في محاضرة للعلامة الأميركي إمام ماجد التطرُّف .. فسأل به خبيرا الخرطوم: شاذلي السر بذكاءٍ كبير استطاع المنظمون لمحاضرة التطرُّف الديني وسط الشباب الأسباب والحلول انتزاع علامة رضا كبيرة من السفير الأميركي المتجول لحقوق الأديان الزائر للبلاد هذه الايام ديفيد سابرستان وقتما جمعوا لافتتاح المحاضرة بين المقريء شيخ نورين ليتلو آيات من قوله تعالى من صورة فصلت (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ) بالأسقف حماد كوكو ليقرأ هو الآخر من الإنجيل تراتيل تقول في صدرها على لسان عيسى عليه السلام (إن كانت لي نبوة وأعلم جميع الأسرار وكل الايمان حتى اقتلع الجبال وليس لي محبة فإني لست على شيء)، إذ وجدت تلك للفتة استحسان الحاضرين لمحاضرة العلامة الشيخ السوداني الأصل الأميركي الجنسية د. إمام ماجد، المنظمة من قبل مجلس الشباب العربي والأفريقي بالتعاون مع السفارة الأميركية بالخرطوم عن التطرف الديني وسط الشباب الأسباب والحلول، إذ جاءت تفاصليها على النحو التالي: مقارنة قبل نحو أسبوع من اليوم تحديداً شهدت القاعة الرئاسة من قاعة الصداقة محاضرة في ذات الموضوع الذي قدمت في سبيله الدعوة من قبل مجلس الشباب العربي والأفريقي للدكتور إمام حاج ماجد، إذ شهدت ذات القاعة محاضرة بعنوان "داعش" قدمها فضيلة الشيخين أبوبكر آداب ومزمل فقيري، بيد أن الذي تلاحظ لنا من خلال التواجد في كلتي المحاضرتين عظيم اهتمام الشباب بمحاضرة الشيخين أبوبكر ومزمل، على غير المحاضرة الأخيرة على الرغم من أن المحاضرة الاخيرة حملت عنوان التطرف الديني وسط الشباب؛ وقدمت الدعوة من منظمة هي في الأصل تسمى بمجلس الشباب العربي والأفريقي علاوةً على الرعاية الكبيرة من رئاسة الجمهورية والسفارة الأميركية بالخرطوم؛ حيث كان نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبدالرحمن حضوراً إلى جانب القائم بأعمال السفارة الأميركية في البلاد، وعظيم الأموال التي أنفقت في حشد الحضور من بصات وغيرها اذ انحصر اغلب الحضور علي شريحة النساء وطلاب الخلاوي و من الشباب والطلاب . قرارات نائب رئيس الجمهورية حسبو محمد عبدالرحمن في مستهل مخاطبته الجلسة الأول لمحاضرة التطرف الديني كشف عن قرارات تعتزم رئاسة الجمهورية استصدارها بعد التشاور مع مجمع الفقه الإسلامي وهيئة علماء السودان ووزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي ووزارة الشباب والرياضة لوضع آليات تحول دون انتشار التطرف الديني وسط الشباب السوداني، مقللاً في الوقت ذات من ظاهرة هجرة بعض الطلاب السودانيين نحو داعش، واضاف قائلاً "على الرغم من مغادرة 24 من طلاب جامعة مامون حميدة لداعش يبقي السودان بعيداً عن ذلك" وتابع "معظم هولاء الطلاب يحملون جوازات أجنبية" واتهم حسبو الغرب بدعم الجماعات الاسلامية المتطرفة، وتساءل "من الذي يدعم داعش ويقدم لها السلاح والتكنولوجيا" قاطعاً بأن الغرب هو من أوجد داعش ودعمها حالها في ذلك حال تنظيم القاعدة من أجل حرب الاتحاد السوفيتي "مشدداً على استحالة القضاء على التطرف والجماعات الجهادية من خلال الحلول الأمنية، داعياً إلى إعلاء قيم الحوار (بالتي هي أحسن) ومعالجة قضايا البطالة ومحاربة الفساد، رافضاً محاولات الإعلام الغربي الربط بين ظاهرة التطرف الديني والمسلمون في منطقة الشرق الأوسط، مشدداً على أن التطرف لا دين ولا وطن له، وامتدح قيم التعايش السلمي والديني الذي يحظي به السودان، مشيراً إلى أن السودان دولة وسيطة وضد الغلو والتطرف. أسباب أول ما استهل به العلامة الدكتور إمام ماجد حديثه محاولته محو ما أسماه بالصور غير الحقيقة وتوهم المسلمين بأن الغرب والولاياتالمتحدة تقف خلف كل الأحداث التي تدور رحاها في المنطقة العربية، وأرجع الرجل ظاهرة التطرف إلى إحساس الشباب الإسلامي بالظلم الذي وقع عليه، سيما جهله بقيم الدين ومعرفته بالإسلام الحقيقي، لافتاً إلى أن أغلب من انتمى من الشباب للجماعات المتشددة لايعرف عن الدين الكثير وأن بعضهم لا يجيد قراءة سورة الفاتحة على حد قوله، وقال إن بعضهم يحملهم في ذلك حماس منقطع النظير ورغبة في إعلاء قيم الدين، منوهاً إلى أن بعضهم يتعامل مع فكرة الانتماء لداعش من منطلق عاطفي، واقر ماجد بنجاح دعاة التنظيم في استغلال حاجة الشباب النفسية للبعد الروحي عن طريق خلط البعدين النفسي والروحي، مشيراً إلى أن جهل الشباب بالكثير من الغيبيات في مقدمتها الشهادة والموت في سبيل الله ساهم في هذا الاستغلال لداعش لهم، فضلاً عن تركيز دعاة التنظيم على استغلال رغبة الشباب في بناء ذاته من خلال بث أفكار أن الأمة الإسلامية في حاجة لخدماته، وكشف الرجل عن جملة ممارسات يتبعها دعاة التنظيم في استهداف الشباب معتمدين في كل ذلك على الشبكة العنكبوتية "الإنترنت" مستخدمين في ذلك تقنيات عالية في عرض الأفلام والأناشيد والصور، فضلاً عن نزع الكثير من الآيات عن سياقها عند دعوة الشباب سيما فيما يلي آيات الجهاد وآيات البراء والولاء حيث يتهمون كل من يعارض دعوتهم بالكفر، هذا علاوة على اعتماد التنظيم في دعوته على العنصر النسائي، إذ كثيراً ما تطل مجموعة من السيدات على شبكات التواصل الاجتماعي تدعو الشباب الانضمام للتنظيم مستخدمين في ذلك الكثير من الوعود والمحفزات منها أن الشباب سيجد له زوجة من المجاهدات وأخرى إن مات في الجنة. حلول لم ينفق الرجل وقتاً طويلاً في عرض الحلول التي يمكن أن تقام في مواجهة خطر التطرف، وأجمل تلك الحلول في عبارة واحدة قائلاً" الحل في مواجهة التطرف هو قيادة الشباب نحو الإسلام وليس العكس"؛ مشيراً إلى أن الذي دفع الشباب نحو التطرف هو حماسه لأجل الدين، الأمر الذي يحتِّم تعليم هؤلاء قيم الدين الوسط وحضهم على الأخذ بقيم الوسطية فضلاً عن الاهتمام ببسط قيم العدالة وتوزيع الفرص بعدالة بين الشباب ومراجعة مناهج التعليم، وطالب بالاهتمام بالأئمة والدعاة تدريباً وتأهيلاً بحيث يتمكنون من التواصل مع الشباب الكترونياً من خلال الشبكات ومواقع التواصل الاجتماعي، وقال" لانريد ائمة يقيمون الصلاة ويبرمون عقود النكاح ثم يمضون"؛ محذراً من خطورة جهل الأئمة التعامل مع الوسائط الحديثة والانترنت. مداخلة أكثر ما اهتم به رئيس مجمع الفقه الإسلامي الدكتور عصام أحمد البشير في مداخلته في محاضرة التطرف الديني هو الهجوم على الغرب والحركة الإسلامية، وحمّل الرجل الحركة الإسلامية مسؤولية جنوح الطلاب السودانيين نحو التطرف، وقال انها اشتغلت بالعمل السياسي على حساب دورها الدعوي والاجتماعي، الأمر الذي خلف حالة من الفراغ قادت الكثيرين نحو التطرف والغلو، متهماً الولاياتالمتحدة والغرب بدعم التنظيمات الجهادية، وامتعض من محاولات الغرب الربط بين الإرهاب والإسلام، واستهجن البشير ازدواجية المعايير في تعامل الغرب مع قضايا المسلمين، وأرجع عصام ظاهرة التطرف إلى استبداد الحكام واستشراء الفساد وغياب قيم العدالة وتراجع مساحة الحريات وتراجع دور الأسرة فضلاً عن غياب العدالة الاجتماعية واتساع الفجوة بين الأغنياء والفقراء، وطالب البشير الغرب بمراعاة مبدأ الديمقراطية عند تعاملهم مع حكام المسلمين، وتساءل "كيف للغرب أن يدافع عن الديمقراطية في بلاده ويحمي أنظمة شمولية في الشرق الأوسط من أجل مصالحه"؛ وطالب البشير أجهزة الأعلام بقيادة حملة لتبصير الشباب بقيم دينهم ومنهجه الوسط بعيداً عن الغلو والتطرف. [email protected]