الكلتان أو الضهلان في لغتنا العامية هو الذي تربى في بيئة لا يتذوق أهلها نعمة الطعام الجيد إلا لماما وفي موائد الآخرين إن هو كان من محظوظي طبقته .. وارجو ان يصححني من يعرف تفسيراً أخر لمعنى الكلت أو الضهل ! فقد حكى لي أحد أعمامنا المخضرمين في عالم السياسة أمد الله في ايامه .. أنه وفي فورة حركة الأحزاب بعد مرحلة الإستقلال مباشرة أن حضر هو وشباب جيله المتحمسين للسودنة في ذلك الوقت ندوة تحدث فيها الدكتورعبد الحميد صالح عليه الرحمة عن حزب الأمة .. ثم احد ممثلي الحزب الجمهوري الذي كان تابعاً للشريف يوسف الهندي و هو غير جماعة جمهوريي الأستاذ محمود محمد طه الذين ظلوا يشكلون جماعة ولم يكونوا حزباً منذ ذلك الوقت ..ثم ختمت الندوة بكلمة للراحل الأستاذ عبد الخالق محجوب .رحمة الله ممثلا لما كانت تسمى بالجبهة المعادية للإستعمار .. حيث دعا في حماسة شديدة الى تفعيل حركة الجماهير حتى تصرع الطبقات الأرستقراطية وحكم البيوتات ! وبعد ان عاد الى مقعده دنا منه شيخ كبير..وقور .. وقال له كلامك ياولدي جميل .. ولكن الله لا حضرك زمن حكم الكلاتا ..جمع كلتان .. فقال له عبد الخالق من تقصد بالكلاتا .. قال الشيخ الحكيم الذين يحكمون الناس ثم يخطفون اللقمة من افواه الجوعى ! استجاب الله لدعوة ذلك الشيخ .. فذهب عبد الخالق قبل ان يعيش زمن حكم الكلاتا ..ولعله لو عاش الى الان كان سيتذكر كلام ذلك الشيخ الذي سبقه الى الدار الآخرة بزمن طويل ! وهاهم الكلاتا يحكمون ويخطفون اللقمة من افواه الجياع رغم أنهم قد تجاوزوا مرحلة سد الرمق و تعويض ايام الكلت التي عاشوها الى التخمة التي جعلتهم ينسون ما ضيهم في غمرة سطوتهم المسروقة ليلا .. فأحالوا بجشعهم .. تسعة اعشار الشعب السوداني الى جياع لم يعد يهمم ازيز المدافع .. ولا صوت الإنتخابات .. لآن صوت المصارين بات يعوي فيهم ولا يعلو عليه صوت آخر ..! فهل يامن الكلاتا ثورة المصارين القادمة لا محالة مهما أمنوا نظام حكمهم بنفاق الأغنياء وبيع الحلفاء في طرفة عين .. ثم تجشأوا غازات الشبع التي طمرت في بطونهم صرخات الكلت القديم .. فلم يعودوا يشعرون بالم خواء المعدة او يسمعون صوت مصارين الجياع ! [email protected]