وزيرالخارجية يقدم خطاب السودان امام مؤتمر القمة الإسلامية ببانجول    مشار وكباشي يبحثان قضايا الاستقرار والسلام    وزير الخارجية يبحث مع نظيره المصري سبل تمتين علاقات البلدين    (لا تُلوّح للمسافر .. المسافر راح)    راصد الزلازل الهولندي يحذر مجدداً: زلزال قوي بين 8 و10 مايو    (تاركو) تعلن استعدادها لخدمات المناولة الأرضية بمطار دنقلا والمشاركة في برنامج الإغاثة الإنسانية للبلاد    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الأحد    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الأحد    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الأحد    انتفاضة الجامعات الأمريكية .. انتصار للإنسان أم معاداة للسامية؟    بوتين يحضر قداس عيد القيامة بموسكو    أول اعتراف إسرائيلي بشن "هجوم أصفهان"    "الآلاف يفرون من السودان يومياً".. الأمم المتحدة تؤكد    برشلونة ينهار أمام جيرونا.. ويهدي الليجا لريال مدريد    وفاة بايدن وحرب نووية.. ما صحة تنبؤات منسوبة لمسلسل سيمبسون؟    وداعاً «مهندس الكلمة»    النائب الأول لرئيس الاتحاد ورئيس لجنة المنتخبات يدلي بالمثيرأسامة عطا المنان: سنكون على قدر التحديات التي تنتظر جميع المنتخبات    الجنرال كباشي فرس رهان أم فريسة للكيزان؟    ريال مدريد يسحق قادش.. وينتظر تعثر برشلونة    الأمعاء ب2.5 مليون جنيه والرئة ب3″.. تفاصيل اعترافات المتهم بقتل طفل شبرا بمصر    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة لها مع زوجها وهما يتسامران في لحظة صفاء وساخرون: (دي محادثات جدة ولا شنو)    شاهد بالصور والفيديو.. رحلة سيدة سودانية من خبيرة تجميل في الخرطوم إلى صاحبة مقهى بلدي بالقاهرة والجمهور المصري يتعاطف معها    غوارديولا يكشف عن "مرشحه" للفوز ببطولة أوروبا 2024    ريال مدريد ثالثا في تصنيف يويفا.. وبرشلونة خارج ال10 الأوائل    تمندل المليشيا بطلبة العلم    ((كل تأخيرة فيها خير))    الربيع الامريكى .. الشعب العربى وين؟    الإتحاد السوداني لكرة القدم يشاطر رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الأحزان برحيل نجله محمد    دراسة تكشف ما كان يأكله المغاربة قبل 15 ألف عام    مستشار سلفاكير يكشف تفاصيل بشأن زيارة" كباشي"    نانسي فكرت في المكسب المادي وإختارت تحقق أرباحها ولا يهمها الشعب السوداني    قائد السلام    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    شاهد.. حسناء السوشيال ميديا أمنية شهلي تنشر صورة حديثة تعلن بها تفويضها للجيش في إدارة شؤون البلاد: (سوف أسخر كل طاقتي وإمكانياتي وكل ما أملك في خدمة القوات المسلحة)    الأمن يُداهم أوكار تجار المخدرات في العصافرة بالإسكندرية    العقاد والمسيح والحب    مؤسس باينانس.. الملياردير «سي زي» يدخل التاريخ من بوابة السجن الأمريكي    الموارد المعدنية وحكومة سنار تبحثان استخراج المعادن بالولاية    بعد فضيحة وفيات لقاح أسترازينيكا الصادمة..الصحة المصرية تدخل على الخط بتصريحات رسمية    راشد عبد الرحيم: يا عابد الحرمين    تعلية خزان الرصيرص 2013م وإسقاط الإنقاذ 2019م وإخلاء وتهجير شعب الجزيرة 2024م    بيان جديد لشركة كهرباء السودان    أمس حبيت راسك!    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    الملك سلمان يغادر المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الناس في شنو...والمريخ مع موردة الفاشر
نشر في قوون يوم 25 - 08 - 2011

ربع البصل يبقي بي (100 جنيه) في التسجيلات القادمة....اصلو (الاسعار) مولعة نار.
هسه دخل (البصل) بالتسجيلات شنو؟.
ما تستغربوا ...التسجيلات دي ممكن يحصل فيها أي حاجة.
سين وجيم
س : ليه الزول وقت يمشي للفرن الساعة (اتناشر) ما بلقي (رغيف)؟.
ج : والله ما عارف ليه ؟...لكن افتكر الكلام دا من سوء الارضية.
سوء الارضية هسه الدخلو هنا شنو؟.
كلام ساكت
قال ليه احسن حاجة في رمضان الساعة اتنين شنو؟.
قال ليه : البطيخ....وهدف اتوبونج في (القطن) الكاميروني.
هسه الدخل البطيخ مع الهدف شنو؟.
بين قوسين
قال ليه لو مشيت (كندا) اول حاجة بتعملها شنو؟.
قال ليه : اول حاجة بعملها ببدل (الشريحة).
تبدل الشريحة ليه ؟...انت قايل نفسك حسام البدري.
بوابة
بتونس مع صاحبو ..وبحضر في (الجزيرة).
قال ليه : تصور انا (بضرب) للقذافي من امس ..ما برد.
صاحبو قال ليه : النيتو ليه 6 شهور (بضرب) في القذافي ...والقذافي ما برد. عاوزة يرد ليك انت.
الاهداء
غايتو يا هيثم مصطفى ....تمريراتك زي (كعك العيد)..
لو لقيت منهن (اربعة)..بعمل لي مصنع حلويات.
محمد
عند اللزوم فقط
رجل شريف جدا
عندما كتب الازهري (الرجاء تسليفى 5 جنيهات حتى اول الشهر)
قصة قصيرة جدا
عادت مرة اخرى تحاصرني بشكل تعسفي ..بشيء من الارهاب الجاهلي..و الارهاب الفكري...تصادر كل (فكرة) لا تكون عنها...تُقلم كل (اظافر) مبادراتنا ان كانت بعيدة عنها.
تجلس على تل شجوني ...بطريقة تثير فضيلة حواسي الخمس ..او الست.
تكبلني بقيد (الشوق)...اشعر اني (مديون) لها في ذلك ...كأني (اتسلف) من اقداري نصيب من الفرح لرؤيتها.
رجعت الي سِفرها الاول (تشخبط) على جدران الذاكرة ...تكتب الحرف الاول من طفولتها...ترسم براءتها على حافة العيون..توقع في دفتر الحضور وهي غائبة.
لم يتوقف الزمن ليهدى للشاعر ابراهيم الرشيد (لحظات هنية) كما نادى بذلك فى (يا زمن وقف شوية) ، مع ذلك فان ابراهيم الرشيد مازال يحتفظ بعزة (لو داير تسيبنا جرب وانت سيبنا ولو داير تحب حب وانساه ريدنا) ، ومازال ابراهيم الرشيد (سليم الذوق) رغم تقدم السنوات ومضى الايام ، ربما كان هذا من فرض (عقد الجواهر) التى كان يشدو بها ابوعبيدة حسن عندما كانت (الاذن تعشق قبل العين).
فى جبرة جلست استمع الى ابراهيم الرشيد وهو يتحدث بثقافته العالية فيطربك تماماً كما تطربك قصائده ، قصدت ان اسأله عن اسماعيل الازهرى وهو الذى سكن جواره , وعمل معه فى البرلمان ، الى جانب ذلك فقد سألته عن بعض شعراء الحقيبة الذين عرفهم عن قرب وافصح عن بعض صفاتهم ومميزاتهم المسكوت عنها ، فكانت افادته للتاريخ وللتوثيق لرجال قدموا الكثير لهذا البلد.
كان فى نهار شديد الحرارة يعود الى منزله فقد جاء بعد ان قبض معاشه وهو يحمل فى يده (ادوية) ، مازال يركب حافلات المواصلات ويوقفه من حين الى اخر شخص يسأله عن (يا زمن وقف شوية) فيقف هو ليجيب برحابة سماحته المعروفة، استقليت الموقف وقلت له هل تولد المعاناة الابداع ؟.
المواقع والظروف لا تبدل الابداع ، المعاناة قد تقتل الابداع لكن لا تولده.
الابداع هل يحتاج الى عوامل معينة؟.
الابداع لا يختلق بعوامل معينة لكن هنالك اشياء تجعله يختلف تماشياً مع عامل السن ، هنالك اشياء يمكن ان اكتبها فى الشباب ولا يمكن ان اكتبها الآن ، لكن يبقى المبدع هو لسان شعبه فى السراء والضراء ، التواصل يكون ضرورى ويبقى ما بقى العمر.
الجمال والسماحة فى الماضى والآن هل توجد فروقات فى الحكم عليها ؟.
طبعاً الفرق شاسع زمان المرأة ما بتطلع إلا للضرورة القصوى ، كانت المرأة تتواجد فقط فى (التمريض والتدريس) ، التقاليد وقتها كانت غالبة, والبنت كنا نتعامل معاها على انها (بنت الحلة) ، الان دا مافى ، البنات كن عزيزات والحاجة لما تكون عزيزة ونادرة الكتابة فيها بتكون صادقة وجميلة.
الشباب الآن اصبح يقود الكبار وظهرت اشياء لم نكن نعرفها، مثل الزواج العرفى ، الطلبة الان (مسطحين) ويمكن ان تجدهم لا يعرفون محمد المهدى المجذوب ، نحن عشنا بين جيلين ، جيل فيه الجمال الروحى والحسى وجيل انتفاضى لا يلتفت الى الوراء ، عهد الجدود والحبوبات انتهى .
ألم تكتب فى واحدة من بنات هذا الزمن قصيدة وهن بكل هذا الألق ؟.
مرة كنت ماشى التلفزيون فى الصباح ركبت حافلات التقانة فأمتلأت الحافلة وقبل ان تتحرك الحافلة جاءت احدى البنات وقالت انها طالبة وتريد ان تركب هذه الحافلة لتلحق بامتحانها لانها لن تنتظر الحافلة التالية حتى تمتلئ ، ففسحنا لها مقعد بيننا وكانت وهى فى الحافلة تقرأ من دفتر المحاضرة فكتبت قصيدة قلت فيها:
جاية تقدل فى رزانة وجات تأشر بى بنانة
ماشة وين؟ .............. ماشة التقانة
قلت ايه ؟................. قلنا التقانة
جات تبادر بالتحية وفجَّت القاعدين شوية
وابتدت تقرأ وتذاكر وتمشى فى احلام صبية
ديل بنات بلدى الغوالى .. همتن فوق العلالى
فى طريق رفعة بلدنا يسهروا يقيموا الليالى
ديل بنات حوا الجديدة فى الصباح يقرأوا الجريدة
وفى الاماسى يلاقوا (روضة) تقرأ فى آخر قصيدة
قلت له بعد ذلك وماذا كتبت الى عبدالباسط سبدرات ؟
فى عام الثقافة العربية كرَّم صديق مجتبى الفنان الكبير ابراهيم عوض وعبداللطيف خضر ، اذكر ان ابراهيم عوض اعتذر عن هذا التكريم نسبة لرحيل الشيخ البرعى فى نفس الليلة .
كرموا الفنان والملحن وتجاوزوا الشاعر رغم ان برنامج تكريم ابراهيم عوض كان فيه احياء (11) اغنية من اغانيه , وكان لى فيها (9) اغنيات من كلماتى مع ذلك لم يسألوا عنى فكان ان كتبت قصيدة لعبدالباسط سبدرات الرجل الفنان والشاعر والانسان قلت فيها (ظلم الحسن ظلم الحسين .. يا سبدرات تكريمنا وين؟).
حاولت اسوق الحديث الى جانب اخر ، واصلاً قصدى من هذا الحوار ان يحدثنى ابراهيم الرشيد عن بعض الشخصيات التى كان قريبا منها ، ابتدأت من ابراهيم العبادى وقلت له ماذا تعرف عن العبادى ؟.
عملت مع ابراهيم العبادى فى اتحاد الشعراء عام 1964 ، وهو بالمناسبة اول من اكتشف سرور ، ويحكى ان هنالك حفلة كان يتغنى فيها (الطنابرة) ، فى الاستراحة قام سرور فقلد الطنابرة فكان صوته اجمل من الطنابرة نفسهم ، الذين اغضبهم غناء سرور فخرجوا من الحفلة غاضبين ، فما كان للعبادى إلا ان يرعى سرور ويقدمه فنانا للناس.
وماذا عن عبدالرحمن الريح ؟
ما لا تعرفونه عن عبدالرحمن انه كان لا يخرج فى النهار وكل تحركاته فى الليل ، وهو قد كتب معظم قصائده فى حديقة الحيوانات لذلك نجد الطبيعة غالبة فى اغانى عبدالرحمن الريح.
وماذا عن عمر البنا؟.
عمر البنا قبل ما يكون شاعر كان مغنى وكان (وسيم) وله (ناقة) يأتى بها للحفلات ، مرة جابوه يغنى فى ابوروف فغنى باخلاص وابداع كبير لأنه اعجب باحدى الفتيات فى الحفلة فألهمته ، لكنه لم يستطع ان يقول لها شئ ، اكمل الحفلة دون ان يكلمها واصبح يأتي كل يوم الى ابوروف لمشاهدة هذه (الحسناء) ولا يوفق فى ذلك ،ولما غلبته الحيلة , اعطى اطفال الحى فى ابوروف (قروش) ليهتفوا كلهم (النار.. النار) ولمَّا فعلوا ,خرجت (الحسناء) مع امها تسأل عن النار فاشار البنا الى قلبه وقال النار هنا.
سألته عن ابراهيم عوض فحكى .
ابراهيم عوض كان كريم كرم مبالغ فيه ، وكان يمكن ان يحيى حفلات دون ان يأخذ عليها اجرا وكان يدفع للعازفين من جيبه وكان لا يكتفى بذلك لانه يقدم هدايا للعروس والعريس ، وقد كان يختار الصفوة ليسألهم ويستشيرهم عن اغنياته الجديدة وكان مجلسه هذا يتكون من القاضى دفع الله الرضى ومهدى الفحل وعبدالحليم الطاهر ، وهو اول من امسك بالمايك وغنى به , وتحرك به وهو الذى ادخل الطرمبة وزاد عدد عازفى الايقاع ، وكان ابراهيم عوض اذا جاء احد الفتوّات ليلخبط الحفلة ويُحدث فيها ضجة ينزل اليه ويحمله, ويقفله فى عربيته حتى تنتهى الحفلة ثم يطلق سراحه.
من بعد كان سؤالى له عن الزعيم اسماعيل الازهرى بحكم صلته به وقربه منه ؟
الزعيم اسماعيل الازهرى كان بحب (التراب) بصورة كبيرة وحبه للوطن لا تستطيع ان تتخيله ، كنت ساكن جواره فى بيت المال وقد كان معتادا على السير فى الصباح عقب صلاة الصبح وكان يتفقد كل الناس ويسلم على كل المارين فى الشارع ويسألهم عن احوالهم ، وهو اول شخص تجده فى الدافنة فى كل وفيات اهل ام درمان .
الازهرى كان يحب المهاتما غاندى بصورة كبيرة وهو قدوته ، وكان يقلده فى لبس (الدمور) حيث كان يفصل دمور شندى (بدل) فى منتهى الاناقة. قال لنا: غاندى لم يُخرج الانجليز من الهند بالرصاص بل اخرجهم بان دعا الهنود لانشاء مناسج فى بيوتهم وان يزرعوا كل احتياجاتهم فى البيت ، حتى وجد الانجليز انه لابد من الخروج من الهند فخرجوا.
الازهرى كان يخصص خمس دقائق في كل محاضرة له للحديث عن الوطنية.
عندما بُعث الازهرى لبيروت للتخصص فى الرياضيات مع عبدالفتاح المغربى وعبيد عبدالنور كانوا يحلقون فى احد محلات الحلاقة ويتحدثون باللغة الانجليزية ، وكان الازهرى يقسم باخراج الانجليز ، وكان كلما تحدثوا اخرج لهم الحلاق (شهادة) حتى وصلت 6 شهادات وقال لهم الحلاق اياكم والغرور فانا املك 6 شهادات لكن هذا الشخص واشار للازهرى فيه ذكاء ويمكن ان يُخرج الانجليز من السودان فضحك عبدالفتاح المغربى وقال :والله لو طلع الانجليز إلا البس (الرحط).
بعد اربع سنوات احرز الازهرى المركز الاول على مستوى الشرق الاوسط وحضر رسالته فى (اللانهايات) فعادوا الى السودان وقابلوا وزير المعارف فاحرجه الازهرى وقال له انا استحق البيت الذى يسكن فيه احد الخواجات لانه لا يملك شهادة كالتى امتلكها.
المسؤولون هنا كتبوا خطابا الى بريطانيا يخبرونهم عن طلب الازهرى فعُين ضابط مجلس حتى لا يستحق المنزل فطالب الازهرى بالاقالة من المنصب ، واتجه الازهرى الى انشاء مدارس اهلية وانشأ مدرسة ابتدائية ثم انشأ ثانوية المؤتمر.
من بعد هذا نزل اسماعيل الازهرى فى انتخابات الدائرة الشمالية (منطقة ابوروف) وكان منافسه التاجر (ازرق) صاحب (حمار شهير) وكان ينادى ببقاء الانجليز ويفضل عدم خروجهم من السودان.
فاز الازهرى عليه فى تلك الانتخابات ولم يحرز (ازرق) غير صوتين ،الأول صوت ازرق نفسه اما الصوت الاخر فقد منحه له اسماعيل الازهرى.
فى سنة 1954 كنت وكيل بريد البرلمان مع عبدالله عبدالسلام (حكم دولى) وعندما كان يستعد الازهرى لاعلان استقلال السودان من البرلمان كان ان حضر لى الخواجة حاملاً برقية يريد ان يرسلها لملكة بريطانيا ,والبرقية كانت تحت عنوان (حيث ضحك القدر) يقول فيها كاتبها: ان السودان لا يستحق الاستقلال الان وهو مازال شعبا متخلفا ويحتاج الى مئة عام اخرى ليستحق الاستقلال، اغضبتنى البرقية واوقفت ارسالها واعطيت البرقية بابكر قبانى مراقب البريد الذى حملها الى يحى الفضلى وزير المواصلات ، وكان وقتها هو دينمو الحزب ، فحمل البرقية وذهب بها الى الازهرى يسأله الاستشارة ، فقال له الازهرى منذ متى تستشيرنى يا يحى وكان وقتها هنالك جريدة للحزب اسمها (النداء) وكان يكتب فيها الفضلى (بيننا وبين على) يهاجم فيها السيد على بقوة ، قال له الازهرى هل كنت تستشيرنى فى هجومك على السيد على ،قال الفضلى للازهرى هذا الموضوع صعب شوية هنالك برقية مرسلة الى ملكة بريطانيا تطالب ان لا يُمنح السودان استقلاله ، قرأها الازهرى وقال ليس في هذه البرقية شئ, وهى فرصة لنثبت لملكة بريطانيا اننا تلاميذهم واننا ديمقراطيون ليمنحونا الاستقلال ، وجاء الازهرى من بعد الى مكتبى وقال لى: ارسل البرقية ثم اضاف ( يا ابنى ابراهيم اشكرك على وطنيتك ولكن السياسة شئ والوطنية شئ اخر … السياسة لعبة قذرة … مصلحتك هى الاهم فى السياسة ومصلحتنا هنا ان نرسل البرقية).
تصور عندما رحل الخواجة بابا كوستا الذى كان يملك مخبز فى شارع الحرية وجدوا فى خزينته رسالة من الازهرى يقول فيها (الرجاء تسليفى 5 جنيهات الى اول الشهر).
اختراع
اخوكم من تركيا بخترع عليكم أي واحد يشغل (المروحة) في اربعة ..يعملوا ليه مجلس محاسبة ...عشان الايامات دي الضغط على الكهربة كبير.
الكهرباء بقت زي (عصام الحضري)...الساعة والتانية بتخرج من (الشبكة).
هسه عصام الحضري ذنبو شنو؟.
افتراض
قالوا ليك سألوا عصام الحضري ...قالوا ليه اكتر حاجة عجبتك في المريخ شنو؟.
قال (التورتة).
قالوا ليه : ثم من؟.
قال ليهم : (الطابق التاني).
انت الطابق التاني دا لو ما دخلتو ما بترتاح.
هسه (الطابق التاني) ذنبو شنو؟.
جار التحويل
جاء من البلد. لاقى واحد في الشارع ..قال ليه اسمع مدرسة بخاتر الطيب وين؟.
زولكم قال ليه : والله انا جديد في البلد دي ..ما بعرف مدرسة بخاتر الطيب.
الزول السألو قال ليه : طيب وقت انت جديد في البلد دي (النظارة) ليك شنو؟.
البشوفك لابس (النظارة) يقول بيتكم فاتح على شارع النيل.
غايتو يا ولاد الزمن دا ...تلبسوا في (النظارات) ساكت ...ما عارفين ليها (عدل).
متاوقة
لاقي ليه روسي في سوق ستة...
قال ليه : اسمع ...نشرة عشرة في روسيا بجيبوها ليكم الساعة كم؟.
الروسي قال ليه : الساعة عشرة طبعا.
قال للروسي ...غريبة ..تصور نحن هنا نشرة عشرة بجيبوها ستة.
الروسي قال ليه : ليه ..دي نشرة وإلا (سيد اللبن) البتجيكم مع المغرب دي.
بالمناسبة
انت العيد متين؟.
ما عارف !!.
لكن اعتقد بعد رمضان!!.
اشارة
كل ما اشوف هيثم طمبل في التلفزيون...
اقول الزول يتخيل لي كدا كان (لعاب).
يا حليلك يا طمبل بقيت زي محمد عمر عباس.
طبعا محمد عمر عباس ...ما عندو أي دخل بالكورة.
افتكار
قعد يفكر براه...
قال هسه لو (صبت) مطرة اتصرف كيف؟.
عندنا صالون زي فيفي عبده لو نقطت ساكت بنزل (الدارة).
هسه دا افتكار دا.
حلم
كان بحلم يفتح ليه (دكان).
عشان كل ما زول يقول ليه عاوز (طحنية).
يقطع ليه (قطعة) في خشمو.
زول جنو (طحنية).
ان شاءالله (الطحنية) تطير.
نظرية
ناس المريخ لعبوا مع موردة الفاشر ...وقالوا الصيام آثر مع (المريخ) عشان كدا ما قدروا يلعبوا كويس.
يا ربي ناس موردة الفاشر ديل جايين من روسيا.
وإلا رمضان في الفاشر الي الان ما ثبت.
هسه وينها (النظرية).
تصريجة
جنو (كوتشينة)...
جابوا ليه (بنت) الساعة اربعة صباحا ...
قال والله البنت دي لو اتأخرت شوية (خمسين).
ودك الورق وقام.
وجه الاختلاف
الفرق بين سادومبا وكلتشي شنو؟.
زي الفرق بين (الرغيف) والكسرة.
كلتشي ما بتهضم إلا مع الملاح المفروك ...والبايت كمان.
شارع وبيت ناصية
دخل ليه بي عربية (نيسان) في عمود.
قام ..وحالتو زي (العفريتة)...وقال للعمود ...مية مرة قلت ليك ما تقيف في مكانك دا.
محاولة
كل ما اشوف (تمريرة) لي هيثم مصطفى حفظه الله ورعاه ...بقول انا ليه ما طلعت (شاعر).
هسه لو بقيت شاعر مع (التمريرات) دي كنت جهجهت ناس (المتنبي).
المتنبي هسه ذنبو شنو؟.
حيطة جالوص
قال ليه الفرق بين (سمك) شندي ...وسمك البحر الاحمر شنو؟.
قال ليه : سمك شندي ما بقول (شو) وقت يرموه في (الزيت).
نحن كمان عندنا (سمكة) بتقول (شو).
والله السمكة البتقول عندنا (شو) بنقطع (ضنبها).
رقراق
عندو اربع (نضارات).
وقت يجبوا ليهو (سمك) بلبس (نضارة) القراية..وبقول السمك دا عاوز (قراية) شديدة.
ما في (شوكة) بتفوت عليه.
في الحتة دي
يا دكتور سادومبا دا بجيب (القطيعة).
بجيب (القطيعة) في حالة واحدة بس ...تكون بتلعب (باك).
او بتشجع (المريخ).
السلام في الاغنية السودانية
اغاني السلام في الاغنية السودانية كثيرة ومحتشدة بالكثير من (المآسي) والحكاوى العاطفية الجملية.
السلام في الاغاني العاطفية ...له دلالات ..يعني عندما يكون هناك زعل ..ممكن عادي الزول يمر فيك وما يسلم عليك.
وعدم السلام له دلالة اكبر من السلام نفسه.
وهي حب اخر.
بدء كان التساؤل مشروعا في اغاني الحقيبة نفسها ...عندما استعجب من منع السلام وهو سنة اسلامية حميدة.
احرموني ولا تحرموني
سنة الاسلام السلام
عطفكم يا من ألموني
كالاشعة الاسهم رموني
الشجون بالليل نادموني
الانين والنوح علموني
هل كل هذا الوجع من الحرمان من السلام.
ود الرضي عرف عنه (الحكمة) وهو قد عرض في هذه الاغنية لاجمل حكمة يمكن ان تكون عرضت في اغاني الحقيبة.
ليك روحي و اجزيك حمدا
قال لي كيف تستوجب لي حمدا
من تعاطى المكروه عمدا
غير شك يتعاطى الحرام
ربما لا تستطيع ان تستوعب هذه الحكمة بالقدر الذي تستوعبه بها الان وهي تأتي في هذه اللفافة الغنائية.
صلاح احمد ابراهيم صاحب اجمل (مرافعة) في هذا الشأن وهو انتقل لنا بقصيدته التي سوف ندلف لها الان الي عالم ومسافات بعيدة ..او سماءوات لا حصر لها ولا عدد ...فضائيات لا منتهي لها.
ربما هذه هي (الحداثة) التي ادخلها صلاح احمد ابراهيم في الشعر وفي اللغة بصورة عامة.
صلاح احمد ابراهيم من الذين جددوا في اللغة ..واحدثوا فيها فتوحات ..لم نعهدها في اللغة من قبل.
انظروا لهذه الصورة التي عرضها صلاح احمد ابراهيم في هذا الحرج من جراء رفض السلام.
هذا منتهي الاحراج.
ومددت كفي بالسلام
لكن كفك في الطريق ترددت وتعثرت
وكأنما كفي حرام...
ورفعت رأسي من جحور كآبتي
وأدرت عيني في المكان
وكنت أنت قبالتي
عيناك نحوي تنظران
عيناك وأخضّر المكان
وتسمرت عيناي في عينيك
ما عاد المكان أو الزمان
عيناك بس
هل احسستم بهذا الاحراج ...والانكسار ..فهو قد مدت له اليد للسلام ..لكنها انكمشت بعد ذلك ...(لكن كفك في الكريق ترددت وتعثرت)..هذا تراجع ..واختصار ووجع.
هذا التعثر والتردد ..يقابله كل هذا الحب ..وكل هذا الجمال ..بقدر ما انكمشت اليد تمددت العيون.
ومسكت قوس كمانتي
عيناك إذ تتألقان
عيناك من عسل المفاتن جرّتان
عيناك من سور المحاسن آيتان
عيناك مثل صبيتين
عيناك أروع ماستين
{هذا قليل}
عيناك أصدق كلمتين
عيناك أسعد لحظتين
{هذا قليل}
عيناك أجمل روضتين
عيناك أنضر واحتين
{ما قلت شيء}
عيناك أطهر بركتين من البراءة
صلاح احمد ابراهيم يعود للمحاولة مرة ثانية ..في يوم اخر ..لكن العرض يستمر في القصيدة مثلها.
تري ماذا يحدث في هذا الموقف...هل يحصل توافق ..انه يمد يده مرة اخرى.
انظروا ما حدث.
ووقفت في أدب وفرط احتشام
ومددت كفي بالسلام..
لكن كفك في الطريق ترددت وتعثرت
وامتد في عينيك ظل توجس
وكأنما كفي حرام...
وكأنما قتلت حسيناً أو رمت
بالمنجنيق قداسة البيت الحرام
ترى ماذا يفعل، ماذا يكون رد فعله؟
وخنقت في صدري كلام
وحبست في حلقي ملام
ومشيت مغتاظاً أضمّد مهجتي
وألمُّ من فوق التراب كرامتي
وأسبُّ يوماً كنت تجلس أنت فيه قبالتي
انها تتردد مرة ثانية تتعثر مرة اخرى .....احسب كمية (الجراح) في هذا الانكماش ...والرفض المميت.
والرواية تمتد عند صلاح احمد ابراهيم ..ويحدث انتصار ..وعودة للروح ...هذا موقف اخير ينتصر فيه صلاح.
يرد لنفسه كرامته ..ويحرر اوجاعه.
ماذا حدث.
هذا ما حدث بالنص.
حتى لقيتك أنت- تذكر؟- من جديد
في ذلك الركن القصيِّ
بذلك البلد البعيد
إذ جئت تخطر نحونا وكأن وجهك يوم عيد
ماذا يريد؟
فهفا الفؤاد هفا
فقمت نهرته
وهتفت: ما شأني به؟ وزجرته،
وذكرت أنك طالما عذّبته وأهنته
ولويت رأسك يا عنيد
وأتيت مبتسماً وفي عينيك ألوان الحنان
ماذا هناك؟
ومددت كفك بالسلام
لا، لم تعد تلقي يداه الاتهام
وتقول كفاه بأن يدي حرام
ودفنت في أرجاء كفك راحتي
وضممتها.. وضممتها
ورميت قلبي في ذراعي بهجة
وحمدت يوماً
كنت تجلس أنت فيه قبالتي
ما اروع هذا الانتصار.
وما اجمل (الاخراج) عند صلاح احمد ابراهيم ..الشاعر الذي جدد في اللغة ..واتي بكل هذه الحداثات.
اتي بكل هذه الصباحات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.