وأنا أطالع صحافة اليوم إستوقفنى خبر مستفز معنون ب(مجلس الصحافة يبحث تحسين أوضاع الصحفيين) وأنا أطالع الخبر المستفز قفزت إلى الذاكرة أغنية غريبة إستمعت إليها ذات ليلة كثيفة الأرق ,فقد إعتدت التسكع بين محطات (اف,ام)الإذاعية ليلا ًعلنى اجد إلى النوم سبيلاً وأحيان كثيرة لا أكاد أفقه ثرثرات بعضها أو بالأحرى لا أكاد اركز معها فأحياناً وحين إنتباهة أجدنى وقد ادرت مؤشر المذياع فى إتجاه أحدهم ممن يمضغون مفردات مستهلكة كالليل والمساء والبوح وعبق الأزهار والزمبهار وهلما جرا..فما الذى جرنى إلى هذه (اللياقة) فأدير المؤشر إلى ناحية أخرى فتصيبنى مقدمة برنامج بالدوار وهى تختبر أنوثتها بعبارات مشحونة بالغنج وآهات وجيم يقتلها الظمأ وضحكات تراود الآذان وكأن لسان الصبية يقول (هيت لك) فما الذى (قد ٌقميصى من دٌبر إذاً)! ,الأغنية الغريبة وقتها كانت تقول كلماتها:(حسين ضربا حسين..ليه يا.من كان زمن زى ده) وللأمانة أذكر ان لسان المغنى كان به لكنة تؤكد بأنه من الناطقين بغير العربية لأنه كان يجد صعوبة فى إخراج حرف (الحاء) لذلك كان يقلبها إلى (هاء)ليترنم ب(هسين ضربا هسين) ومنذ الأغنية تلك وأنا فى بحث مضنى عن حسين أوهسين لا فرق عندى لأنى شخصياً من الناطقين بغير العربية وأهلى يقلبون من حروف الضاد ما شاء لهم الإقلاب فينطقون الخيط (هيت) ويسمون محمد (ميمد) وينادون الشيخ ب (يا شيها) والمصيبة الكبرى ان بحثى مذدوج فأنا أروم حسينين الأول حسين الذى ضرب حسين الثانى, والآخير حسين (المضروب) إلا ان بحثى إلى لحظة المقال هذا لم يكلل بالعثور على أى من الحسينين, ما الذى قادنى الى كل هذه الحفر !والمطبات؟ أما وجه الشبه ما بين الأغنية وخبر مجلس الصحافة فهو أن الأغنية تقول بأن (حسين ضربا حسين) دون توضيح لأى من الحسينين الضارب والمضروب منهما ,و(المضروب) هنا بريئة من أى تأويل خبيث كان أم حميد وهى تعنى الذى وقع عليه فعل الضرب لا المعنى الإصطلاحى للمقلد من قطع الغيار (ما أسلى )يا (أصلى) أما الخبر فهو كذلك لم يوضح أى مجلس للصحافة يعنى, فمجلس الصحافة الذى نعرف يعتبر الناشر جزء من مكونه وعضو أصيل فيه, فهل يعقل أن يبحث الناشر فى شان تحسين أوضاع الصحفيين بتجريم الناشر نفسه المتسبب فى تردى أوضاع الصحفيين انفسهم ليضرب الناشر الناشر( فبأى آلاء ربكما تكذبان)..وعليه يطلب الصحفيون أغنية (حسين ضربا حسين) على لسان المغنى(هسين ضربا هسين) ويهديها إلى مجلس الناشرين ,اما المقطع الثانى من الأغنية (ليه يا.من كان زمن زى ده ) فهو مهداء إلى مجلس الصحافة, والحدوتة أقرب إلى طريقة الفنان عادل امام (رب قوم ذهبوا إلى قوم فلما لم يجد القوم الأولانين القوم التانين..خدوا تاكسى ورجعوا تانى) والدربكة التى قادنا إليها مجلس الصحافة تجعلنا نعكف على حل الكلمات المتقاطعة ل(حسين ضربا حسين) وعلى من يتعرف على أحد الحسينين إبلاغ كاتب المقال ,ونحيل أمر (ليه يا زمن كان زمن زى ده) إلى (يازمن وقف شوية واهدى لى لحظات هنية وبعدها شيل باقى عمرى..وشيل شبابى وشيل عينى) (إن شاء الله ما نسوف ذاتو) ولا نسمع او نعى أى الحسينين ضرب أخاه أو أى المجلسين من يبحث تحسين أوضاع الصحفيين,أما ما كشف عنه هشام محمد عباس الأمين العام لمجلس الصحافة فى متن الخبر بأن المجلس سيدعو لإجتماع مع الناشرين قريباً لمناقشة أوضاع الصحف بصورة عامة فهو ما يدفع صحافة الخرطوم لإبراز مانشيت رئيسى لعدد الغد يقول(سجمى الراجل جن) إذ يعنى مكشوف الرجل عن اجتماع الناشرين بالناشرين بالاندراة وهى مرحلة متقدمة على الجنون حسب القاعدة(الجن بيتداوى.. كعبة الإندراوة) ويمكن التأسيس على ذلك بأن تجتمع مع نفسك وتصدر قراراً بإقالتك لتستأنف ضد قرارك لتعيد محكمة الإستئناف الحكم إلى محكمة الموضوع, هل فهمتم شيئاً ! و(لا أنا) ! [email protected]