هذه الجماعة المنتمية لتنظيم ما يسمى (بالإخوان المسلمين) أمرها غريب ومنهجها عجيب، فبإدعاء منها انها تتبنى منهج (الهى) وهم كاذبون، لم يكتفوا بذلك الكذب والخداع وتلك المتاجرة الرخيصة بالدين، بل جعلوا من أنفسهم الهة، يخلقون البشر ويصنعونهم. تأمل هذه العبارة التى أطلقها (أمين حسن عمر) فى خلاف دارفورى – دارفورى لا علاقة له به، قال مخاطبا وزير الصحة ابو قردة " أنا الذى صنعتك" .. ثم أنظر ماذا قال فرعون لقومه "أنا ربكم الأعلى" وقارن العبارتين بقول رب العزة عن نفسه :" فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين". الا تشعر بأن أمين حسن عمر كاد أن يقولها على هذا الشكل؟ لماذا هذا البنى آدم (مسيخ) لهذه الدرجة؟ ذكرتنى عبارته تلك بمقولة الأخ المسلم والمحامى المصرى (صبحى صالح) الذى كان من بين ست شخصيات مصرية تم إختيارهم لصياغة الإعلان الدستورى بعد ثورة 25 يناير ، فى ذلك البلد قال مخاطبا شباب الإخوان المسلمين: " لا تتزوجوا غير أخت مسلمة، لكى لا تستبدلوا الخبيث بالطيب"!! كلها عبارات تدل على الطغيان والعنجهية والإستعلاء، ودعنا الآن من إخوان مصر فقد إنتقم الله منهم شر إنتقام ومن خلال عام واحد أذاقوا فيه المصريين (الويل)، فما بالكم بقوم ظل الله، يمهلهم حتى وصلوا الى 26 سنة، هل عاقل من يبقى معهم حتى الآن أو ينضم اليهم فى سنواتهم الأخيره؟ لماذا هؤلاء الناس طغاة ومفترين بهذا الشكل .. الا يعكس هذا الكبر رغم فسادهم وفشلهم فى اى شئ اداروه وتولوا امره أنهم يعطوك إنطباع بأنهم فوق البشر وليسوا كباقى مخلوقات الله؟ الم يتكرر مثل هذا السلوك الغريب منهم با لقول والفعل فى أكثر من مرة، الم يرفضوا أى فكرة أو أى اقتراح داخلى أو خارجى يمكن أن يؤدى الى حل مشكلة الوطن طالما لم يحقق مصلحتهم قبل مصلحة الوطن؟ ماذا تعنى منظومة 7+7 غير أنهم لا يعترفون بباقى خلق الله فى السودان وهم (الأعلون) فلماذا يتنازلوا ويتساووا مع باقى الناس، وهم فى الدنيا أمام الناس ويوم القيامة كما يعتقدون سوف يكونوا أمام كل الناس لا السودانيين وحدهم. الا يشعر كل سودانى حر شريف حتى لو لم ينطق بلسانه أنه مسوؤل عن هذه الدرجة من (الكبر) والطغيان والعنجهية التى وصلت اليها هذه الجماعة والتى ظهرت فى قولها وفعلها وتصرفاتها لمدة 26 سنة حتى الآن؟ دعنى أستعرض نموذج بسيط لقبول البعض بالخنوع والذلة والإهانة وتقبيل حذاء الطغاة .. قبل ايام طافت أتيام من الجوازات والهجرة على بعض الدول التى يتواجد فيها سودانيين لإستخراج الرقم الوطنى والجواز، وعلى الرغم من أنهم عذبوا الناس وصلبوهم فى الطوابيربالساعات ومارسوا تفرقة (حزبية) وطائفية ولم يسلموا الناس ايصالات مقابل المبالغ التى دفعوها، سمعت للبعض يشيد بهم ويتغزل فيهم وفى سمو أخلاقهم وكأنه يردد ابيات الشاعر نزار قبانى التى يقول فيها ((فأنت كالأطفال يا حبيبي ، نحبهم.. مهما لنا أساؤوا..)). الا يشعر الآخ ابو قردة الذى ذهب بقدميه للمحكمه الجنائيه وأشدنا به وقتها لأنه أحرج رئيس (النظام) والذى كان يشاركنا اللقاءات والحوارات كمعارض فى مصر من وقت لآخر، وكنا نشعر بأنه لن يهادن أو يصالح حتى لو وزنوه ذهبا أو لو وضعوا الشمس فى يمينه والقمر فى يساره .. الا يشعر بأنه مسؤل عن هذه الذلة والإهانة التى لحقت به ؟ وليسأل نفسه ماذا قدم لوطنه ولأهله فى دارفور منذ أن وضع يده فوق يد هذه الطغمة الفاسدة التى لا تهنأ الا بتفريق الأخ من أخيه بمنصب وزير الصحة؟ الإهانة التى لحقت برفيق النضال السابق ابو قردة ذكرتنى بنكتة تقول: أن أحد مواطنى دولة عربية سمع فى الإذاعة خبرا يقول، تهدمت عمارة فى البرازيل ودفن تحت انقاضها 200 مواطنا، فقال ذلك (المواطن) العربى (( يستأهلوا المواطين ايش وداهم البرازيل)). فيا ابو قردة الا تشعر بأنك تستحق تلك الإهانة بل أكثر منها؟ أخيرا المواضيع والأحاديث الكثيرة التى كتبت عن الوزير فى حكومة (عبد الرحيم حسين) الولائيه، والذى قيل أنه كان ينتمى لحزب الأمة القومى، وكان مناضلا شرسا وخطيبا مفوها .. استغرب لماذا لا يصدق الناس وضع يده فى يد النظام، الم يضع السيد/ عبد الرحمن الصادق المهدى يده مع النظام من قبله ولا يزال، الا يتفق الفريق/ صديق الشيخ وهو نائب رئيس حزب الأمة القومى مع كثير من سياسات النظام ويعلن ذلك صراحة؟ فهذا الوزير .. الذى لا أتذكر إسمه ولا اشعر من الضرورى أن اتعب نفسى و(أقوقلو) رغم المواضيع الكثيرة التى كتبت عنه، واضح أنه كان (غواصه) مغروس داخل جسد المعارضة وهكذا يكون (الغواصات) يظهرون معارضة وثورية بتنسيق مع (النظام) وأجهزته الأمنية حتى ينخدع فيهم كثير من الناس، الم تشاهدوا مسلسل (رأفت الهجان) والدور الرائع الذى اداه الفنان القدير (محمود عبد العزيز)؟ دعكم من ذلك الم تستمعوا لعشرات الخطب التى كان يرهق بها (عمر البشير) آذان الشعب السودانى وهو يهاجم امريكا وينعل ابو خاشها، ثم فى اليوم الثانى يستقبلون مبعوثا أو وفدا (أمريكيا) وينبرشوا له فى الأرض، فقط لكى يسحب اسمهم من قائمة الدول الداعمة للإرهاب منذ عام 1995.. مثل هذه الخطابات (العنترية) عادة يكون متفق عليها مع أجهزة الأمن التى تستخدم الغواصة وتستغله ومع (الدول العظمى) التى تعرف كيف ومتى تروض (الفئران)، تسمح لهم بشتيمتها لكى ينخدع السذج والدهماء ويظنوا أن النظام فعلا (وطنى) وإسلامى معاد لأمريكا وبهذه الطريقة يبقى 26 سنة يمزق بلده ويفتت شمله ويحوله الى بلد جياع ومرضى ودواعش و(خادمات) أشبه بالسبايا. تاج السر حسين – [email protected]