بسم الله الرحمن الرحيم استخراج الشهادة الثانوية بلغ حداً من الشهرة لدرجة أن النائب الأول لرئيس الجمهورية زار الموقع عندما سمع بالتكدس أو الحشر والعنت الذي تستخرج به الشهادة السودانية. لم أر تلك الأيام العصيبة، ولكن رأيت كيف تستخرج الشهادة الثانوية في هذا الأسبوع (بعد العيد) كواحدة من مطلوبات تسجيل بنتي للجامعة. قبل أن نشرح المعاناة والمعاملة بشقيها القاسي واللين نسأل ما العلاقة بين وزارتي التعليم العالي والتعليم العام؟ هل تنتميان لدولة واحدة؟ هذا ليس سؤال سخرية وحاشا أن نسخر من وزارات رفيعة المستوى منوط بها بناء الإنسان السوداني لبنة المجتمع. في السنوات الأخيرة كان كافياً للتسجيل ما قام به مكتب القبول من تحديد للنسب وتوزيع الطلاب حسب شهاداتهم وشَكَرنا قبل اليوم ما تقوم به وزارة التعليم العالي من تسهيل خدمات عبر موقعها الإلكتروني وكيف كفت الناس الوقوف في الشمس والسفر وما إلى ذلك. ما الذي جد حتى تطلب الجامعات الشهادة الثانوية؟ ليتدافع طلاب السودان من نيالا ومدني وحلفا والدمازين وكل المدن البعيدة ليحضروا للخرطوم ويستخرجوا شهادة معلومة بالضرورة لدى مكتب القبول وفي إمكانه أن يزود بها الجامعات أي أن تنزل تلقائياً مع أسماء المقبولين للجامعة المعنية عبر برنامج القبول. أول ما يخطر على بالك أن وزارة التربية والتعليم عايزة فلوس ورسوم الشهادة 21 جنيهاً أضرب 21 في عدد الجالسين للامتحان كانوا قرابة 500 ألف طالب 20 ×500000 = 10 ملايين جنيه يعني 10مليارات بالقديم. ما كثيرة على التربية والتعليم لكن ألا يمكن أن تضاف هذه الرسوم مع رسوم الامتحان وكل من يريد أن يستخرج تفاصيل شهادته يمكنه ذلك من بيته؟ وللعدالة ألا يمكن تسديد هذه 20 جنيهاً (طبعاً الواحد جنيه ضريبة ولا دمغة مش عارف المهم ما حق التربية والتعليم). بواحدة من طرق السداد الإلكترونية؟ وتستخرج الشهادة. لو التربية والتعليم لا تفهم في ذلك تستعين بالتعليم العالي والمركز القومي للمعلومات. منْ اتخذ قرار استخراج الشهادة السودانية في هذا الوقت؟ وما هي الحيثيات التي اعتمدها ولا نراها نحن عامة الناس؟ وما الغرض منها هل هناك أزمة ثقة بين الوزارة ومكتب القبول؟ والمحزن في رئاسة امتحانات السودان (طبعاً دا ما الاسم التربوي ولكن هكذا يسميها العامة) المحزن في هذا الحوش وعلى سعة قاعاته إلا أن المقابلة من الشبابيك ممنوع الاقتراب من أو دخول الصالات الفسيحة فهذه حكر لعدد من الموظفين لا يشغل 10% من مساحتها والبنات والأولاد في الصفوف تحت هجير الشمس ويقدمون أوراقهم من الشباك. خرج الاستعمار وترك طبعه متوارثاً في موظفي الدولة الاستخفاف بالمواطن وإجباره للخنوع للموظف. لنا عودة لهذه الجزئية ونتمنى أن تراجع عاجلاً لحين حل حضاري لا يكلف الطلاب المجيء أصلاً لا من الشباك ولا من الباب. الصيحة [email protected]