مضت اربعة سنوات الان منذ اجراء الاستفتاء التي بموجبها تم تاسيس جمهورية جنوب السودان و لايزال سكان منطقة ابيي يواجهون معاناة منقطع النظير دون امل يعينهم على الصبر و تحمل تلك الاوضاع الماسوية فالمفاوضات بين الدولتين بشان ابيي قد توقفت بسب الظروف الداخلية التي تمر بها دولة جنوب السودان و هذا ظرف يستغلها حكومة السودان للاستمرار و التمادى في الحاق الضرر بسكان ابيي ابتداءا من دعم مليشات تعمل على زعزعة الامن في المنطقة عبر ارتكاب سلسلة من هجمات بربرية تستهدف المواطنين في بيوتهم و رغم ان الولاياتالمتحدة هي صاحبة مقترح بروتوكول ابيي الا انها لم تحرك ساكنا حيال ما تفعله حكومة الخرطوم من تعطيل قيام استفتاء ديمقراطي متزامنا مع استفتاء جنوب السودان الى احتلال ابيي في عام 2008 و عام 2011 و كذلك استمرار تواجد عناصر من قوات الشعب المسلحة في شمال ابيي و كذلك تجاهلت الولاياتالمتحدة الاستفتاء الشعبي التي نظمتها سكان ابيي في اكتوبر عام 2013 رغم نزاحتها و مطابقتها للمواصفات الدولية اذا موقف الولايات المتحد تجاه قضية ابيي لا تخدم سكان ابيي لانها اختارت السكوت على الظلم و من الناحية الاخرى توجد بعثة اممية متمثلة في قوات اليونسفا المتكونة من ما يقارب خمسة الف جندي اثيوبي و تنحسر مهمة و ولاية هذه البعثة على مراقبة و كتابة تقارير و حماية المدنيين و التاكد من المنطقة خالية من الجيشين او اي عناصر مسلحة الا حياة المدنيين في ابيي لا يزال في خطر فالمليشات المسلحة لا تزال نشطة و لا ترتكب جرائم ضد المدنيين فحسب فانها تتجرا ايضا على الاعتداء على بعثة اليونسفا نفسها و القوات المسلحة لم تنسحب كليا من منطقة ابيي فهي موجودة بغطاء حماية البترول و الملفت للنظر ان هذه البعثة لا توجد في ولايتها الية لمحاكمة المجرمين الذين قد تقبض عليهم البعثة اثناء ارتكابهم لجرائم ضد المدنيين او ضد البعثة نفسها و هذا امر يثير تساؤل اين العدالة في بعثة يونسفا؟ حكومة جنوب السودان عليها لوم ايضا فنحن نعلم انه موقف نبيل ان تختار انهاء مشكلة ابيي بالطرق السلمية لذلك لم تقبل حكومة الجنوب بنتائج الاستفتاء الشعبي التي نظمتها مجتمع ابيي.. لكن ما هو البديل؟ لماذا المفاوضات متوقفة فيما يخص ملف ابيي؟ الان سكان ابيي في موقف لا يحسد عليه انها حالة اللا- حرب و اللا- سلام لذلك نناشد حكومة الجنوب بالضغط على حكومة الخرطوم للشروع في التفاوض مجددا في ملف ابيي. المجتمع الدولي و بصفة خاصة الاممالمتحدة و الدول العظمي بالاخص الولاياتالمتحدة و حكومة الجنوب هم الاطراف التي يتوقع منهم مواطنوا ابيي الضغط على حكومة الخرطوم للاسراع في انهاء ازمة ابيي للوصول للوضع النهائي المرضي للجميع لكن سياسة دفن الرؤوس في الرمال لن نجني منها شئي سوي الكبت و الغضب التي قد تنفجر الى مرارات يصعب السيطرة عليها, سكان ابيي في امس الحاجة الى الاستقرار التي لن ياتي الا بعد انهاء مشكلة ابيي بالوصول الى تقرير المصير الذي هو حق وهبته المواثيق الدولية و نصت عليه اتفاقية السلام الشامل. [email protected]