يبدو أن الحزب الحاكم بدأ يشعر بخطورة حركة الوعي السياسي وسط الشباب وسرعة انتشارها والتفاعل معها بمختلف المستويات الاجتماعية والثقافية والعرقية.. ما جعله يجاهد عبر تنظيماته الشبابية المتعددة للإمساك (بلجام) شباب الوطن وعبر قراراته التي تخرج تباعاً لتحديد حركة الشباب وإسكات صوتهم في الصحف والمواقع الإسفيرية والقنوات الفضائية وإذاعات ال(FM) والنشاط الطلابي في الجامعات وغيرها من الأنشطة الشبابية التي أصبحت مهدداً حقيقياً للنظام الحاكم.! هل سينجح الحزب الحاكم في ترويض هؤلاء الشباب والسيطرة عليهم..؟؟ في تقديري الخاص (too late).. بل أعتقد أن أية خطوات جادة يتخذها الحزب الحاكم للمزيد من مصادرة الحريات سوف تدفع بالنشاط الشبابي المعادي للنظام إلى الأمام بصورة أكثر تنظيماً ومؤسسية مما يحدث الآن.. وليس الشباب المتواجد الآن داخل حدود الوطن.. فالشباب المهاجر همو الأكثر حماساً لتغيير النظام من الشباب المحاصر داخلياً من ناحية سياسية واقتصادية واجتماعية.. وهم الوقود المحرك لشباب الداخل.. فالمعاناة التي جعلتهم يهربون من الوطن (مجبرين) تركت داخلهم جرحاً عميقاً لن يندمل وبقية أطرافهم بالداخل من ذويهم ومن أهل وطنهم لايزالون يعيشون ذات المعاناة التي غادروها.. والوطن نفسه الأم الرؤوم التي احتوتهم طيلة سنيهم سيجاهدون لإنقاذه فهو الملاذ الآمن الذي سيعيدون اليه أبناءهم وأحفادهم يوماً ما.. وكلنا يتابع تفاعل الشباب المهاجر مع قضايا الوطن الداخلية بصورة مستمرة ممتلئة بالوطنية من خلال مواقفهم تجاه بعض القضايا التي عبروا عنها بالوقفات الاحتجاجية والندوات وورش العمل والمقالات على المواقع الإسفيرية ومجاهداتهم المستمرة بمالهم وجهدهم لدعم مسيرة إنقاذ الوطن.! إذا الثورة انطلقت.. ثورة الوعي وثورة الكرامة وثورة الوطنية وثورة البحث عن الإنسانية والبحث عن الحقوق المضاعة.. ولا مجال لقهرها أو كبتها.. من المؤكد أنها ستنمو وتكبر وتتفرع وتثمر بإذن الله.. فالشباب الذي دخل نفق الضياع عبر المخدرات والبطالة المفضية إلى المفاسد بدأ يخرج رويداً رويداً وينخرط في المشاركة السياسية والمجتمعية بذات الأسباب الاقتصادية والسياسية التي أضاعته قبلاً.. ولم يعد يستمع إلى الخطب والشعارات (المضروبة).. فالحزب الحاكم في ولايته الجديدة (بذات النهج القديم) يحاول تسويق بضاعته القديمة.. وبدأ الطريق مرة أخرى من الأول.. بل في تقديري أن الوضع عاد بصورة اسوأ من الأول.. فالقرارات والقوانين الصادرة والمرتقبة تأسس لمزيد من القهر والفساد وكبت الحريات وتضييق الخناق.. والأوضاع الاقتصادية والسياسية والمجتمعية تسير بتسارع نحو الأسواء..! على الشباب مواجهة التحديات الماثلة والقادمة بسياسة جديدة تنتهج نهجاً مؤسسياً ينتج تنظيمات فاعلة مدججة بالخطط والبرامج.. تنظم الشتات في أنحاء القطر وخارجة من أبناء هذا الوطن.. فالوعي السياسي يلزمة التمرحل المننهج المدروس الذي يضع أهدافاً محددة ويسعى لتحقيقها بكل عزيمة وجدية.. فالأحزاب السياسية لم تقادر مرحلة الموازنات السياسية لتحقيق مكاسب ذاتية حتى تلك التي تضع الوطن والشعب بأجندتها توازن بينه وبين مصالحها وفي خضم هذه الموازنات يفقد الوطن باستمرار دماؤه النازفة.. فهل ينتبه الشباب إلى ما يعد له الحزب الحاكم الآن قبل أن يصبح واقعاً مراً. الجريدة _______