* الأب فيليب (أبونا) مع أنه يفضل لقب "الأسقف" نعاه القريب والبعيد، لقد تبارى أبناء النوبا في رثائه بأبلغ الكلمات، ومازالت "معلقة" الأستاذ إيليا كومي ضمن ملفاتي. لله دركم، فقد كبر الفقد. أخذ ابناؤه بعد رحيله مزعة من لحم حزبه، والكل فرح بنصيبه . * رحل (أبونا)عن هذه الفانية زاهداً، كأنه عمل بقول المتنبي "لا خيل عندك تهديها ولا مال* فليُسعد النطق إن لم تُسعد الحال" فلقد أسعدنا وأهل الهامش بمقولاته الضاحكة وفكاهته البريئة معهم، مزحاً وجداً، وهنا يكون (أبونا) قد اسقط نظرية أن الثروة تساعد في تدعيم مواقع النفوذ، أو السيطرة الإجتماعية * حسناً، فلنعد لموضوعنا، يحسبني بعض أبناء النوبا بأنني خصم عليهم، لابأس فتاريخنا يقول بأننا ديمقراطيون بالفطرة، يذهب الملك عنا عن طريق أزواج البنت فلا نبالي، ولكل أسرة الحرية في اختيار دينها وحزبها، وهاهو "الأب" عباس غبوش يخرج من رحم أسرة مسلمة، فلم يتبرأ منه أحد، فإننا - معشر النوبا - لا نضيق ذرعاً بأن نرى البعض منا يسارياً أو بعثياً عربياً، أو يمينياً متطرفاً أو حتى وثنياً. أما كوني أنبش الماضي، أو أحفر في القبور، فهذه مهنتي فالتاريخ يقلب في الوجهين، فهي صحائف تحفظ الخير والشر، أما الذين يزيّنون التاريخ ويزوّرنه، فهو خصم عليهم. * هل صدمك عنوان المقال "هل كان أبونا امرأ سوء " إذا كان كذلك، هل تقبل أن نغيره بهل كان أبونا صاحب مؤامرات، لكثرة ما قيل وقُدم أبونا للمحاكمات والسجون ؟ المعلومة التي سأكتب عنها، قد تكونون على علم بها، وقد اخترتها لموضوع مقالي، كما ذكرت في أول المقال، مصدر المعلومة هو كتاب "أسرار جهاز الأسرار" . كتب الأستاذ "عقيد أمن معاش هاشم عثمان أبورنات في صفحة 276 تحت عنوان عريض "الأب فيليب غبوش والمصالحة الوطنية، كتب نبذة عن الأب فيليب عباس وكيف فاز بالتزكية في الجبال، وكيف كوّن حزبه، وكيف إنضم إلى المعارضة في يوغندا . * المهم، ما أثارني مما كتبه الأستاذ أبورنات، هو حديثه عن خطة "الكمين المثلث"؛ وركّز حديثه عن تورط الأب فليب غبوش وأحد ابناء النوبا "الصّول مساعد إسماعيل هوان "عائد خدمة بكتيبة العائدين بجوبا، ويأتي كذلك ذكر اسم محمد شيخ الدين شارف "سكرتير لإتحاد جبال النوبا". هذه الخطة كما يقول أبورنات كانت تقضي أن تُنفذ يوم 2مارس 1977 يوم الاحتفال بعيد الوحدة، حيث يحضر الرئيس نميري وحكومته. يقول الأستاذ أبرنات - حسب خبرته - "كان الصول إسماعيل هوان مسؤولاً عن تأمين المنصة وعليه أن يقوم بوضع حراسة بالمدافع كخطوط ثابتة في شكل مثلث، لتقوم بالضرب على المنصة من ثلاث جهات بدلاً عن حمايتها من ثلاث جهات، وهذا ما يسمى الكمين المثلث وهو أخطر أنواع "الكمائن" إذ نادراً ما يخرج منه شخص حي". يواصل الأستاذ أبورنات فيقول:" ثبت لدى السلطات بما لا يدع مجالاً للشك أن يوغندا تعلم عن الخطة، وأن فيليب غبوش ومحمد شيخ الدين غارقون حتى أذنيهم في هذه الخطة.فكيف كشفت السلطات عن هذه الخطة؟ يقول الأستاذ أبورنات بأن الخطة تم كشفها عن طريق جندي مخمور.هذه هي قصة الكمين المثلث، فهل مثل هذا العمل يُعد مؤامرة؟ لماذ لم يُسأل الأب فيليب غبوش بعد عودته للسودان عن هذه الحادثة ؟ هنا نرجو ونطلب من العارفين أن يفيدونا التغيير