اِستطاع الملك سلمان الذى تربع على قيادة المملكة العربية السعودية بعد عمر طويل قضاه فى اِدارة شئون المملكة فى كافة المجالات واِكتسابه خبرات هامة على المستوى الدولى جعلته خبيراً يقرأ الأحداث بذكاء حاد ويتعامل معها بحكمة ، ولقد تمكن ومنذ اليوم الأول على حسم أمور عائلية كانت من الممكن أن تؤدى بالمملكة الى ما يتمناه البعض فى سبيل الفوز بالغنائم السعودية . بدأ الملك حكمه بالتعامل الفورى مع قضية الحوثيين التى ظلت المملكة تساندهم بسريةٍ تامة لمكافحة المتطرفين فى نواحى صعدة فى ظل تفاهم أمريكى مع اِيران لتتمكن الولاياتالمتحدة من نزع أسلحة اِيران النووية . ظل هذا التفاهم قائماً الى أن ظهرت النوايا الحقيقية والدعم الاِيرانى لجماعة الحوثى منذ زحفهم على العاصمة اليمينة صنعاء وتمددهم فى طول البلاد وعرضها واستيلائهم على أسلحة الجيش اليمنى وتفردهم بالسلطة مما يعزز المقولة الاِيرانية القديمة بتصدير الثورة الاِيرانية فى المراكز ذات المذاهب الشيعية فى اليمن وسلطة عُمان والبحرين ودفع الشيعة للتحرك ضد المملكة السعودية فى منطقتى القطيف ونجران على الحدود اليمنية . أستطاع الملك سلمان بن عبدالعزيز التعامل مع هذا الهاجس الأمنى الذى مثله الحوثيون بكل دهاء وبتخطيط فى غاية الدقة والمعرفة فعمل على اِخمادبعض القضايا التى تشكل هاجساً بين بعض الدول والتى تقف عقبة فى الطريق الذى يؤمل عليه وذلك من خلال التفاهمات مثل ما تم بين السودان ومصر بحضور السودان لمؤتمر شرم الشيخ واِنهاء التحفظ المصرى على اِنشاء سد النهضة حتى يتم التفرغ للقضية الأساسية التى تؤرق المملكة بالقضاء على التمدد الحوثى وما يمثله ذلك من تهديد لأمن المملكة العربية السعودية ودول الخليج قاطبة ووقف السياسات الايرانية والتى أستطاعت أن تطبق كماشة على منطقة الخليج باستحواذها على العراق وسوريا وحزب الله فى لبنان والعلاقات السرية السودانية الايرانية وأخيراً حيث وقعت اليمن فى قبضتها . سادت علاقات السودان مع دول الخليج الكثير من التوتر وعدم الثقة نسبة لما ظل يكتنف تلك السياسات من تجاذبات بعد الكشف عن تقارير سرية مؤخراً من داخل اِجتماع القيادات الأمنية بالسودان بخصوص العلاقات المتنامية والاستراتيجية مع جمهورية اِيران والدعم العسكرى الغير منظور ورفع قدرات الجيش السودانى من تصتيع للأسلحة والطائرات بدون طيار واِنشاءات لمخازن سرية تحت الأرض فى مواقع مختلفة من السودان . ما يهمنا : ما هو موقف المعارضة السودانية من هذه العلاقات المتطورة مع دول الخليج والتى لعب فيها القدر دوره ؟ بالفعل لعب القدر دوره ورتب للرئيس البشير أن يكون أحد اللاعبين الأساسين فى الحفاظ على الأمن فى دول الخليج ومنطقة البحر الأحمر وأستطاع أن يكسب دول الخليج والتى قال البشير إن أمن السعودية وأمن الحرمين الشريفين خط أحمر بالنسبة للسودان .فأكدت السعودية من جانبها الدعم الغير محدود للسودان (من جانبه رحب خادم الحرمين الشريفين بزيارة الرئيس البشير مثمناً العلاقات الممتازة بين الرياض والخرطوم ومؤكداً استعداد المملكة للتعاون مع السودان في كافة المجالات بما يحقق مصالح البلدين وقال إننا سنكون في تعاون كامل مع السودان معرباً عن أمله أن يشهد السودان الأمن والازدهار والاستقرار ) . هذا القرار الصائب الذى أتخذه البشير يمكن أن يصب فى مصلحة السودان اِذا أستطاعت المملكة أن تجمع ذات البين بين المعارضة والنظام واِلا سيلحق ( بأمات طه ) . كيف أستطاعت القيادة السعودية أن تتعامل مع الرئيس البشير . ؟ السياسة ليس فيها عداء دائم ولكن المصالح هى التى تتحكم فى العلاقات بين الدول ولقد وجدت السعودية الرغبة من النظام السودانى المتعطش الى الدعم المالى لاِنتشال الاِقتصاد من وهدته وتجنب الملاحقات الدولية من قبل المحكمة الدولية لرأس النظام ولكن يجب علينا الاِعتراف أن الأنظمة العربية عامة لا تعترف أصلاً بالديمقراطية ولا بالأنظمة الديمقراطية وتسعى للتخلص منها وما أمر مباركة مصر والسعودية لنظام الاِنقاذ بعد اِنقلابه المشئوم اِلا تأكيداً لهذا الدور . [email protected]