حكى لى جدى لابى ذات يوم عن تلك الشجرة فى الدار القديم بان عمرها تجاوز ال25 سنه قال لى :- نبتت تلك الشجرة فجاءة لم نكن ندرى بها فى ساحة المنزل القديم كانت طرية وناعمة تحمل ازهارً جميلة المنظر ( كريهة ) الرائحة لها اشواك صغيرة مدببه عندما تنغرس فى اطراف احد فان العضو يتضخم ويتورم الى ان يبتر . .. يقول جدى بعد ان سرح بعيدا فى ذكرى تلك الليله الشئوم :- لم يٍعر الشجرة احد فى البداية ويوما بعد يوم اشتد عود الشجرة ، وامتدت جذورها الى ( المرحاض ) البلدى الذى بالمنزل ورضعت جذورها من هذة الاوساخ التى تخرج من بطوننا . كبرت الشجرة وتهدم المرحاض من قوة جذورها الضاربه..و اصبح جذع الشجرة كبيراً وامتدت اغصانها باشواكها على امتداد ساحة المنزل القديم مما اعاق الحركة بصورة مزعجه .. وادى الامر لان تم تقسيم المنزل الكبير الى قسمين ، نزلت من جدى دمعه حزن وهو ينظر الى منزله القديم وقد اصبح كل قسم قائماً بذاته بفعل شجرة الزقوم هذة . اذكر فيما اذكر بان جدى لابى حاول مراراً اقتلاع تلك الشجرة من جذورها فى وقت سابق و لم يستطع . حاول اعمامى الواحد تلو الاخر ولم يستطيعوا .. حتى سرى اليأس في النفوس باستحاله اقتلاع تلك الشجرة الخبيثه . ومع مرور الايام .. كُنا نحن.. انا وابناء عمومتى ننظر الى الشجرة السوء ، حاولنا منفردين فى بادى الامر وفشلنا فشلاً كبير ، واخيرا وفى ذكرى ميلاد جدى والتى تصادف الواحد والعشرون من اكتوبر تجمعنا معا كل ابناء العائله .. وحددنا لابد من اقتلاع الشجرة اليوم قبل الغد ... لم نكرر الخطاء مرة اخرى رضعت الشجرة من اوساخنا التى تخرج من بطوننا ، أعمامى وابى تركوا الشجرة تكبر امام اعينهم تركوها حتى ضربت عروقها الارض فى منزل جدى ، اكبر بيوت الحى فى وقت سابق. .. وعلى امتداد يوما شاق و بجهد ومثابرة وبتفانى كل العائله رمينا اخر جذع للشجرة خارج المنزل تورمت اجسامنا وفقد احد ابناء عمومتى عينة ،واختنق اخى برائحتها الكريهة اما جدى فقد اصيب فى راسه ، واختى الصغرى طريحه الفراش بعد ان وقع احد الافرع الكبيرة عليها .. وبرغم التضحيات تلك الان الجميع فى نشوة الانتصار ،و جدى يرسل ابتساماته برغم المه الكبير بالشق الذى فى راسه ، لقد انتهى الكابوس وعاد البيت الكبير كبيراً ... انتهى اكرم ابراهيم البكرى Akram .[email protected]