بسم الله الرحمن الرحيم في العام 99/2000وعلي أيام المفاصلة وبينما الناس في زحمة المسير خرج كتاب (عبرة المسير لاثني عشر السنين)والذي يتحدث عن الأزمة بين الاسلاميين وأصول الخلاف مربوطة بعهود التواثق الداخلية موصولة بالافكار الكلية وقد فهمت هذه الخطوة في تبرئة الترابي المفكر لشخصه المشهور في أقطار العالم حيث تلزمه كتاباته ومخاطباته ولقاءاته ،يعني كتاب يشرح فيه ضرورة الإنقلاب ودواعي الإنسحاب معا . وبعد أثني عشر أخر خرج علينا كتاب الهوادي والذي جاء من بعد توديع الشعبي والشيخ لمرحلة المفاصلة والدخول في مشروع الحوار الوطني وبعد الإطلاع عليه ظننا أن هذا الكتاب علي خطي سلفه يمضي حيث أراد الترابي المفكر تسليط الضوء علي تلك المرحلة التي شابها الغموض واضحت المواقف مبهمة لكن حينما أخبرنا الأخوة أن هذا الكتاب تمت إجازته من قبل الأمانة العامة للحزب ومهرته بختمها وشعارها قلنا أن هذا الكتاب أن كان يمثل المؤتمر الشعبي فهو نعي صريح للحوار بل لكل المكونات السياسية في البلاد .فمن جهة النظام فإن المؤتمر الشعبي الذي نبش المواقف وإستدعي لغة المفاصلة واصفا الحكومة وحزبها بكل قبيح قد دخل الحوار هو يحدوه الأمل والتفاؤل مشيدا ذلك علي ساقين أولهما إستعمال اللغة الإيجابية والتي تستعمل كلمة الطهر وتذكر بها وتتحاشي كلمة الفساد وتتحدث عن كلمة العدل وتتحاشي الحديث عن الظلم وتستعمل كلمة التعافي وتتحاشي كلمة المحاكمات وكثيرا ما كنت أسمع قيادات الشعبي وهي تمتدح الرئيس وصحبه وحزبه والثانية أن قيادات الشعبي عملت عبر خطابها الي تكسير المواقف السابقة والتخفيف من حمل الحزب حين الإنتقال في العقبة الكؤود .. وفي جانب الأحزاب كان الحديث عن مرحلة إنتهاء الايدلوجيات المغلقة وبروز تيار اليسار التائب للدين والوطنيين الخلص مما أظهرته وأنتجته مرحلة التخالف بل وأكثر من ذلك أننا بشرنا في النظام الخالف سوف نري وجوه يساريه علي منصة التأسيس لكن كتاب الهوادي أستدعي الموقف الإيدلوجي وخطاب الثمانينات واصفا إياهم بعداء الدين والكيد له والتربص به مع قوي الخارج هذا الكتاب ضل طريقه الي الأمانة العامة في حسن الظن والا فهو سقطة تاريخية دلت عليها الطريقة التي أتي بها يتخفي وقد شدد علي منسوبي الحزب بحبسه في الصف القيادي يعني الأمانات وكأن الحزب يعيش الحقبة المايوية . أنني أكرر أن العقل الجمعي للمؤتمر الشعبي غائب عن المشهد تاركا الحزب يتنفذ فيه الهوات والامنيين الذين سقط مشروعنا الإنقاذي بين أيديهم وهم نيام وبالرغم أن الخطوة موفقة علي أيام عبر المسير لكن الكثيرين أتبعوا الحزب ذلك الموقف فجمد الحزب وترهل وتراخي وتبعثر منسحبا من كل واجب أو فعل متغمساً شخصية الأمين العام حارما نفسه من المساهمة في مجتمعه وواقعه بحسب ما أعطاه النظام الأساسي وفسح له. ولكن اليوم مع الهوادي ازداد الأمر سوءاً حيث أدخل الكتاب الي أمانة الحزب وتمت إجازته وهو الأن اما ممسوك علي هون أو مدسوس في التراب وهذا يكفي. ياهداكم الله [email protected]