1- ***- تمر اليوم الجمعة 2 اكتوبر الحالي 2015 ذكري مرور اربعة شهور علي تنصيب عمر البشير رئيسآ علي البلاد حتي ابريل عام 2020 . مرت 93 يومآ حتي الان علي خطاب البشير في حفل التنصيب الذي قطع فيه عهدآ للشعب ان يكون (رئيسآ لكل السودانيين)، وعدنا البشير ايضآ بمستقبل زاهر وقال: ***- (عهداً جديداً نُمكَّنُ فيهِ لمبادئِ العدالةِ الاجتماعيةِ وسيادةِ حُكمِ القانون وبسطِ الشورى بينَ الناس. تحقيقاً لقوله تعالى "وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ" عهداً جديداً يُعِلي قِيَمِ الشفافيةِ في اتخاذ القراراتِ واعتماد معاييرِ الكفاءةِ والنزاهة عندَ كلِّ تكليفٍ وتعيين والمحاسبة الحازمة عند كل فساد أو تقصير. وبهذا أعلنُ عن قيامِ مفوضيهْ للشفافيةِ ومكافحةِ الفسادْ بصلاحياتٍ واسعة وتكون تبعيتها مباشرةً لرئيسِ الجمهورية). ***- قال ايضآ في خطابه: (يا أهلُ الإعلامِ والفنونِ والكلامْ نحنُ وانتم لنتحاور بلغةِ أهلِ السودانْ التي تعبرُ عن وجدانٍ مُفعم بالمودةِ والحبِ والاحترام). 2- ***- لكن واقع الحال الان يؤكد، ان حال الديمقراطية في البلاد مزري للغاية بشهادة المنظمات الدولية التي تراقب حريات الشعوب، وان كفالة الحريات التي وعدنا بها البشير معدومة بصورة كاملة، بل واسوأالف مرة مما كان عليها الحال قبل حفل التنصيب!!..الحريات الاساسية للمواطن السوداني والمنصوص عليها في الدستور مكبلة بقوانين الطوارئ ولوائح جهاز السلطات الامنية والشرطية. 3- ***- لقد اصبح المواطن السوداني هو الوحيد في القارة الافريقية الممنوع من ابداء رأيه بكل حرية بلا خوف او ارهاب...ممنوع من حقه في التظاهر...حقه الشرعي في اقامة الندوات والمحاضرات السياسية...في التعبير عن رأيه في نقد السلطة والقوانين وادانة الفساد!! . ***- المواطن السوداني هو الوحيد بين كل عرب المنطقة العربية اصبح لزامآ عليه ان يطالع بالاكراه صحف مقيدة لا تنشر الا ما يرضي أهل السلطة، والويل كل الويل للصحفي الذي يتجرأ بنشر الحقائق عن سلبيات الاوضاع في السودان المنكوب... ***- المواطن السوداني اصبح لزامآ عليه ورغم انفه ان يشاهد من خلال القناة الفضائية الخاضعة للحزب الحاكم برامج سياسية مبرمجة بعناية فائقة تهدف في المقام الاول (غسيل مخ)!! 4- ***- قال عمر البشير في خطاب حفل التنصيب: (وأدعو أهل الرأي والقلمِ في مراكزِ البحوث والإعلامْ ومنابرِ الصحافةِ والرأي، أن يُسهموا في بناءِ روح المسؤوليةْ وتسليطِ الضوءِ على الخَياراتِ الموضوعيةِ لمعالجةِ قضايانا الوطنيةِ كافةْ)... ***- (عهداً جديداً نواصل فيهِ مسيرةَ الإصلاحِ الشاملْ تحقيقاً للاستقرار السياسي والحكمْ الرشيد.عهداً نَستكملُ فيه نَهضَتَنا الأخلاقيةَ والعلمية والصناعية والعمرانية. عهداً جديداً نحقِّقُ فيهِ آمالَ أمتِنا في حياةٍ كريمةٍ يحُفُّها الأمنُ والوَفرةُ والرخاء)... (5)- "كلام جميل ياعمر البشير" ماجاء في الخطاب ولكن: ***- (كيف يمكن ان نساهم في بناءِ روح المسؤوليةْ وتسليطِ الضوءِ على الخَياراتِ الموضوعيةِ لمعالجةِ قضايانا الوطنيةِ كافةْ، وانت ما قمت برفع الموانع التي تقف حجرة عثرة في طريق اعلام حر يسلط الاضواء بكل صراحة على الخَياراتِ الموضوعيةِ لمعالجةِ قضايانا الوطنيةِ كافةْ؟!! )... 6- ***- يا عمر البشير، ما قمت بعد خطابك في يوم 2 يونيو الماضي باصدار اي توجيهات حازمة برفع المعانأة عن الصحفيين ورجال الاعلام، وان يقوموا باداء اعمالهم بلا ضغوطات او رقابة أمنية عليهم، تركهم علي نفس الحال الذي ماتغير منذ عام 1989!! 5- ***- لقد قطعت عهد ياعمر البشير علي الله والشعب ونفسك، واقسمت عليه بالقرأن في حضور عدد من رؤساء دول واعضاء وفود اجنبية جاءت تشارك حفل التنصيب، واستمعت الي خطابك الذي التزمت فيه: (أنْ يكونَ الحوارُ والتفاهمُ والمشاورةْ هي وَسائُلنا لحلِ قضايانا)... 6- بناء علي العهود المعلقة في ذمتك ياعمر البشير الي يوم الدين وجب عليك ان: ***- ترفع الحصار الامني المضروب علي الشعب منذ 26 عام، ***- الغاء القوانين الجارية، وقوانين الطوارئ المعلقة فوق رقاب 34 مليون سوداني، ***- ارجاع الحريات المصادرة الي اصحابها "الشعب السوداني"، ***- احترام ما جاء في الدستور والمتعلقة بالمبادئ الاساسية لحقوق الانسان. 7- قال الله سبحانه وتعالي: ********** (أ)- (إِنَّ الَّذِينَ يُبَايِعُونَكَ إِنَّمَا يُبَايِعُونَ اللَّهَ يَدُ اللَّهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ فَمَن نَّكَثَ فَإِنَّمَا يَنكُثُ عَلَى نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفَى بِمَا عَاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسَيُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا).. [الفتح:10]. (ب)- ﴿ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ ﴾ [البقرة: 177]. (ج)- ﴿ وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا ﴾ [مريم: 54]. (د)- قال (ص): (ألا أخبركم بخياركم؟ خياركم الموفون بعهودهم). (ه)- إنَّ الوفاء بالعهود من أسمى مبادئ الإسلام الأخلاقية، التي أمر الله بها، وأثنى عليها، فقال الله عزوجل في محكم كتابه العزيز: (والموفون بعهدهم إذا عاهدوا). بكري الصائغ [email protected]