بسم الله الرحمن الرحيم جاء بحديث المدينة للباشمهندس عثمان ميرغني يوم 19/3/2015م (بالمناسبة هو تاريخ ميلادي)، تحت عنوان (راقدلو فوق رايا آخر..) بالفقرة الأولي من العمود ما يلي: "(مولانا) محمد الحسن الميرغني – ربما – يسال نفسه الآن: ثم ماذا بعد هذا؟ (حركة التمرد) الحزبي (أخمدت )في مهدها وبسهولة... بقية القيادات في الحزب فضلوا حكمة الثعلب أمام الأسد.. حينما سألة الأسد من علمك كل هذه الحكمة؟ فرد الثعلب (علمني راس الذئب المقطوع يا مولاي). الأمن مستتب –تماما- داخل اسوار الحزب، والقيادة مسيطرة، ولا سبيل لأية مخاوف من (انقسامات)، أو تمردات جديدة، لكن ماذا بعد هذا؟" هذا ما جاء علي لسان (قلم) أخي عثمان ميرغني. حقيقة الأمر يبدو أن الباشمهندس غير متابع لما يدور في الداخل (داخل الحزب طبعا) بدقة، ولم يخضع الأمر للتحليل الكافي، وعلي غير المعتاد نظر من الخارج (القشرة) فقط. أولا ، أعطي الباشمهندس، رفيق مهنته المهندس / محمد الحسن الميرغني لقب (مولانا)ّ!!! هل يا تري يرجع ذلك الي ختمية متعمقة وقديمة في الباشمهندس عثمان ميرغني، والدليل الاسم (عثمان) وكمان معها (ميرغني)!!! ذكرنا بالمقال السابق أن بالحزب (مولانا واحد فقط) بحكم أنه راع للطريقة الختمية، وليس لأنه رئيس للحزب. فالحزب لا يطلق علي رئيسه لقب مولانا. نعم يحق للسيد/ الحسن أن يسأل السؤال أعلاه: ثم ماذا بعد؟ الاجابة ليست لديه، فهي بيد من اتهمهم بأنهم (دواعش)، وأطلق عليهم الأخ عثمان (متمردون)!! . وهؤلاء يعرفون أين يضعون أقدامهم، ويعرفون ماذا يفعلون وبكل دقه وبحسابات قد تحير كل من يدعي أنه قيادي بحزب يدار دون مؤسسية أو شفافية أو علم أو منطق. عندما يتحرك من يتهمون بالداعشية، وهم أصحاب ثورة الغضب والتي ستتحول الي طوفان، هنا يجب أن يتساءل الجميع، وليس السيد الحسن فقط: ثم ماذا بعد؟ نقول كما يقول الانجليز والأميريكان wait & see. وكله عبر القانون والمؤسسية، وبكل الشفافية المطلوبة ،و بأغلبية كاسحة مصحوبة بتوقيعات الملايين من الاتحاديين من ختميه وقادرية وسمانيه وبرهانية وأحمدية واسماعيلية ..الخ ، شيبا وشبابا ، نساء ورجالا ومن هم بالرصيف، وسيعقدون مؤتمرهم العام (لكل الاتحاديين) ويعيدون من تركوا الحزب وكونوا كيانات اتحادية أخري الي الحظيرة الحقيقية الأصيلة، وسيحذفون كلمة (الأصل) التي نحن من أضافها أو أطلقها من مدني لنفرق بينها وبين (المسجل)، ومن خرجوا بعد ذلك قبل الانتخابات السابقة ، وأوصلناها للخرطوم عبر الأخ الأكبر عزالعرب حسن ابر اهيم الذي عرفها مبكرا و انضم بعد الانتخابات الي المسجل وبقي به حتى تاريخه، لكنه مهموم بما يدور داخل الأصل. سيتم كل هذا كما قلنا (بالقانون) وبإشراف مسجل الأحزاب الذي لن يستطيع رفض طلب ملايين التوقيعات المطالبة بقيام المؤتمر العام وتكوين كل مكاتبة الشرعية، واستعادة المؤسسية الموءودة منذ قرابة الخمسين عاما. هذا هو ما سيجعل السيد/ الحسن( صاحب الحزب) كما وضحنا سابق، الذي فصل الأصحاب الحقيقيين ، يسال نفسه، كما (عين) من قبل نفسه بكل المناصب التي ذكرناها بالمقال لسابق: ثم ماذا بعد؟ (بعد) هذه يا أخي عثمان تعود الي (بعد العاصفة، والغضب) وتوهم أن الأمن مستتب بعد المجزرة ، ولا نقول التمرد، فالطوفان قادم قادم. من (غضبوا) لم يكونوا (متمردين)، بل قابضين علي (مبادئ الحزب)، وهذا هو الفرق. المبادئ التي وضعت منذ تكوين الحزب الحالي بواسطة مولانا السيد علي كراع للختمية والزعيم الخالد اسماعيل الأزهري كرئيس للوطني الاتحادي عند دمج الشعب مع الوطني الاتحادي. وقتها لم يكن (مولانا) الصغير قد ولد بعد!!! من يخرج عن هذه المبادئ هو (المتمرد). من يقود حزب كل السودانيين الي (فنائه ، وذوبانه) في حزب لا مكانة له وسط الشعب السوداني هو المتمرد. من يريد أن يلبس جلباب الحزب الحاكم لأسباب لا مصلحة للحزب أو الوطن أو المواطن بها، ويدعي أنه يحافظ علي الوطن والحزب، فهو المتمرد. من (يتكبر) علي كبار الحزب ، وكبار القانونيين بالحزب بل بالبلاد قاطبة، ويدعي أنه يقود سفينة الحزب وسفينة الوطن بطريقة تنقذ البلاد، ولا يوضح الآلية ولا المنطق النابع منه هذا الادعاء، فهو متمرد ومستخف بعقول جبارة لا يعرف قدرها هو أو من أوهموه بأنه صاحب الحزب ووارثه الشرعي، والقادر علي كل شيء (دون مساءلة)، ولا يعرف مدي (سعادة) من دفعوه عن عمد وتخطيط الي اتخاذ هذه الخطوة المدمرة للحزب وله هو شخصيا. الأخ عثمان من قال أن حركة عاصفة الغضب قد (أخمدت) في مهدها، وكمان (بسهولة). اذهب بنفسك الي المكان الذي يدار منه الحزب وانظر بنفسك وبعينك الفاحصة وسترى الهلع في عيونهم، وتشتت أفكارهم، وتضارب أعمالهم ، وتوهانهم، وعدم معرفتهم بكيفية ادارة حملتهم الانتخابية الفاشلة لعدم تجاوب جماهير الحزب مع مطالب سيادته بالمعاونة في ادارة الحملة والانتخابات من ذات المجموعة المفصولة!!!!!!. أرجو أن تسألهم لماذا يتصلون عبر التليفونات بمن فصلوهم (عبر وساطات) حتي يتصلوا لهم بمن رشحوهم دون علمهم أو مشاورتهم ، أو من يرغبون فيهم للترشح، مع عدم معرفة كيفية الاتصال بهم. نظرا لعدم اختلاطهم بالجماهير (مع أنهم قيادات!!)، وعدم معرفة القيادات بالمناطق والمحليات والقرى والفرقان المختلفة بكل الولايات. (الداعشيون) هم من يعرفون من وكيف ولماذا ومتى؟ أما من تبقى حول مولانا الصغير فهم أصحاب مصالح يتمنون منه أن يرشحهم بالدوائر (المضمونة) لهم بواسطة الحزب الحاكم، أو في انتظار (منصب تنفيذي) موعود به نظير رضوخه وخدماته، ومساندته للقرارات (المدمرة) للحزب مكانة وتاريخا ومبادئ. هذه هي القيادات التي أجابت علي سؤال الأسد، أي أنهم هم الثعالب. الأمن ليس مستتب بالحزب. قد يكون مستتب داخل أروقة الحزب. لكن منذ متي كان الحزب الاتحادي الديموقراطي (أروقة). هو حزب جماهير عاشقة لحزبها، حامية لإرثه ومبادئه، ولا يخونون القضية، لم يأتوا عبر دبابة في يوم ما، ولن يحدث ذلك، ولم يتاجروا باسم الدين، ولن يفعلوا ذلك. قضيتهم هي السودان والسودانيين فقط. قضيتهم الحريات والديموقراطية وحفظ حدود الوطن. هم من يعمرون الأرض اين ما قطنوا. من يدعون القيادة الآن يحاولون أن يقنعوا (أحبابهم بالمؤتمر الوطني) بأنهم مسيطرون علي الموقف، لكن الرعب يحيط بهم من كل الجهات ، والنوم اصبح أمنية بالنسبة لهم. السبب عدم معرفتهم أو عدم التأكد بما تحمله الأيام القادمات لهم من الاتحاديين ملح الأرض بكل بقاع ما تبقى من السودان. من سيدير لهم الحملات والانتخابات؟ ماذا سيكون رد مولانا محمد عثمان للذين ذهبوا لمقابلته بخصوص ما يجري بالحزب وبعاصفة الغضب، وكيفية تفادي الطوفان؟ الداعشيون كما سماهم مولانا المهندس، لن يتركوا حزبهم لأحد. فصلوا أم لم يفصلوا. نجح الحوار معهم أم فشل. يقولون للحزب الذي يصر علي خوض الانتخابات أين حملاتكم الانتخابية وقد تبقت أيام لخوض ما تتمنونه؟ أم أن الحزب الحاكم سينوب عنكم في كل شيء(مال، حملات، مراقبة، ادارة) ويسلمكم الدوائر الموعودة (تسليم مفتاح). وان حدث هذا، فكيف ستستطيعون النظر مرة أخرى في أعين الجماهير الاتحادية الطاهرة؟ بالمناسبة مبروك عليكم البكاسي الهاي لوكس الجديدة (استثمار) وبها العلم الاتحادي ويقودها فرد واحد لا نعرف اتجاهه السياسي دون مشاركة من أي اتحادي بالولاية أو مكبر صوت أو أناشيد !!! أنها تجوب أنحاء المدينة ولا يهتم أي فرد أو مواطن بمرورها كأنها ركشة عابرة. قارنوا هذا بما كان يحدث في انتخابات 2010م. قارنوا ذلك بما كان يحدث بمقرات الحزب بكل المدن والتي كانت تعمل 24 ساعة كخلية النحل تعج بالمتطوعين من الشباب والشابات. لا زلنا نقول العاصفة مستمرة والطوفان قادم، فهل ستبقون معنا بالاتحادي الديموقراطي؟ أم ستكتفون بعباءة المؤتمر الوطني؟ اللهم نسالك اللطف (آمين). ب/ نبيل حامد حسن بشير جامعة الجزيرة [email protected]