بسم الله الرحمن الرحيم طالعتنا الصحف العربية في الاسبوع الماضي بخبر مفاده ان السلطات اليونانية قد احتجزت سفينة بها شحنة قادمة من تركيا وقد ضبطت في احدى حاوياتها عدد خمسة الف بندقية ونصف مليون طلقة لزومهما اي بواقع مائة طلقة لكل بندقية وهذه الاسلحة بحسب مصادر الخير تكفي لتسليح جيش بأكمله. وعندما تسرب الخبر الى السلطات التركية اصدرت بيانا ان هذا السلاح وذخيرته في طريقهما الى الشرطة السودانية. اولا اذا سلمنا جدلا ان هذه الشحنة في طريقها للسودان والى الشرطة السودانية فهذه تعتبر كارثة وتناقض في نفس الوقت .ولنبدأبالتناقض اولا ,السودان لديه مصانع اليرموك التي تصنع بكل بساطة انواع كثر من الاسلحة الصغيرة وذخائرها والتي تبيعها هي لايران ومن ثم تبيعها ايران لليبيا وما جاورها من دول عكننة الخميرة ويلقى السودان في سبيل تلكم الخدمة ربحا وعمولة ورسوم ترحيل تساهم بطريقة اخرى في تسديد الديون المتراكمة عليها من ايران (وقائع اجتماع قيادات القوات المسلحة التي تسربت في يونيو واغسطس الماضيين ). وبالتالي ليس من المعقول ان تكون هذه اسلحة ذاهبة الى الشرطة السودانية اللهم الا اذا كانت هذه الاسلحة ذات مواصفات خاصة وهنا تبدأ الكارثة فاذا كانت اسلحة ذات مواصفات خاصة وهي ذاهبة للشرطة السودانية فهذا يعني ان مسلسلا جديدا من القتل والسحل قادم وان الساتر الذي ستتخذه الدولة هو ان اعتداءات باسلحة فتاكة قد وقعت على الشرطة المسكينة وان الشرطة دافعت عن نفسها !!! الكارثة الثانية ان الشرطة لديها مهمة محددة تقع في حدود الامن الداخلي وبنص القوانين الدولية فان الشرطة من غير المفروض عليها استخدام السلاح الا في حالات الشغب وتحت اشراف قاض هو الذي يأمر باطلاق النار وامره باطلاق النار نفسه القصد منه الحد من الشغب وذلكم مثلا بوقوف عشرة من الجنود في الصف الامامي تسعة منهم يطلقون ذخيرة صوتية بينما العاشر هو الذي يطلق طلقة واحدة لتعطيل قائد الشغب وليس قتله .وهذا الامر مفروض ان يحدث عند الضرورة القصوى وان لاينفذ ضد متظاهرين ذوي مطالب سياسية او اجتماعية . وعلى القاضي ان يرفع تقريره الى الهيئة القضائية فور انهاء الشغب. ثالثة الاثافي اننا نعيش في خداع مدبر ما بين الحكومة السودانية والسلطة التركية وغيرها من حلفائها فكل جريمة ترتكب لها غطاء جاهز سواء كانت في السودان ام في اي من الدول الافريقية غالب الظن ان هذه الاسلحة اما ان تكون ذاهبة الى المعارضة الليبية او الى دولة افريقية اخرى او ان تكون ذاهبة الى جهاز الامن السوداني لتسليح جنجويد التدخل السريع .ولكننا نتسائل كم سفينة حملت مثل هذه الشحنات ولم يتم توقيفها وراح جراء ذلكم مئات الالاف من الضحايا .... وأين تلكم الاقمار الصناعية التي ترصد الابرة وسم الخياط ؟؟؟ وكيف تصل سفينة مثل هذه الى موانئ مصر دون رصدها؟!! والحق ابلج والباطل لجلج هاشم ابورنات 9سبتمبر 2015 [email protected]