حوارات و افكار د.عبدالقادر الرفاعي من دفتر يوميات حل الحزب الشيوعي: اخر كلمات الوسيلة في الجمعية التأسيسية (11/1) ختم عبدالرحمن الوسيلة حياته البرلمانية, بعد قرار الجمعية التأسيسية في نوفمبر 1965 بحل الحزي الشيوعي و طرد نوابه من البرلمان بقوله: إن الحزي االفتي الذي تحرمون نشاطه و تصادرون حق عضويته الفتية من الممارسة العلنية, ليسوا صعاليك و لا هم طلاب مغامرات, و إنما هم أهل فكر, و مع الفكر جرأة. و لهم من ورائهم موالون علي إستعداد أن يتقدموا صفوف, ليملؤوها. و هم هم الذين فيهم يتمثل مستقبل السودان باهراً و مضيئاً, لا اولئك الذين جلسوا علي مقاعد الجمعية التأسيسية يحاكمونهم. و إختتم نائب الخريجين محمد إبراهيم نقد مخاطباً الصحفي القدير بشير محمد سعيد:"حينما يتغني الأعاجم بشعر العرب يضطرب اللحن و يتعثر الإيقاع". جمعيتهم "بخيتة و سعيدة عليهم". و ختم نائب الخريجين عمر مصطفي المكي حديثه بأن:"الحقيقة بنت التاريخ.. إلخ". أما خطاب نائب دائرة مروي عن الحزب الوطني الإتحادي, المرحوم المهندس حسن بابكر, فقد تركز علي:"أنه لا يقبل مهما كان السبب وكانت الذرائع أن يشارك بالموافقة علي حل الحزب الشيوعي, لما في ذلك من تمكر فاضح للديمقراطية و تخلٍ عن سيادة حكم القانون و إنه لا يتصور أن يأتي أحفاده يوماً من بعده ليكتشفوا أن التاريخ قد سجل له موقفاً معادٍ للديمقراطية". كما صرح عبدالخالق محجوب سكرتير عام الحزب الشيوعي:"حقيقة من حقائق تاريخنا السياسي لا تقاوم بالقوانين و التشريعات, و أنه باقٍ برضاء أعداءه أو علي الرغم منهم و إستطرد بأن القوي السياسية قد ضاقت ذرعاً بالأداء الحر للشيوعيين, لكن الحكم الديمقراطي الذي ألفه شعبنا لا يستقيم إلا بمعارضة". و هكذا نشرت الصحافة الكثير من النقاش حول منع نشاط الحزب و إغلاق دوره و صحفه, و جرت في ذلك بحوث كثيرة لا شك نافعة لمن أراد أن يبحث في تاريخ الحزب, الفترة التي ساد خلالها فكر الدكتاتورية المدنية. مما يجدر ذكره إن حل الحزب الشيوعي و إغلاق جريدة الميدان الناطقة بإسمه كان مدعاة لأسف قرائها لأنها صحيفة سياسية حرة وقفت في مواجهة الإستعمار و كانت فيما بعد منبراً يحرض الناس علي الغضب و إتخاذ موقف مستنير من قضايا التغيير الإجتماعي, و كانت تندفع في وطنية رصينة عن حق الشعب في العيش الكريم. حوارات و افكار د.عبدالقادر الرفاعي من دفتر يوميات حل الحزب الشيوعي: اخر كلمات الوسيلة في الجمعية التأسيسية (11/2) صلاح حسن عبدالرحمن القاضي و صلاح حسن عبدالرحمن الإبن و تنتهي القضية. و تنطق المحكمة بالحكم ببطلان قرار حل الحزب الشيوعي. كان المحامي جوزيف اوكيل قرنق ود.عزالدين علي عامر واخرون قد رفعوا القضية بعدم شرعية حل الحزب الشيوعي. تلك كانت قضية الراي الحر، كيف يصدع به اصحابه هكذا جهاراً نهاراً ويتقبلون بصدر رحب مايجرهم اليه هذا الراي الحر من حل حزب فتي منافح، قوي الشكيمة ومايترتب عليه من مطاردة وتشريد وهنا وجب علينا الشكر ويتضينا التقدير والاعتراف ان نذكر في هذا المقام القاضي العادل صلاح حسن عبدالرحمن، قاضي المحكمة العليا الذي اصدر القول الفصل بالحكم ببطلان حل الحزب الشيوعي الذي احسنت الصدف الموضوعية ايما احسان باختياره قاضياً بالهيئة القضائية. لقد ساهم صلاح حسن في تشييد ذلك الصرح العالي الذري علي غرار ماشاده رفاقه ابورنات وبابكر عوض الله وعبدالمجيد حسن وعثمان الطيب ومحمد صالح عتيق وصلاح شبيكة وحسن محمود بابكر ومحمود حاج الشيخ عمر ومحمد ميرغني نقد وعامر عبدالله وبقية العقد الفريد من القضاة الذين حافظوا علي نزاهة القاضي وكرامة القضاء واستقلاله والبعد به عن مواطن الشبهات. والحق ان القاضي صلاح حسن باصداره الحكم لصالح الحزب الشيوعي قد اكد بان القاضي هو الذي يقع علي عاتقه الواجب الاول في الحفاظ علي استغلال القضاء وفي الزود عن كرامة القاضي اذ لاسلطان عليه في قضائه سوي سلطان ضميره. لقد كانت الفرحة مضاعفة في ذلك اليوم اذ رزق عبدالرحمن الوسيلة ابناً والقاضي صلاح حسن يصدح بعدم مشروعية حل الحزب الشيوعي، ليعلن الوسيلة في المحكمة بعد صدور الحكم بانه اطلق اسم صلاح حسن علي مولوده الجديد وفاءاً وامتناناً وانحناءاً للقاضي صلاح حسن عبدالرحمن لشجاعته ولزوده عن حكم القضاء واستقلاله. واذا دار بخلد احد: "كيف تطابق اسم المولود مع اسم القاضي الذي نطق بالحكم من منبر القضاء الذي شعاره قضاء وطني للجميع؟" فتطابقت روح العدالة مع مجئ المولود متضامنة مترابطة، وانه لحق ان الظاهر في التطابق هنا، هي المثل الاعلي لمن اراد ان يضرب لذلك مثلا.