هي عشر سنوات فقط لا تساوي في مسيرة وطننا غير ما يقارب الثلث من مسيرة قطار الإنقاذ الثقيلة والبطيئة فوق جسد الحياة شبه الميتة في بلادنا .. ولكنها في عمر الشعوب الآخرى سنوات غالية ويستفاد من كل ثانية وساعة ويوم واسبوع وشهر منها ! ماذا يعني موت بضعة عشرات من شباب البجا أو العيلفون أو أن تزهق ارواح ثمانية وعشرين ضابطاً ويدفن بعضهم أحياء أو ان يتجيش الشباب المغمض بعصابة نية الجهالة ليشعلوا حرباً في الجنوب يكون مبتغاهم فيها تسليم ارضة محروقة لقادتهم من البشر والحجر و الشجر ! بل ما الذي يعنيه موت ثلاثماية الف في دارفور أو عشرات في كجبار أو مكوار أو في النيلين الأبيض والأزرق.. ويعترف رئيس البلاد بان اياديه البيضاء لم تتلطخ إلا بعشرة ألالاف راس دارفوري فقط ..ولا ينسى ان يستغفر الله من وضاعة اسباب قتلهم بدمٍ بارد ..بعد أن أقر ايضاً بإدارته لآلية الخطة (ب ) لإبادة مائتين من طيور سبتبمر الزغب الحواصل ! المحكمة الدستورية قالت كلمتها في مذبحة ديم عرب ببورتسودان بعد أن تمنعت النيابة الحكومية عن مجرد فتح بلاغات ضد الجناة لعقد كامل من زماننا الضائع سدىً.. وربما ارغمت بعض اهل الشهداء على قبول الديات إستغلالاً لظروفهم الخاصة .. لكن ستة من أولياء الدم وقفوا لها مثل العظم في الحلق .. حتى شدوا أوراق القضية من بين اسنانها السامة و قضت المحكمة الدستورية بفتح البلاغ بعد السنوات العشر .. التي ربما تم خلالها تصريف الجناة الى خارج البلاد أو تصفية بعضهم أو وفاتهم بصورة طبيعيةهذا فضلاً عن محو اثار الدماء والوثائق التي تعين العدالة إن هي كتب لخطاها الإستمرار ! جاءت العدالة متأخرة وربما إن هي غرست سكينها في لحم الكبار الحي .. فسيتدخل ابو العدالة الإنقاذية الأكبر لتعطيل مسار القضية .. مثلما نقض حكم الدستورية في قضية النقيب ابوزيد .. وساعتها سنقول لقلم الدستورية كأنك ما غزيت ! المهم ..أن يأتي صوت العدالة متأخراً ..خير من الا ياتي ..ومن يقال له سمين .. فلابد أن يقول اللهم آمين . [email protected]