عندما قرأت الخبر الذى جاء فيه أن نائبا برلمانيا قال بأن الشعب السودانى 95 % منه مسلمين ولذلك يجب أن تتطبق فيهم (شريعة) القرن السابع، كدت أن أقع من الضحك حينما تذكرت مشهدا مشابها لهذا القول الساذج، للممثل الكوميدى عادل أمام فى دور تلميذ مشاغب (بليد) وكبير سن اسمه (بهجت الأباصيرى) فى مسرحية مدرسة المشاغبين المشهورة، رد فيه على مدرسته التى صاحت فى وجهه غاضبة بعد أن تصرف تصرفا أستفزها ( قم وأوقف يا بهجت يا اباصيرى)، فقال لها بطريقته المعروفة: "بعد 14 سنة ثانوية عامه تقولى لى قم وأوقف"؟ فحضرة النائب المحترم (البرئ) الذى تفوق على عادل امام فى تمثيله لدور الغبى الساذج، يريد من النظام (الخائف) أن يطبق (الشريعة) يا دوب وبعد 26 سنة لا 14 سة أمضاها (بهجت الأباصيرى) فى مرحلة دراسية واحدة؟ طيب تحت أى قانون أو دستور كان الرجال والنساء يجلدون فى محاكم النظام العام فى (الخرطوم) منطقة الوعى والعاصمة القومية دعك من المناطق الأخرى وناس (وطن أم الطيور) أو (تريعة البجا) و(شنقلى طوبايه)؟ واذا كان النظام لم يطبق تلك (الشريعة) طيلة الفترة الجهادية الماضية التى وصلت الى 26 سنة، فلماذا حتى الآن يسمون (غزواتهم) ضد شعب السودان لا ضد عدو خارجى (جهادا) .. ولماذا وحتى اليوم جميع (الأسلامويين) بمن فيهم جماعة (درويش) الذين تنكر لهم (الرقاص) يؤيدونه ويهللون ويكبرون فرحين مسرورين لقدومه اذا عادت طائرته (خائبا) من الأجواء السعودية أو (هاربا) من خلال القواعد العسكرية فى جنوب أفريقيا ومن بين المطبلاتية والساكبين للدموع (نائبة) برلمانية، دورها الأساسى – المفترض - كممثلة للشعب وأن تستجوب ذلك الرئيس الذى أعز الأسلام و(المنتصر) بتلك العودة، عمن يتحمل تكلفة وقود طائرته الذى ضاع هدرا، دعك من أجرة الطيار وطاقم الضيافة وطاقم الحماية والمصوراتية؟ دعنا نتناسى كل هذا الذى يحدث فى مسرح العبث ومسرح اللا معقول، فقط أن نسأل اذا لم تكن شريعة (.....) هذه غير مطبقة فى حقل التجارب السودانى حتى اليوم، فلماذا طلب وزير جديد (لنج) من الحضور فى أجتماع له بالفصل بين النساء والرجال، مما الى تزمر وأشتباك تحت أى بند وأى قانون أو أى (فتوى) ورد ذلك التصرف؟ الم يسمع أو يرى ذلك الوزير الغيور على دينه قبل أن يؤدى القسم بشريط (الفيديو) الذى ظهر فيه (الرقاص) خالطا فى رقيص مشترك بين الرجال والنساء؟ فعلا اول مرة يصدق فيها (الترابى) فى حياته السياسية كلها حينما أطلق على المرحلة القادمة، النظام (الخالف) أو خالف تذكر. ففى ذات الوقت الذى تحدث فيه عضو (برلمانى) معبرا عن اشواقه فى حتمية تطبيق (شريعة) القرن السابع، لأن السودان كما قال وبما يمتلك من أحصاءات دقيقة، أن 95% من اهله (مسلمين)، ولا أظن حضرة العضو المحترم قد سئل ومن قال لك بأن ال 95% سودانى اؤلئك بمن فيهم من أشتراكيين وشيوعيين وليبراليين وعلمانيين وجمهوريين و(متصوفة) حقيقيين لا متصوفة (المؤتمر الوطنى) اضافة الى مسلمين عاديين بسطاء لا ينتمون الى أى جهة وهؤلاء أكثر من 50 % يريدون أن تطبق فى ديارهم (شريعة) القرن السابع، فى نظام حكمهم وهم منذ سبتمبر 83 لم يعرفوا عنها غير الجلد بالسوط وبتر الأيادى والقطع من خلاف وسفك الدماء والتعذيب فى بيوت الأشباح، الا يكفى ان أهل السودان يصلون ويصومون ويحجون ويزكون ويتصدقون ولا يأكلون مال الحرام ولا ينافقون أو يكذبون كما يفعل هؤلاء المتاجرين بالدين والشريعة و لايحتاجون الى من يكلمهم عن دبنهم؟ الشاهد فى الأمر لم يكتف العضو المحترم بذلك الطلب، بل أضاف من عنده - دون علم - قائلا حتى (المسيحى) فى تلك الشريعة يجد العدل، لا أدرى أن كنا نرغب فى تحقيق شئ رغم انف الناس وضد ثقافة العصر، لا يهم اذا كان ذلك الشئ يهدد دولة المواطنة ويقضى على النظام الديمقراطى أم لا .. واذا كان يفيد الناس ووطنهم أم لا، لماذا نكذب ونلجأ للخداع والغش والباس الأشياء ثوبا لا يناسبها؟ لماذا لا يقول ذلك العضو المحترم فى شجاعة، ان تلك (الشريعة) لا تساوى فى حقيقة الأمر بين المسلم والمسيحى ولا الرجل والمرأة، لكننا نريد أن نراها مطبقة على الأرض بدون (دغمسه) والعجبو عحبو والما عجبو يشرب من البحر. وهل العضو المحترم يفهم فى الشريعة أكثر من نائب مرشد جماعة (الأخوان المسلمين) المحكوم عليه بالأعدام الآن فى مصر (خيرت الشاطر) ونحن نذكرهم بالمصريين دائما لأنهم أسيادهم ومرجعيتهم، الذى أفتى بعدم (جواز تهنيئة المسلمين، للمسيحيين فى اعيادهم) ولم يكن وحده الذى وقع على تلك الفتوى التى لها نصوص تساندها، بل كان معه كوم من السلفيين على مختلف أشكالهم اضافة الى دكتور فى جامعة الأزهر، فهل هذا هو العدل الذى تحدث عنه حضرة النائب المحترم؟ واين حديثه ذاك من رأى الشريعة الواضح القطعى الدلالة قطعى الثبوت فى طريقة التعامل مع (المسيحيين)، بحسب النص " فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم" ، وبحسب نص آخر يأمر بأن تؤخذ منهم (الجزية) عن يد وهم صاغرون، تقول الآيه " قَاتِلُوا الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَا بِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلَا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلَا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّىٰ يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ" .. وقبل أشهر قليلة شاهد العالم كله ذلك الصك (المالى) التى أستلم من خلاله (الدواعش) مبلغا ماليا عبارة عن (جزية) سددها مسيحى فى سوريا وهو صاغر وذليل وربما بصق فى وجهه لكى يشترى حياته؟ الم يصرح بذلك عالم (بالشريعة) أكثر من النائب البرلمانى المحترم، وكان والده كذلك (عالما) أزهريا هو الشيخ / حازم صلاح أبو أسماعيل، الذى قال على أحدى القنوات الفضائيه على الهواء، يجب تحصيل (الجزية) عن المسيحيين فى مصر قبل أن يتمكن (الأخوان) من الحكم ويستتب لهم الأمر؟ فلماذا استغفال الناس وخداعهم لهذه الدرجة فى القرن الحادى والعشرين، أما كفاكم أن فلذات اكبادنا قد تركوا تعليمهم وهاجروا الى وكر (الدواعش) فى سوريا، لا يدرى أحد حتى الآن ما هو مصيرهم وهل تم أستخدام البنات فى جهاد (النكاح) أم نكاح (الجهاد) لا أدرى أي الكلمتين تأتى فى الأول، فالله ورسوله أعلم. والى متى هذه الأزدواجيه و(الشيزوفرينيه) الفكريه التى جعلت اؤلئك (المغرر) بهم يذهبون الى (وكر) الدواعش وفى الوقت الذى تحدث فيه العضو المحترم عن ضرورة تطبيق شريعة القرن السابع فى القرن الحادى والعشرين لأن السودان 95% منه (مسلمين) وهذا يعنى لو كان فيه 95% غير مسلمين أن تطبق شريعتهم .. اليس كذلك .. المهم فى الأمر حينما قال كلامه ذاك والذى يعنى بالضرورة عدم الثقة فى المسيحيين واليهود وعدم التعامل معهم بنص قطعى الدلالة قطعى الثبوت وهو الذى يقول "ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم" .. ولماذا اللهث خلف (الروس)، الا تدعم امريكا بالسلاح الدولة التى تتخذون من معاداتها شماعة، بينما يدعمها الروس بالخبراء والبشر؟ الم يراجع ذلك العضو المحترم الخبر الهام الذى ورد على الصحف منقولا عن وزير الخارجية (السابق) على كرتى والذى قال فيه "كشف وزير الخارجية السودانى على كرتى، عن حوار جاد وموضوعى مع الولاياتالمتحدة الأميركية لتطبيع العلاقات بين البلدين . وقال كرتى - فى حوار مع "فضائية الشروق" السودانية مساء أمس السبت - " إن هناك تقدما فى مسيرة العلاقات بين الخرطوم وواشنطن، على الرغم من عدم التزام أمريكا بما وعدت به من قبل بشأن رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب". فاذا كانت امريكا لا تريد أن ترفع اسمكم من قائمة الدول الراعية للأرهاب لماذا ترضون بالذلة والركوع تحت قدميها؟ الم يقرأ حضرة العضو المحترم الخبر الذى تناقلته مواقع التواصل الأجتماعى والذى جاء فيه تصريح لأخيه فى الله حضرة وزير الخارجية (غردون باشا) يقول فيه :" أعلن وزير الخارجية إبراهيم غندور، عن زيارة وشيكة لوفد حكومي من الولاياتالمتحدةالأمريكية، للبلاد، للانخراط في حوار رسمي بين الخرطوم وواشنطون لمناقشة القضايا العالقة بين البلدين ". اليس هذا كله تلهف ولهث وركض وهرولة خلف الذين لن يرضوا عنك حتى تتبع ملتهم .. فاين هى لله .. واين هى أنشودة يا الأمريكان ليكم تسلحنا بكتاب الله وقول الرسول .. لا داعى أن نذكرهم بهتافات الحليف السابق الأيرانى (الموت لأمريكا). صدقونى يا هؤلاء (العصابة) الأكثر خطرا من (الدواعش) لو كنتم صادقين فى المراوغة والفساد والغش والخداع، لتوصلتم لمعرفة الحق سريعا ولألتزمتم به ولتخليتم عن هذا العبث الذى تمارسونه ولتركتم شعب السودان الطيب الصابر الصامد فى حاله، بعد 26 سنة من الأذلال التى ترونه من العالم، وبعد أن تراجعت الدولة السودانية للخلف وأصبحت تعيش فى ظلام دامس بل فى وضع اسوا مما كان عليه الحال فى القرون الوسطى والعصر الجاهلى، حيث لم تتفوقوا فى مجال وتحصلوا فيه على مراكز متقدمه، سوى الكذب والنفاق الذى لم يعرفه (ابن سلول). تاج السر حسين – [email protected]