لا شكّ في أنّ الشعب السوداني الفضل قد تأذّى كثيراً ممّا أصابه من جحر الإخوان المسلمين فرع السودان من أذى على مدى خمسٍ و عشرين عاماً هي عبارة عن خمس دورات رئاسيّة مدّة كلٍّ منها خمس سنوات عجاف قضت على الأخضر و اليابس و إضطرب فيها ميزان العدل و ذاق فيها الناس الأمرّين. لم تكتفي جماعة الإخوان المسلمين فرع السودان الحاكمة بقوّة السلاح بسوم الحشف و سوء الكيل بل صارت تتفنّن في إهانة شعب السودان الفضل و تتجلّى كلّ يوم في أبهى حلل الجبروت و الطغيان حتّى بلغ بوزير إعلام مؤتمرهم الوطني أن قال: "الذين قاطعوا الإنتخابات هم من أراذل القوم" و كذلك يطالعنا وزيرهم للإستثمار في معرض دفاعه عن صاحب مقولة "أراذل القوم" بقول بئيس آخر منكر منسوبٍ إليه حيث يقول: "البمد يدو بنكسرا ليهو". لم تترك هذه العصابة كلمةً نابيةً إلّا و استخدمتها في خطابها لهذا الشعب المصابر و يحقّ لنا أن نتساءل مع من كان قبلنا و الحيرة تملأ نفوسنا "من أين جاء هؤلاء الناس؟!". روي عن النبيّ صلّى الله عليه و سلّم قوله: "لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرّتين" و لعمري فقد لدغ شعب السودان الفضل حتّى الآن خمس مرّات بالتمام و الكمال و يحقّ لنا الآن أن نقول: دلّل على وعيك و قاطع الإنتخابات حتّى لا تلدغ من ذات الجحر للمرّة السادسة و حتّى لا تكون من "أراذل القوم". دعوهم يمارسوا هوايتهم في التزوير كما كلّ مرّة ليحبط عملهم و يسقطوا في أنفسهم كما سقطوا في أعين الناس و ليس للسقوط قاع و ليشهدوا بذلك على أنفسهم و كفى بنفسك اليوم عليك حسيباً. [email protected]