بسم الله الرحمن الرحيم في توقيت متزامن..انطلقت جملة من الإجراءات الحكومية المضادة للترويج لداعش..وطالت الاعتقالات الشيخين السديرة وعمر عبد الخالق ..المؤيدين لداعش والمبايعين لابي بكر البغدادي.. وجمع خمسة آلاف من الشباب ليحاضرهم شيوخ سلفيون..ووفقاَ لما أوردته الأنباء فإن التنظيم كان دقيقاً بإشراف شباب ملتح قصار الجلابيب..ما يفيد بأنهم سلفيين .. ما ينطبق عليه المثل الانجليزي إن صح النسب بأنهم يعظون المؤمنين..ولا يرى المثل داعياً لاستهلاك الوقت إلا في وعظ غيرهم. السؤال الذي يطرح نفسه..ما الطارئ الذي أدى إلى هذا التزامن ؟ وما هو الجديد الذي يجعل الحكومة وجماعة أنصار السنة تنشطان في هذا الاتجاه ؟ فهذه الجماعات متواجدة من قبل هذا ولهم مراكز ومعاهد دينية خاصة ..والنظام نفسه ليس غريباً على استضافة المتطرفين منذ عهد المؤتمر العربي الإسلامي بزعامة الترابي ..بل وأفراد تنظيم القاعدة وزعيمه الراحل أسامة بن لادن.. لمحاولة الاجابة على هذا السؤال.ينبغي أن نجيب على سؤال محوري..وهو ما هي الاختلافات الموجودة بين حركات الإخوان المسلمين والجماعات السلفية من ناحية العقيدة ثم تحديداً في منظورهم إلى الجهاد ؟ في ظني لا فرق فالتياران يتبنيان إسلاماً رادكالياً وإن كانت جماعة الاخوان المسلمين تتبع أسلوب التقية لوجود طرح سياسي ضمن الفكرة..يستند فيما يستند على أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن..والسلفيون يعتدون بالتربية أولاً ويوافقهم من اختلف مع الترابي في السودان من الإخوان..دون أن يطرحوا الإجابة على سؤال ثم ماذا بعد؟ والإجابة كفيلة بأن توضح بأنه لا فرق..ولا يحتاج المدقق لكبير عناء ليعرف الشواهد على ذلك..ومنها هذا التحالف الماثل بين النظام وجماعة أنصار السنة ولا يفهم تحسر بعض أعضاء الحركة الاسلاموية على غيابهم عن الدعوة ونشاط السلفيين إلا في هذا السياق..ومن الشواهد تحالف السلفيين مع الإخوان في مصر..وأظهر تجليات الأمر هو موضوع النظام الخالف الذي يبشر به الترابي ..وما الحديث عن استيعابه للناصريين والبعثيين إلا من قبيل تكبير الكوم وذر الرماد في العيون..أما ضمه للحزبين الطائفيين .. فلأنهم أهل سلطة و لا أصول فكرية حقيقية تميزهم..رغم كتابات الصادق المهدي الذي يتهمة غلاة معارضيه بأنه هو نفسه أخ مسلم مستتر..وما الخلاف إلا في الأسلاب والغنائم..ويكفي التشارك وسياسة الباب الموارب مع النظام من الطائفتين.. ونعود إلى سؤالنا المحوري عن التوقيت ومغزاه..ولا يقرأ التوقيت إلا وفقاً للظروف السياسية المحيطة إقليمياً ودولياً.. وهو موقف مماثل تماماً لإغلاق الحسينيات الشيعية الذي كان يهدف إلى التزلف إلى المحور السعودي المصري المناهضين للإخوان المسلمين حد توصيفهم بالإرهابيين .. وكان النظام وقتها قد تبرأ كذلك من الانضمام على تنظيم الإخوان المسلمين الدولي ..وها هو الرئيس قد عاد من زيارة للسعودية قبل فترة قصيرة..ومتوجه إلى مصر للمشاركة في احتفالات افتتاح قناة السويس الجديدة.. فلا بأس من مواقف لتاكيد الإنتماء لهذا المحور..كيف لا وقد شارك رئس النظام في المؤتمر الاقتصادي المصري لجلب الدعم في موقف رآه البعض لزوم ما لا يلزم..أما المحاضرون السلفيون..فلا تخفى دوافعهم..فهل يعيشون إلا بحبل من الخليج وحبل من النظام ؟ أما داعش نفسها .. والنصرة وما إلى ذلك ..فليست إلا الوليد الشرعي للإحباط من عدم تحقق المأمول بعيد أحداث الربيع العربي ..لضعف الموقف الفكري في مواجهة أسئلة العصر ..لا كما يروج له من قبلهم بأنه وليد قمعهم من قبل السلطات . [email protected]