلامية لن تتنازل عن السلطة بأي شكل كان و حدوث معجزة التداول السلمي للسلطة هي ضرب من ضروب الخيال التي يمني بها العمل المعارض نفسه .. الاحزاب التي انبثقت من الحركه الاسلامية في عملية تخلق جديد و بناء احزاب ذات نفس التوجه و المضمون في محاولة لاقناع الشارع العام و التجمع الحزبي المعارض بأن هناك تيارات اصلاحية قادمة من لب النظام و ستكون سند و مصدر لتسريبات خفايا دهاليزالمنظومة الشيطانية التي عبثت بالسودان لربع قرن من الزمان ..ولكن مع مرور الايام ظهرت النوايا و الدوافع التي تصب كلها في محاولة جمع الصفوف و السعي علي الابقاء علي التنظيم في سدة الحكم مستغلين ضعف اليات العمل المعارض و السعي الي اختراق اجندات اسقاط النظام من الاحزاب التي تسعي بجدية الي تحقيق هذا المطلب ... مبادرة سائحون بقيادة غازي صلاح الدين و منبرالسلام العادل مع القمئ الطيب مصطفي و المنفصم كمال عمر تيار العراب الترابي اللاعب الرئيسي في الماساة السودانية ..كل هذه المسرحيات تقود الي ان الجميع متورط و ان اجتماعات التنظيم خلصت ان سفينة الانقاذ ان غرقت فان الكل سوف تطوله المحاسبة نظرا للكم الهائل من الجرائم التي مؤرست في حق الوطن و المواطن و ان ملفات الفساد سوف تطال الجميع والدليل علي ذلك كل ابطال مسرحية الانشقاق داخل الجبهه الاسلامية لم يقدموا مستند ادانة واحد او اثارة اي قضية فساد او انتهاكات او مهاجمة رموز التنظيم الواضحين او كشف حكومة الظل التي تحكم فعليا ..و كل هذا يدور في فلك النظريه الاقتصادية_ Eat your self before another one eat you _اي كل نفسك قبل ان يأتي شخص اخر و ياكلك _ اي استنساخ احزاب جديدة تدين بالولاء للنظام في شكل مسرحي معارض الغرض منها اثارة قضايا انصرافية تخدم النظام في الازمات الاقتصادية و السياسية و تخدير التحالف المعارض باعتبار ان اوراق المناورة لديهم .. لذلك كل الزمن المهدر و الذي يهدر من قبل رموز العمل المعارض السياسي في عقد تحالفات و شراكات مع عيون التنظيم خصم علي الوطن و المواطن لان خبايا الاجتماعات و الخطط تنقل برمتها الي محمد عطا مسئول التنكيل في التنظيم ... و كل الهرج و المرج الفائت كان الغرض منه لحظة تنصيب البشير رئيس مدي الحياة من خلال السفه المسمي بالانتخابات و التي تجاهد الجبهه الاسلامية منذ سرقتها للسلطه في اضفاء شرعية زائفة لوجودهم ..وللاسف تأتي المعارضة بمقاطعات و تنديد مما يضفئ شرعية يحتاجها التنظيم لخلق نوع من انواع التعاطف الشعبي و التباري من قبل غندور و حسبو و غيرهم من عازفي الابواق في التبجح في ضعف المعارضه وعدم قدرتها في حشد الصفوف و الانصار لخوض السباق المعروف نتيجته مسبقا حتي لو شاركت المعارضة فيه لاستحالة فوز اي مرشح غير البشير او انصاره ...مفوضية بقيادة الامعة الاصم و المرشح الرئاسي للتنظيم يمارس مهامه كرئيس دولة و اللجان كلها كوادر التنظيم و الاشراف من قبل جهاز امن التنظيم وحتي الكومبارس مستأجر من النظام لاضفاء نوع من الاثارة في السباق كمنافسين للبشير وكل هذا العبث يقود الي النتيجة الحتمية رئيس مدي الحياة .. التعويل علي كرت الولاياتالمتحدةالامريكية في احداث التغيير و اجبار النظام علي تقديم التنازلات شئ مستبعد تماما لان النظام مازال يمثل مخلب القط للادارة الامريكيه و حليف استراتيجي في المنطقةلمعرفته بخبايا التنظميات الجهادية في افريقيا و حتي الشرق الاوسط مما يمثل حلقة وصل و مصدر هام للمعلومات تحت منحةحماية التنظيم و سدة الحكم من اي محاولة انقلابية بعدم الاعتراف بها و عدم مساندة الجبهه الثورية في اي عمل مسلح في قلب العاصمة مما دفع قادة الجبهه الثوريه لفتح منابر استقطاب جديدة في القارة الاوربية من خلال ايجاد قاعدة دبلوماسية جديدة و السعي في كسب حلفاء جدد من خلال المنابر الحقوقيه و منظمات العمل المدني في تلك الدول من خلال ممارسة الضغوط علي حكوماتها .. العامل الاهم هو الشعب السوداني نفسه الضحية الاولي و الذي يدفع الثمن الحقيقي اين هو من الاحداث ؟؟ عفوية هبة سبتمبر و التي زلزلت النظام و مألاتها من مجازر و انتهاكات و غيروا بثت خوف داخل الشارع السوداني مما جعل النظام يراهن علي عدم خروج اي سوداني للشارع بعد الدموية التي شاهدوها و حالة الاستسلام الغير مبرر من الشباب الذي اصبح تفكيره كله منصب نحو الهجرة او الانقياد نحو المجهول ..اضف الي ذلك الالة الاعلامية للنظام التي حطت من المعارضة و رموزها مما ادي الي عزوف الشباب من متابعة الاحداث السياسية مما خلق هوة في التفكير بين النشطاء السياسيين و فئة الشباب مما اضعف القدرات التنظيمية للخروج في اي عمل جماهيري ..و العوامل التي اسلفناها كثيرا في كتابات سابقة من ممارسة التغييب الممنهج و اللعب بكرت الانصرافية التي اصبحت جزء في التركيبة النفسية السودانية ...والدليل علي ذلك الحواته الذين زحفوا في منظر يثير الاستغراب لتأبين المطرب الراحل محمود عبد العزيز تحت رعاية الاجهزة الامنية ..لا اريد الخوض في هذا الحديث ولكن هل اذا كانت الملحمة او اكتوبر الاخضر من اعمال الراحل هل كان النظام سيسمح بهذه الجمهرة ؟؟؟ الظلم البائن و النهب الواضح من المفترض ان يكون اكبر دافع للحراك الجماهيري .المعاناة الحروب واهم عامل انتقاص الانسانية التي جعلتنا عنوان للبؤس و الشقاء في العالم ... لذلك حان الوقت ان تنزع المعارضة عباءة التقليدية في العمل المعارض و النضال و الابتعاد عن التصريحات و البيانات التي تعطي الفرصة لمحمد عطا في اتخاذ التدابير في مواجهة اي عمل يقود لاشعال فتيل الثورة الشعبية التي يحتاجها السودان اكثر من اي وقت و العمل علي احداث استقطاب شعبي من خلال افعال مؤثرة و اعطاء الشباب الفرصة لاخذ زمام المبادرة ..و الساحة السودانية ممتلئ بالعوامل التي تؤدي الي انجاح هذا الامر من غير تفصيل ... [email protected]