*لسنا من أنصار نظرية المؤامرة التي كان المسؤولون في زمن مضى يعلقون أسباب الحوادث والابتلاءات والأخطاء والفشل على شماعة الاستعمار والشيوعيين، إلى أن ظهرت الشماعات الحديثة ، مثل أمريكا وإسرائيل ومن شايعهم. *إننا بحمد الله نؤمن بالقدر خيره وشره، كما نؤمن أيضاً بأنه علينا أن نتحسب للطوارئ، وأن نعمل حساب كل شئ قبل الاقدام على أية خطوة في حياتنا، وأن "نعقلها ونتوكل" كما علمنا ديننا الحنيف، بدلاً من تركها عرضة للمخاطر والمهددات. *نقول هذا بمناسبة عودة مسلسل سقوط الطائرات بعد فترة طيبة من السلامة ، فقد احترقت بمطار الخرطوم أمس الأول الطائرة التي كانت تقل نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبد الرحمن والوفد المرافق له عقب عودتهم بالسلامة من مدينة ودمدني. *عزا المدير العام لمطار الخرطوم صلاح سالم في تصريح لوكالة السودان للأنباء الحادث للظروف الطبيعية، ونفى وجود أي خلل في المروحية، فيما أعلن متحدث باسم هيئة الطيران المدني عن سقوط مروحية أخرى في القضارف إثر عطل فني أصابها، كانت تقل الأمين السياسي للمؤتمر الوطني حامد ممتاز وعدد من الصحفيين الذين غطوا حملة مرشح المؤتمر الوطني للرئاسة في الانتخابات المقبلة. *في البدء نحمد الله الرحمن الرحيم على سلامة ركاب المروحيتين، ولانريد الخوض في أسباب ما حدث ونترك ذلك للتحقيق الذي ينبغي تمليك نتائجه للمسؤولين بالطيران المدني وللرأي العام. *كما ذكرنا من قبل لسنا من أنصار تعليق ما يحدث على شماعة نظرية المؤامرة، لكن ما حدث للمروحتين ذكرنا بمسلسل سقوط الطائرات وجدد الحزن على شهدائها وأعاد طرح السؤال القديم المتجدد عن الأسباب والتحوطات اللازمة قبل إقلاع أية طائرة. *إن تأمين الطائرة والتأكد من سلامتها فنياً أمر بدهي، وواجب مقدس، ولا أعتقد أننا في حاجة للتأكيد على ضرورة مراجعة سلامة الطائرة عند كل إقلاع، وعدم الاكتفاء بالمراجعة في محطة الاقلاع الأولى. *مرة أخرى نحن نطالب، بعد التحقيق الواجب وإعلام المسؤولين بالطيران المدني والرأي العام بنتائجه والاجراءات التي أتخذت لعدم تكراره مستقبلاً بمشيئة الله، نطالب المسؤولين عن السلامة الجوية في كل حين أن يعقلوها قبل أن يتوكلوا. [email protected]